سورية

في اليوم الأول.. جلسات مكثفة لممثلي الجانبين بهدف تطوير التعاون في المجالات التقنية والعلمية والمالية والكهرباء والنفط والطاقات المتجددة … انطلاق الاجتماع الخامس السوري- الروسي لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين

| منذر عيد

شهدت أعمال اليوم الأول للاجتماع الخامس السوري- الروسي المشترك لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين التي انطلقت أمس، جلسات ولقاءات ثنائية شملت مجالات التقنية والعلمية والمالية والكهرباء والنفط والطاقات المتجددة.

تزامن ذلك مع تقديم الوفود الروسية الهدايا والمساعدات للأطفال والمحتاجين في المركز الثقافي الروسي في دمشق، وتوزيع مساعدات إنسانية لنحو 150 أسرة نازحة في مدينة حلفايا بريف حماة الشمالي، وأخرى غذائية للعاملين في مشفى جمعية النهضة العربية بحمص، إضافة إلى توقيع جامعة تشرين اتفاقيات مع 7 جامعات روسية.

وخلال سلسلة من اللقاءات المشتركة التي عقدت في قصر المؤتمرات على طريق مطار دمشق الدولي ناقش ممثلو المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في دمشق مع جامعة موسكو التقنية الحكومية «ستاتكين»، إمكانية إقامة مشاريع مشتركة في مجالات الصناعة والبناء والطاقة والاتصالات، وأشار ممثلو المعهد إلى أهمية إنجاز اتفاقية التعاون التي تمت مناقشتها سابقاً، بهدف إقامة مشاريع بحثية ذات تطبيقات صناعية بين سورية وروسيا.

ولفت مدير التعاون العلمي والإعلام والنشر في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في دمشق شادي بيطار إلى أن العمل جار على تحسين الواقع الصناعي والاقتصادي والاجتماعي، ما يساعد ويشجع على عودة المهجرين السوريين بشكل أسرع، مبيناً أن هذا الاجتماع يسهم في تبادل الخبرات بين المعهد وجامعة موسكو التقنية الحكومية وربط التكنولوجيا بالصناعة وإمكانية إقامة مشاريع بحثية للتطبيقات الصناعية لتحسين واقع الصناعة والعمل في سورية.

وفي تصريح لـ«الوطن» أشار رئيس جامعة «ستاتكين» فلاديمير سيريبريني إلى إمكانية التعاون بين الجامعة والمعهد في التشغيل الميكانيكي للمعادن وتطوير مواد جديدة ومواد حماية، وأنظمة عمل تكنولوجية جديدة، وفي مجال منظومات الروبوتيك والمجالات الأخرى في الصناعة، حيث تعمل الجامعة في جميع الاختصاصات والمجالات السابقة، وتمتلك خبرة كبيرة في مجال تصنيع الآلات لمتطلبات الصناعة في روسيا.

وشدد على أن الاجتماعات مع الجانب السوري، مهمة لاستعادة الحياة الطبيعية والارتقاء بالصناعة، وتأمين التجهيزات الخاصة بالعلوم التطبيقية، وإعادة الأمور إلى المسار الصحيح، مشيراً إلى أن العمل جارٍ لوضع خطة تعاون مشتركة تسمح لسورية بالعودة إلى الحياة السلمية وبناء الصناعة.

وفي السياق، بحث ممثلو المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا مع ممثلي جامعتي سانت بطرسبورغ وكورغان الروسيتين إمكانية توقيع اتفاقية شراكة بينهما لتبادل الطلاب وإيجاد تعاون حقيقي وفق برنامج عمل محدد، وإقامة دورات تدريبية ومشاريع مشتركة تتعلق بالميكانيك وأدوات القطع وغيرها.

وأوضح الوكيل العلمي في جامعة سانت بطرسبورغ ميكوشيف فلاديموفيتش أنه تمت مناقشة ضرورة استثمار المواد النانوية الموجودة في الطبيعة واستغلالها بما يخدم الواقع العملي للجامعات، مشيراً إلى أنه سيتم خلال اليومين القادمين الاتفاق على افتتاح ممثلية أو مكاتب متبادلة بين الجامعة والمعهد العالي.

مدير المركز الهندسي بجامعة كورغان الحكومية ذكر أنه تم بحث المشاكل المشتركة التي تواجه الجامعات السورية والروسية، وتم طرح الطرق التي تستخدمها الجامعة لردم الهوة بين العمل العلمي والواقع الصناعي.

كما استعرض ممثلو دائرة الرقابة المالية الاتحادية في روسيا مع إدارة المصرف المركزي في سورية آليات التعامل والاتفاقيات التي ستتم دراستها وتوقيعها في مجال مكافحة غسل الأموال من قبل الجانبين.

وأكد أمين سر هيئة مكافحة غسل الأموال في سورية مجد حمد أن الهدف من الاجتماع مع الممثلين عن لجنة الرقابة الاتحادية، هو استكمال المناقشات التي تمت خلال الاجتماع السابق بخصوص مكافحة غسل الأموال وصولاً إلى توقيع اتفاقية للتعاون المشترك، مؤكداً أن هناك خطة ممنهجة معدة مسبقاً بين الجانبين السوري والروسي يتم العمل على تنفيذها.

وفي رد على سؤال لـ«الوطن» أشار حمد إلى أنه يتم التجهيز لتوقيع اتفاقيات واستكمال عرض بين الجانبين.

ممثلو حكومة جمهورية القرم الروسية بدورهم ناقشوا مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سبل تطوير العلاقات بين الجانبين والسعي لحل جميع المسائل في مجال البحث العلمي والجامعات والعمل على توقيع اتفاق للتعاون بينهما.

وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد النائب الأول لممثل جمهورية القرم لدى رئيس الاتحاد الروسي كودرين نيكولايفيتش، أنه بإمكان الجامعات الروسية، وفي جزيرة القرم تقديم جميع الاختصاصات للطلبة السوريين، نظراً لجهة احتياجها بعد الحرب، وأن الجانبين توصلا لحل العديد من المسائل المتعلقة بالتعليم والبحث العلمي، وتعليم الطلبة السوريين بالتخصصات اللازمة في مرحلة ما بعد الحرب.

وأشار نيكولايفيتش في تصريحات صحفية إلى أنه تم الاتفاق على خريطة طريق لتفعيل المنح للطلبة السوريين، على أمل أن يتم توقيع اتفاقيات جديدة للتعاون بين جامعة القرم الحكومية الفيدرالية، وجامعة دمشق، والجامعات السورية الأخرى، داعياً الجانب السوري إلى زيارة جمهورية القرم للاطلاع على الخبرات والإنجازات بهذا الخصوص.

وفي تصريح لـ«الوطن» أشار مدير العلاقات الثقافية في وزارة التعليم العالي عقيل محفوض إلى أن الجانبين ناقشا خلال الاجتماع العديد من المواضيع المشتركة منها المنح الدراسية، والاعتراف العلمي والأكاديمي، وأوجه التعاون في التبادل الطلابي والمنح الدراسية، والتعريف أكثر بنظم التعليم لدى الجانبين، وتوسيع التعاون في مجال معسكرات الطلاب الصيفية، والمؤتمرات والندوات، موضحاً أن العمل جارٍ على إعداد مشروع لتوقيع مذكرة تفاهم بين جامعة القرم الاتحادية وجامعة دمشق.

كما بحث ممثلون عن جامعة ريازان الحكومية للهندسة الإذاعية مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في سورية إمكانية توقيع اتفاق تعاون مشترك.

وسعياً لتطوير التعليم في اختصاصات الهندسة التقنية والذكاء الصنعي والميكاترونيكس والهندسة الفضائية والهندسات التقنية الأخرى، وقعت جامعة المنارة السورية مع جامعة باومان موسكو التقنية الروسية اتفاقية تعاون لتطوير الأبحاث والمشاريع المشتركة، وتبادل الكادر التدريسي والطلاب بين الطرفين.

ممثلو وزارة الطاقة الروسية ناقشوا أيضاً مع ممثلي وزارتي الكهرباء والنفط في سورية، المواضيع المتعلقة بصيانة محطات توليد الكهرباء، وتأمين التجهيزات الكهربائية اللازمة لمؤسستي توليد الكهرباء، وتوزيع الطاقة الكهربائية.

وفي تصريح لـ«الوطن» أوضح مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الكهرباء أدهم بلان أن الوفد الروسي ضم شركة متخصصة في «الطاقة البديلة»، وتم تبادل الوثائق معها للاستفادة من خبراتها في «الطاقة البديلة»، مبيناً أن الاجتماع تطرق لجميع القضايا التي تمت مناقشتها في الاجتماعات السابقة، والمواضيع التي تتعلق بمؤسستي توليد الكهرباء وتوزيع الطاقة الكهربائية، بما فيها صيانة محطات توليد التجهيزات الكهربائية، معرباً عن استعداد الجانب السوري للتعاون في مجال التحكم والطاقات المتجددة.

وكشف بلان أن شركتين روسيتين متخصصتين بالتحكم ومحطات التحويل والطاقات المتجددة قدمتا منتجاتهما، وتم أخذ الوثائق الفنية منهما لتتم دراستها من قبل المختصين، لافتاً إلى أنه تم تزويد الجانب الروسي بآخر ما توصلت إليه سورية في الطاقات المتجددة ووضعها الراهن.

بدوره أكد ممثل وزارة الطاقة الروسية ألكسندر تسيسيليسكي أنه تمت دراسة المواضيع الرئيسة المتعلقة بالطاقة الكهربائية في سورية وإمكانية مشاركة الشركات الروسية في استخراج النفط والغاز، لافتاً إلى أنه تم وضع مخطط عام لإعادة تأهيل منظومة الطاقة الكهربائية في سورية ووضع اللبنة الأساسية للتعاون في مجال الطاقات المتجددة والكهربائية وخلال فترة قريبة ستتم مناقشة المواضيع الفنية والتمويل لإنشاء محطات لتوليد الكهرباء على الطاقة البديلة باستطاعات متوسطة، ما يساعد في تلبية الطلب على الكهرباء.

ودعا تسيسيليسكي إلى ضرورة تعزيز التعاون مع الشركات الروسية لاستثمار مشاريع الطاقة المتجددة في سورية، آملاً في أن تثمر المباحثات عملاً على الأرض ويكون لها الأثر الإيجابي في موضوع توزيع الطاقة.

وخلال اجتماع عمل، بحثت هيئة الجمارك السورية مع ممثلين عن هيئة الجمارك الروسية إحداث قاعدة بيانات مشتركة بين الجانبين، لضبط البضائع المهربة، وتسهيل الإجراءات التجارية.

وفي إطار تحسين جودة الإدارة العامة، بحث الجهاز المركزي للرقابة المالية مع غرفة الحسابات في روسيا سبل تطوير إدارة المؤسسات العامة في ظل العقوبات المفروضة على سورية من قبل بعض الدول، والاستفادة من البيانات في ظل الآفاق الجديدة للرقمنة، بهدف التنشيط المستمر للتعاون الثنائي.

ووقعت وزارة المالية مع وزارة الخزانة الاتحادية الروسية اتفاقية تعاون بشأن التعاون الفني لتطوير أنظمة عمل وزارة المالية.

وأكد معاون وزير المالية منهل هناوي أن الاتفاقية تسهم في تطوير عمل الوزارة وخاصة أن التجربة الروسية ونظامها المالي متطور وعصري، مشيراً إلى أنه سيتم خلال الفترة القادمة البدء بتنفيذ بنود هذه الاتفاقية وتطبيقها في سورية وفق التشريعات الملائمة.

من جانبه بين نائب رئيس الخزانة الاتحادية الروسية ألكساندر دميدوف أهمية التعاون مع وزارة المالية السورية القائم منذ عام 2019، موضحاً أن اتفاقية التعاون اليوم تعتمد على تبادل الخبرات وتطوير النظامين الماليين في البلدين.

إلى ذلك، بحث وزير التربية دارم طباع، مع نائب وزير التربية والتعليم الروسي غيربوب دينيس أوليغوفيتش، والوفد الموافق سبل تعزيز التعاون التربوي بين البلدين.

وأشار طباع خلال اللقاء الذي عقد في مبنى الوزارة إلى إمكانية إنشاء مجمع تربوي سوري- روسي في ريف دمشق مزود بتقنيات عالية، يقدم خدمات تعليمية للراغبين من مختلف دول الشرق الأوسط.

ونوه بدور تبادل الخبرات مع الجانب الروسي، من خلال الطلاب والمدرسين، والتركيز على دعم التعليم المهني، والتقني حيث يوجد 500 مدرسة تعليم مهني، و57 معهداً متوسطاً مهنياً، مشيراً إلى أن عدداً من المدارس تعرضت للتخريب والتدمير، بسبب الإرهاب فمن 23 ألف مدرسة قبل الحرب الإرهابية على سورية يوجد في الخدمة حالياً 14 ألف مدرسة، ولا تزال 7 آلاف مدرسة بحاجة إلى ترميم، منها 5 آلاف مدرسة مدمرة بشكل كامل.

بدوره أوليغوفيتش أكد أنه يتم العمل حالياً على إعداد مناهج متطورة، لتحسين مستوى الدارسين لها ستكون جاهزة قريباً، مؤكداً جاهزية الجانب الروسي لتأسيس معاهد تدريب لمدرسي اللغة الروسية بسورية، وفتح فرع لجامعة موسكو الحكومية التربوية في سورية لتأهيل مدرسين متخصصين.

ويتابع الاجتماع السوري- الروسي أعماله اليوم، بالتركيز على عدد من القضايا في قطاعات مختلفة، على أن يستمر حتى الخميس المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن