ألوان وأرقام من الدوري الكروي الممتاز … الفرق على طابقين.. ملاعب متصحرة ومنغصات عديدة
| ناصر النجار
اقترب ذهاب الدوري الكروي الممتاز من منتصف مشواره، وتوضحت صور الفرق المشاركة بشكل أوضح من ذي قبل وبدأت معالم الدوري تتضح بين منافس على اللقب وقلق على المستقبل.
ولا يمكننا فرز فرق الدوري في الوقت الحالي إلا على طابقين، طابق تقدمت فرقه نحو مواقع الصدارة وهي الوثبة وجبلة وأهلي حلب والفتوة والجيش، وطابق ثان بعيدة عن هذه الفرق بنتائجها وأدائها ومن الممكن أن تغيّر من صورتها ما دامت لم تقطع ربع الدوري.
مشاهد الدوري في المرحلة السابقة والمراحل التي سبقتها دلت على عدم استقرار الفرق فنياً، وهذا دل عليه الخط البياني المتعرج الذي لم يكن متصاعداً إلى الأعلى أو ثابتاً على أقل تقدير.
وإذا كانت صور الدوري ضبابية بعض الشيء في بعض المشاهد فإننا نجد حسنات كثيرة منها أن فرق المقدمة لم تتعرض للخسائر حتى الآن، لكنها وقعت بشرك التعادل أكثر من مرة، والتفاوت الذي نجده الآن بين فرق المقدمة الخمسة يعود إلى تفاوت مستوى الفرق التي واجهتها في المراحل السابقة.
ونلاحظ أيضاً أن هذه الفرق لم تستطع حسم المواجهات التي جمعتها وجهاً لوجه، وانتهت كلها إلى التعادل، فالوثبة تعادل مع جبلة، وجبلة مع الوثبة وأهلي حلب، وأهلي حلب مع الفتوة والجيش وجبلة، والفتوة تعادل مع أهلي حلب والجيش تعادل مع أهلي حلب أيضاً، هذه المواجهات انتهى معضمها سلباً.
الوثبة المتصدر نال 12 نقطة من فرق الصف الثاني ونقطة واحدة من المنافسين وهذا يؤكد أن أمامه مشواراً أصعب لأنه لم يواجه بقية المنافسين (أهلي حلب- الجيش- الفتوة).
جبلة الوصيف نال 9 نقاط من فرق الصف الثاني ونقطتين من المنافسين وسيواجه (الجيش والفتوة) وهما مباراتان صعبتان ولا ننسى الديربي اللاذقي.
أهلي حلب نال من منافسيه ثلاث نقاط وستاً من فرق الصف الثاني وعليه مواجهة الوثبة كأصعب المباريات المتبقية له، وهذا يؤكد أن مبارياته القادمة أقل وطأة من غيره.
الفتوة نال نقطة واحدة من أهلي حلب وسبع نقاط من فرق الصف الثاني وسيواجه من الكبار (الجيش، الوثبة، وجبلة)، الجيش كالفتوة تماماً وسيواجه (الفتوة وجبلة والوثبة).
هذه الحسابات الافتراضية لا تعني بالضرورة أن بقية المباريات ستكون بمتناول يد الفرق الخمسة المتنافسة. وكما حدث فقد خسر الجيش والفتوة نقطتين بتعادلهما مع تشرين والوحدة وهما خارج المنافسات حتى الآن.
من هنا نجد أن مساحة المنافسة متسعة والاحتمالات المتفاوتة حتى نهاية الذهاب ستكون متوقعة، فقد يصبح المتصدر خامساً والعكس صحيح، مع ملاحظة عدم حدوث مفاجآت تذكر حتى الآن، لذلك قد يكون للمفاجآت (إن حدثت) دور في تحديد صورة الصراع على القمة.
الوجه الآخر للدوري لا يضعنا بخانة التفاؤل حتى الآن، فما حصلت عليه هذه الفرق من نقاط كان أغلبها من الجزيرة والمجد إضافة إلى تعادل هنا أو هناك وهي نتائج لا تغني ولا تسمن من جوع، وإذا افترضنا أن المجد والجزيرة بقيا على الشاكلة هذه من النتائج فإنهما سيحجزان مقعدي الهبوط مبكراً وستنحصر منافسات بقية الفرق على تبادل مواقع الوسط.
الوحدة نال ثلاث نقاط من الجزيرة وفاز على المجد وتعادل مع الفتوة وخسر مع الوثبة وأهلي حلب.
حطين فاز على تشرين والجزيرة وخسر مع جبلة والوثبة والجيش، الكرامة فاز على المجد وتعادل مع تشرين وخسر أمام أهلي حلب والفتوة والجيش، والطليعة فاز على الجزيرة وتعادل مع تشرين والمجد وخسر مع الوثبة وجبلة، تشرين خسر أمام حطين واكتفى بالتعادل السلبي مع الجيش والكرامة والطليعة.
المجد تعادل مع الطليعة وخسر أمام الجيش والكرامة والوحدة والوثبة، والجزيرة خسر أمام الوحدة والطليعة وحطين وجبلة.
وللتذكير هناك مباراتان مؤجلتان واحدة بين الفتوة وتشرين والثانية بين الجزيرة والجيش.
الأخلاق والانضباط
شهد هذا الأسبوع انحساراً واضحاً لكل الأفعال الخارجة عن القوانين الانضباطية، فسارت المباريات هادئة تحلى فيها الفرق والجمهور بأدب الملاعب وحافظ على قدسية كرة القدم وهي حالة إيجابية بالمطلق تبشر بموسم جيد لا شغب فيه ولا خروج عن الأنظمة والقوانين.
وهذا يحسب إلى الوعي الذي يتمتع به الجمهور وإلى إحساس الأندية والفرق بثقل العقوبات التي يتعرضون لها، وللجنة الأخلاق والانضباط التي واجهت كل الحالات السلبية بالحزم من خلال تطبيق القوانين على الجميع بعدالة ودون محاباة لأحد.
ومع ذلك حدثت حالات بسيطة يمكن معالجتها بشيء من الحكمة والتروي والعقوبات التي ستصدر بحقها ستكون رادعة، وعلى العموم فإن الغاية من العقوبات هي تقويم سلوك خاطئ لإعادة المخالف إلى جادة الصواب، لذلك فإن استثمار المخالفات بالعقوبات المناسبة هو لتعديل وتقويم السلوك، وقديماً قيل الخطأ طريق الصواب، والعقاب ليس هدفاً، فالهدف علاج المشكلة والخروج بنتائج إيجابية.
الحالة الأولى خروج لاعب أهلي حلب محمد ريحانية عن طوره بإشارات استفزازية تجاه جمهور جبلة وإشارات استهزاء تجاه الحكم وهو لاعب منتخب، والحالة الثانية قيام لاعب شباب أهلي حلب أنس دهان بضرب أحد لاعبي فريق النواعير بدوري شباب الممتاز وهو لاعب منتخب الناشئين، والمفترض أن يكون لاعب المنتخب قدوة لغيره من اللاعبين، وأعتقد أنه من الصواب أن يتم اتخاذ إجراء بحق لاعبي المنتخبات عندما يتعرضون للعقوبات الانضباطية سواء كانت مالية، أم إبعاداً عن المنتخب بشكل دائم أو مؤقت، لأن السلوك الخاطئ قد ينجم عنه عقوبات وأذى يلحق بهذه المنتخبات، كذلك صدر عن لاعبنا الدولي السابق هادي المصري تصرف أرعن بضربه لاعباً من فريق تشرين بلا كرة ما كنا نتمنى صدوره من لاعب يتمتع بالخبرة.
من المخالفات الأخرى قيام لاعب شباب فريق الوحدة مناف كرباج بضرب أحد لاعبي شباب المجد بالمباراة التي جمعتهما بدوري شباب الممتاز، كما قام مدرب شباب عمال حماة (درجة أولى) بشتم طاقم حكام مباراة فريقه مع فريق شرطة حماة.
الملاعب المتصحرة
الملاعب نوعان، إما عشبية أو صناعية، والمشكلة التي تعاني منها كرتنا أن أغلب ملاعبنا فقدت صلاحيتها وجاهزيتها وباتت عبئاً ثقيلاً على الدوري وفرقه بكل الدرجات والفئات، الملاعب الصناعية التي تقام عليها مباريات الدرجة الأولى والشباب وغيرها صارت في وضع يرثى له من ناحية الجاهزية الفنية إضافة إلى افتقاد هذه الملاعب الملحقات والمرافق الصحية، وهي أشبه بملاعب دوري الأحياء الشعبية.
وهذه الملاعب فضلاً عن سوئها فإن بعضها غير آمن لعدم وجود سور يفصل الملعب عن الجمهور أو إنه لا يشكل الحماية المطلوبة، ومنه ملعب الفيحاء الصناعي بدمشق، وقد تسبب بحدوث مشكلة بين بعض لاعبي وجمهور المجد والجمهور الآخر ولولا تدخل إدارة النادي لحدث ما لا تحمد عقباه، وإضافة لذلك فإن هذه الملاعب تفتقر إلى الخدمات الطبية وعدم وجود رجال حفظ النظام بالعدد الكافي.
ونحن قادمون إلى دوري رجال الدرجة الأولى، فكيف سيكون الحال في بعض الملاعب غير الصالحة؟
وبالعودة إلى دوري الدرجة الممتازة وبغض النظر عن صلاحية بعض الملاعب، فإن البعض الآخر غير صالح، وعندما يدخل مطر الشتاء سيتحول الكثير من الملاعب الصالحة حالياً إلى عبارة عن تضاريس مشوهة وستعاني فرقنا أكثر فأكثر.
في دمشق هناك خمسة فرق أرضها العاصمة وهي: (الجيش، الوحدة، المجد، الفتوة، الجزيرة) وهذه في الدرجة الممتازة فقط، ولا يوجد سوى ملعب صناعي واحد صالح وهو ملعب الجلاء.
بينما ملعب تشرين خارج الخدمة، والفيحاء في وضع يرثى له.
لذلك أمام هذه المشكلة لابد من توزيع المباريات على أيام الأسبوع، فليس شرطاً أن تقام المباريات يوم الجمعة، وعندما تكون هناك أكثر من مباراة ستقام بدمشق فمن الأفضل توزيعها على يومين أو ثلاثة لتنعم الفرق بملعب أقل سوءاً من غيره.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما نوع الصيانة المستمرة في ملاعبنا؟ وهل من المنطق هدر المال العام على ملاعب لا تكاد تخرج من الصيانة إلا وتعود إليها؟ أليس من الأفضل أن نبني ملعباً جديداً بثمن الأموال التي ننفقها على الصيانة من دون أن نجد أي جدوى منها؟
أرقام وألوان
بلغت أهداف المرحلة الخامسة 10 أهداف فصار المجموع 51 هدفاً، ونصف مباريات هذه المرحلة انتهت سلبية.
على صعيد الإنذارات رفع الحكام البطاقة الصفراء 22 مرة فبلغ المجموع 95 بطاقة، مع بطاقتين حمراوين، فارتفعت البطاقات إلى ست بطاقات، على حين بلغت ركلات الجزاء أربعاً، ضاعت منها واحدة، بعد أن سجل معتصم شوفان للوثبة بمرمى المجد وأيمن عكيل لحطين بمرمى الجزيرة.
على صعيد الهدافين استمر مهاجم جبلة محمود البحر على صدارة الهدافين برصيد خمسة أهداف، يليه علاء الدين دالي (الفتوة) ومحمد قلفاط (الوثبة) ولكليهما أربعة أهداف، وسجل هدفين كل من: النيجيري أوكيكي (أهلي حلب)، وعبد القادر عدي (جبلة) وأنس بوطة ومعتصم شوفان (الوثبة).