سورية

بغية مواصلة تقدمه نحو إعزاز ومعبر «باب السلامة» … «النصرة» ينقض اتفاقه مع «الفيلق الثالث» وينقضّ عليه بريف عفرين

| حلب- خالد زنكلو

لم يكد يجف حبر الاتفاق الذي وقعه زعيم ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، المدعو أبو محمد الجولاني مع متزعم ميليشيا «الفيلق الثالث» الملقب بـأبو ياسين، لتقاسم السيطرة على عفرين بريف حلب الشمالي، بعد مد الأولى نفوذها إليها، حتى نقض «النصرة» الاتفاق وانقض على الثانية بريف المنطقة وليشتعل صراع «إخوة السلاح» من الإرهابيين مجدداً.

فبعد 48 ساعة من الهدوء الحذر الذي ساد عفرين، وادعاء تنظيم «النصرة» أنه سحب مسلحيه منها باتجاه ادلب وسلمها لحليفها ميليشيا «أحرار الشام»، تفجر الوضع أمس في المنطقة مع استنفار جحافل «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، بذريعة أن مسلحي «الفيلق الثالث» الموالين للنظام التركي لم يخلوا مقراتهم في بلدة كفر جنة بريف عفرين الجنوبي الشرقي مع أنها لم تعد مقرات «الفيلق الثالث» في مدينة عفرين إليه، بموجب الاتفاق.

وأفادت مصادر أهلية في عفرين لـ«الوطن» بأن مسلحي «النصرة» خاضوا اشتباكات عنيفة مع نظرائهم وأعدائهم مسلحي «الفيلق الثالث»، الذي تتزعمه ما تسمى «الجبهة الشامية»، وسيطروا على بلدتي آناب والخالدية بناحية شران بريف عفرين، وليتموا حصار بلدة كفر جنة الإستراتيجية من طرف بلدة مريمين، التي تقدموا اليها، من جهة الغرب، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من تنظيم «النصرة» جراء كمين نصبه «الفيلق الثالث» لأحد الأرتال على محور كفرجنة.

وأشارت المصادر إلى أن سيطرة «النصرة» على كفرجنة، التي باتت قاب قوسين أو أدنى، ستفتح له المجال لمواصلة التقدم بيسر نحو مدينة إعزاز، الهدف المقبل للفرع السوري لتنظيم القاعدة كونها تضم معبر «باب السلامة» كأهم معابر الشمال السوري.

ولفتت إلى أن قيمة كفر جنة، والتي فشلت 3 محاولات سابقة في اقتحامها من «النصرة» بعد استقدام «الفيلق الثالث» تعزيزات إليها من إعزاز، تأتي من كونها تشكل خط الدفاع الأول عن مدينة إعزاز من جهة الغرب، عدا كونها تضم قاعدة عسكرية مهمة لجيش الاحتلال التركي بالقرب منها، والذي يبدو أنه لن يحرك ساكناً بعد تقاسمه حواجز مدينة عفرين مع جهاز أمن «النصرة» إبان هيمنتها عليها.

المصادر بينت أن «الجبهة الشامية» وحليفتها ميليشيا «جيش الإسلام» في «الفيلق الثالث» لم يقدّرا قوة «النصرة» مع حلفائه وتجرعتا كأس سم وقوف القاعدة الشعبية معهما في المنطقتين اللتين يسميهما النظام التركي «غصن الزيتون» بعفرين و«درع السلام» في إعزاز والباب وجرابلس، والذين خرجوا بمظاهرات منددة بالفرع السوري لـ«القاعدة» ورافضة لتوسعه نحو بقية مناطق سيطرة الميليشيات الممولة من النظام التركي الراغب بتلقينهم درساً بسبب تناحر متزعميهم فيما بينهم ونتيجة الفلتان الأمني الحاصل في مناطقهم.

وأصيب بالرصاص الطائش وبقذائف الهاون جراء الاشتباكات بين الفريقين المتناحرين بريف عفرين أمس أكثر من 10 نازحين في مخيمات «البركة» بمحيط كفر جنة والمخيمات المتوضعة قرب بلدتي زيارة حنان ومشعلة، واللتين تسعى «النصرة» لاقتحامهما، دون وجود ممر آمن لخروج قاطني المخيمات منها، وفق قول عدد من نازحي «مخيم البركة» لـ«الوطن»، والذين تمكنوا من الفرار وقت سقوط عفرين، وسط إغلاق طريق عام إعزاز عفرين واستقدام الفريقين دبابات وأسلحة ثقيلة إلى ساحة المعركة في محيط كفر جنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن