ثقافة وفن

نقرأ لنرتقي

| منال محمد يوسف

إنّ هذا النداء الذي يُمثّل صوت العقل والحكمة معاً، والذي يسمو عزف نشيده إذ يمثلُ كلمة اقرأ هدية من رب الأكوان للعالمين وفصاحة الأيام..

نقرأ لنرتقي

وما نزالُ نقرأ لأنه الكتاب هو شراع الفكر الأول وهو تلك «الدساتير الورقيّة» التي تختصر عظمة الإلهام وسرّه العظيم وتمتثل كذاك الوقت الذي يختزل جمال الثقافات التي جاءت وأصبحت تختزل حياة الشعوب من أقدم الأقدمين، جاءت إلينا تحملُ «ذاك المداد المعرفيّ» تواريخ الإباء ومنطق العقول وتُعلّمنا بأن الكتاب هو الذي يُمثّل خير الأصحاب وذاك النبراس النير المنير ويمتثلُ كصراط النّور إذ لا يعترف به الجهلاء وإنما يُمثّل طريق الرقي الحقيقي لكل من يؤمن بأن الكتاب هو خيرُ من يُمثّل سِيَر الحاضرين إذ حضروا وسِيَر الغائبين إذ غابوا، ويُشكّل علامات الزمرّد والنون الموجودة بين قوسيّ الرقي والنون، وينشدُ نطق العقلاء إذ نطق قولهم وهو الذي نسمع أقواله إذ يقول:

أنا الباقي منذ الأزل «حكايتي» تشبه حكاية الدّرِ المكنون…

ويا ذاك الألق المنثور إذ ينشدُ الرقيّ حالاً يرتقُ نور الأحوال

ويبدو كأنّه يُمثّل سِيَر الأولين والنّور حاله الموجود بين دفتيّ كتابٍ منثور، وبين صفحاتٍ تكون عاطرة الفكر، ويظهرُ نورها خيرُ جليس يؤنس الأنام وكذلك يؤنسُ مدارات العقل وفصاحة الإدراكِ، ويُضيءُ مدارات الإشراق، يُضيء وهجها ونبالة الإبراقِ، يُضيء توحدها مع منطق الإلهام، وسرّ الأسرار إذ علا ذكره، فكان الكتاب صورة مُشرقة تختصرُ وجه الأزمان.

وكان خير من يُمثلُ الحقيقة المثلى لنداء الفكر الإنسانيّ وصوت العقل إذ تسامى وقت النداء، وأصبح الكتاب يمتثلُ بنوره الحقيقيّ الوهّاج وتشعُّ منه لغات الأنوار.

ونقرأ من خلاله «بينات الأمور وترجمان التبيان» إذ يظهر كأنّه يختصر معاني البيان إذ جاء ذكرها وباتت حاضرة التذكار، باتت كعنوان الألق إذ يختصرُ سرّ الكتابِ والعنوان، وكلّ فلسفات الإشراق، وهو الذي يُسمّى ديوان العقول والعقلاء وصوت المنطق إذ تمّ به الإمداد، ولغة تختصرُ حكمة الحكماء، وتشعُّ منه الأنوار ونراه يُشكّل موئل الفصاحة ونور بلاغتها والرّقي بحدّ ذاته، وعظمة الشيء المتفرّد وعزفه المُتميز الجاد.

كلّ هذا نقرأ لنرتقي ونرى حقيقة العظمة التي توجد بين قابيّ التميّز فمن يقرأ ويؤمن بأهمية الكتاب، يستدير الجمال والألق من حوله ويتأصّل كمعانٍ يُشرق وميض حالها ويُختتم بمسكِ الإمضاءِ..

ومن يستدل على الكتاب ويرَ فيه ذاك «الصديق الوفي» وبهذا يُنشدُ الكثير من الرقي ويتعلّم فنون الإنشاد إذ يعلو شأن الكتاب ويشتعل بين سطوره نور الأحقاب ويتألق النّور من صوت الأسلاف إلى يومنا هذا..

وتجسّد المقروء. وبهذا يتسامى ذكر الكتاب الوهّاج ونوره المسترسل عبر الأزمان..

وما نزالُ نقرأ لنرتقي

ونتعلم من عظمة الحروف ومن بوارق الفنّ الملهم والإيهاب، حتى ليأتي على ذكر الكتاب، على ذكر فحواه ومحتواه، وذاكرته، ذاكرة الألق وصوتها الذي يؤمن بأن الكتاب هو ذاك المجلّد الذي يضمّ جماليّات الفكر وبحر الثقافة اللامتناهي وصفحات الزمن أن خُلَّد ذكره وشأن عظمته التي قيلت وسوف تقالُ وتتسامى صبوة الثقافة أن تصابى نهجها القويم..

نهج ذاك الألق الثقافيّ المعرفيّ الممتدُ الذي لا ينتهي والمرسَل منذُ أقدم الأقدمين، ونرى لغته وكيف تختصرُ كلّ لغات الارتقاء وحكايته التي يمتدُ أصلها وفرعها من الألف إلى الياء وتختصر سموّ الشعار معرض الكتاب لهذا العام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن