من دفتر الوطن

البحث عن فضيحة!

| عصام داري

طبعاً لا أقصد بالعنوان أعلاه الفيلم المصري الذي يحمل الاسم نفسه بطولة ميرفت أمين وعادل إمام وسمير صبري ويوسف بك وهبي، وإنما أقصد مجموعة من «المتشعبطين» على جدار الصحافة ويبحثون عن أي خبر مهما كان عادياً ليفبركوا حوله الأكاذيب فقط للحصول على «اللايكات».

لا يهم بعد ذلك الأذى الذي يلحقونه بالناس، وخاصة المشاهير منهم، وعلى وجه الخصوص الفنانات والفنانون السوريون واللبنانيون والمصريون.

هناك مواقع وصفحات خليجية على وجه الخصوص تتعمد ملاحقة الفنانات والفنانين بأخبار كاذبة وصور تمت معالجتها عن طريق برنامج (فوتوشوب) بغرض خلق ضجة إعلامية أو فضيحة تنال من مكانة وجماهيرية هذه الفنانة أو ذلك الفنان.

يمكننا القول إن هذه الطريقة المبتذلة والرخيصة هي تنمر بكل المقاييس لتحقيق أغراض دنيئة منها المكسب المادي.

وأكثر الفنانين والفنانات الذين يتعرضون للتنمر عبر تلك المواقع والصفحات النجوم: دريد لحام وسلاف فواخرجي وكندا حنا وهيا مرعشلي وياسر العظمة وأيمن زيدان ونسرين طافش السورية التي تحمل بطاقة متعددة الجنسيات، ومن مصر عادل إمام وميرفت أمين وإلهام شاهين وغيرهم كثير.

لا أظن أن كل هؤلاء النجوم يحتاجون لمحامين يدافعون عنهم، لكنني أنصب نفسي محامياً ضد كل الجهات التي تمارس التنمر أو الكذب والافتراء على الناس، فالسوشيال ميديا أصبحت منصة للتربح على حساب كرامات وخصوصيات الناس، وفي مقدمتهم مشاهير الفن.

جرت عمليات طلاق بشكل مخملي بين سلاف فواخرجي ووائل رمضان وبين نسرين طافش وزوجها وبين مصطفى فهمي وطليقته، فنشط المتنمرون ونشروا روايات فضائحية وكأنهم كانوا في مخادع هؤلاء النجوم!

الأسوأ من ذلك أن الفنان يكون في بيته أو في عمله أو مسافراً إلى مكان ما يفاجأ بخبر موته، فهل بلغت قلة الأدب والوقاحة والبحث عن فضيحة حد نشر أخبار موت كاذبة، وقد طالت هذه الأكذوبة الكثيرين من أهل الفن منهم عادل إمام وياسر العظمة ومنى واصف وأيمن زيدان وسامية الجزائري وغيرهم، فهل صار الموت لعبة ووسيلة للتكسب المالي الرخيص؟

الناس تموت على قارعة الطريق في مناطق واسعة من العالم، وهناك من يبحث عن الفضائح، حتى إننا لا نستطيع القول إنها فضائح، لأنها فبركات وأكاذيب وترهات لا أساس لها من الصحة.

الصحافة أن تنفرد بخبر ينتظره الناس وتكون سباقة في نشره وليس بنشر خبر عن موت فلان وزواج علتان وطلاق علتانة، وهذا المسلسل تجاوز الخطوط الحمراء، وذلك الفيلم يسيء إلى تربيتنا المنزلية، مع أن من كتب الخبر أصلاً قليل الأدب!

هذا التنمر وهذه الأساليب الرخيصة ما كانت لتزدهر وتستمر لو كانت هناك قوانين صارمة على مستوى الدول العربية كحد أدنى، ففي سورية قد تتمكن القوانين من وقف هذه الفئة عند حدها، لكننا لا نستطيع وضع حد لموقع أو صفحة في هذا البلد العربي أو ذاك، ولو كانت الدول العربية على وفاق لكان على وزراء الإعلام والثقافة والداخلية اتخاذ إجراءات عملية تحمي الناس من التنمر وتحارب بحزم الباحثين عن الفضائح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن