شؤون محلية

المنظمات والنقابات النائمة..!

| يونس خلف

تمثل المنظمات والنقابات القاعدة الجماهيرية الواسعة ولذلك فالمأمول دائماً أن تقوم بدورها من موقعها الطليعي المتقدم في المجتمع. أما مناسبة هذا الكلام اليوم هو سؤال مشروع: لماذا هذا التدافع والازدحام لتأسيس أو الانتساب إلى المنظمات والجمعيات الخاصة الأهلية وهل فقدت بعض منظماتنا ونقاباتنا أدوارها الوظيفية والاجتماعية. ولماذا تبدو بعض المؤسسات والمنظمات والنقابات نائمة في حين ظهرت في ميادين العمل منظمات وجمعيات خاصة تحاول أن تستقطب الناس وتستفيد من غياب بعض المؤسسات من خلال ملء الفراغات وتقديم الخدمات.

إذا كانت بعض المؤسسات والمنظمات والنقابات تمثل البنية التحتية للمجتمع من حيث التشكيل المجتمعي وهي أيضاً تمثل القاعدة المدنية للمجتمع فإن التعويل المنطقي هو على دور وفاعلية هذه المؤسسات والمنظمات في مواكبة متطلبات الظروف المتجددة و تعزيز ثقة قواعدها وجماهيرها بها.

إن مثل هذا التعويل المأمول من المنظمات والنقابات يكتسب أهميته أولاً من كون وجود قياداتها في مواقعهم عن طريق الانتخاب والاقتراع وأنهم يمثلون الطليعة الواعية التي تقود المنظمة وحراكها الشعبي وهي تتحمل الجزء الأكبر لتوجيه هذا الحراك وهندسة الحياة المدنية.

إلا أن واقع الحال يعكس وجود مؤسسات ومنظمات نائمة وهي دائماً حبيسة المكاتب وأسيرة الروتين ولذلك فإن غياب بعض المنظمات وعدم قيامها بأي دور مؤثر أفقدها ثقة المواطنين ولذلك أصبح الناس يتوجهون إلى المنظمات الخاصة والجمعيات ولا نعتقد أن الدافع الوحيد هو ما تقدمه هذه المؤسسات من خدمات معيشية واجتماعية وثقافية وإنما ثمة أسباب أخرى ربما في مقدمتها أن بعض منظماتنا ونقاباتنا اعتادت على النشاطات التي لا تحتاج إلى ثقافة عالية ومعاصرة ولا تحتاج إلى خبرة في قيادة الوعي بالشكل الصحيح.

ولذلك افتقدنا الدور المأمول لبعض المنظمات والنقابات وكشفت الأزمة عن الضعف والترهل وأكثر من ذلك هناك فجوة بين هذه المنظمات وقواعدها. لكن بالمقابل ثمة نقابات تغلبت على الصعاب ونجحت في تحقيق خطوات متقدمة للاعتماد على الذات ولا سيما عبر الاستثمارات وتحسين أوضاع المنتسبين لها.

اليوم نحن بحاجة إلى دور مؤثر لكل مؤسسة قادرة على الإسهام في قيادة الرأي العام من خلال التوعية والتواصل المستمر وطرح القضايا التي تلامس شرائح المجتمع كافة والعمل على تحسين الأوضاع المعيشية والخدمية للمنتسبين لهذه المنظمات وعدم الاعتماد على التمويل اللازم من الدولة أو الإعانات والمساعدات والقروض، وإنما التوجه الأمثل هو وجود ثقافة الاستثمار ليس لجهة المشاريع فقط وإنما الاستثمار الأمثل في الوقت والأداء وثقافة تحمل المسؤولية والتغلب على الظروف الصعبة وقبل كل شيء أن تكون المؤسسة أو المنظمة يقظة وليست نائمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن