سورية

استقبل بيدرسون ووزيرة خارجية دونيتسك وتقبل أوراق اعتماد السفير غير المقيم لفيتنام … المقداد: دعم الغرب للإرهاب في سورية هو استمرار لدعمه للنازيين في أوكرانيا

| سيلفا رزوق

جدد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أمس خلال لقائه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون التأكيد أن استمرار الاحتلال الأميركي والتركي للأراضي السورية، إضافة إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، ينتهك سيادة سورية، ويخالف القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، ويهدد السلم والأمن في المنطقة.

وبحث المقداد والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، آخر التطورات المتعلقة بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، ومستجدات الوضع في سورية.

وقدم المبعوث الخاص عرضاً حول حيثيات الزيارات التي قام بها مؤخراً إلى عدد من الدول، واللقاءات التي أجراها مع المسؤولين في هذه الدول، والجهود المبذولة لاستئناف عمل لجنة مناقشة الدستور.

وأكد المقداد، حسب بيان حصلت «الوطن» على نسخة منه، أن «استمرار الاحتلال الأميركي والتركي للأراضي السورية، إضافة إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، ينتهك سيادة سورية، ويخالف القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، ويهدد السلم والأمن في المنطقة»، مطالباً الأمم المتحدة بأن تضطلع بدورها في هذا الصدد وفقاً لميثاقها.

ورداً على سؤال لـ«الوطن»، خلال تصريح صحفي له عقب اللقاء، قال بيدرسون «جرى خلال اللقاء البحث في الوضع العام بالنسبة للسوريين في الداخل والخارج فالصراع لا يزال قائماً والظروف صعبة للغاية، ولدينا منذ آذار ٢٠٢٠ وقف لإطلاق النار لكن لا يزال هناك عدد كبير من المدنيين يقتلون، وهذا تحدٍّ كبير».

وأضاف: «الوضع الاقتصادي صعب للغاية، فهناك قرابة ١٥ مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وكما ذكرت عدة مرات، فإن المسار السياسي لم يتمخض عنه شيء حتى الآن بالنسبة للسوريين، لكن ما نقلته اليوم للوزير فيصل المقداد هو أن الأمم المتحدة ملتزمة بكل هذه المواضيع وستعمل على البحث في وقف شامل لإطلاق النار على كامل الأراضي السورية ومستمرون في العمل من أجل توفير احتياجات الشعب السوري وتوفير احتياجات اللاجئين ومن يعيشون في مختلف المناطق السورية سواء كانت تحت سيطرة الحكومة أم خارجها».

واعتبر بيدرسون في رده على سؤال لـ«الوطن» اعتبر أن هذه المواضيع وحدها لم تساعد في إحراز أي تقدم، وقال: «ما نحتاجه بالفعل هو التقدم على المسار السياسي، لذلك بحثت مع الوزير المقداد كيفية تعزيز «تدابير الثقة» كما هو منصوص عليه في القرار ٢٢٥٤، وعدت وأكدت على فكرتي، كما قدمت شرحاً بخصوص مبدأ «خطوة بخطوة»، مما سيسمح لجميع الأطراف بالانخراط الجدي ويمكننا أيضاً من التقدم ببطء، وتحدثنا عن اللجنة الدستورية وكلي أمل بعد المحادثات مع أحمد كزبري بأنه سيكون لدينا أخبار إيجابية بهذا الخصوص حيث سنتمكن من عقد جلسات قادمة في جنيف».

وحول إذا ما جرى النقاش بخصوص المؤتمر الدولي للاجئين والذي بدأ أعماله في دمشق قال بيدرسون لـ«الوطن»: «لا، لكن سيتم إعلامي بنتائج المؤتمر في وقت لاحق».

بيدرسون لفت في تصريحاته إلى أنه سيكون لديه في دمشق عدة اجتماعات، وأضاف: «لكن الأهم بالنسبة لوجودي في دمشق، هو الحوار مع الحكومة السورية والممثلين في اللجنة الدستورية».

وفي رده على سؤال إن كانت قرارات مجلس الأمن مازالت نافعة بعد كل ما تغير في سورية قال بيدرسون: «لنكون صادقين أنها لا تعمل حتى الآن، ونحن نحتاج أكثر لرؤية إن كان بالإمكان أن نبدأ ببطء ولكن بشكل مطرد لتنفيذ الأحكام المختلفة لقرارات مجلس الأمن، والخبر الجيد أن كل الأطراف بدأت القول إنها ملتزمة بهذه القرارات».

يستقبل وزيرة خارجية جمهورية دونيتسك

وفي وقت لاحق أمس عقد وزير الخارجية والمغتربين جلسة مباحثات مع وزيرة خارجية جمهورية دونيتسك الشعبية ناتاليا نيكونوروفا والوفد المرافق لها، والذي ضم كلاً من وزيري الثقافة والزراعة.

ووفق بيان حصلت على نسخة منه «الوطن»، أكد المقداد على أهمية تعزيز العلاقات الناشئة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وعلى استمرار دعم سورية لجمهورية دونيتسك، وكذلك تأييدها لحق شعوب إقليم دونباس في تقرير مصيرها.

وقال: «إن دعم الغرب للإرهاب في سورية بالسلاح وبمليارات الدولارات، هو استمرار لدعمه اليوم للنازيين في أوكرانيا ومدهم بالسلاح والمال لمواجهة الموقف الروسي الذي يدافع عن شعب دونباس وحريته وأمنه».

وشدد المقداد على أن السياسات الغربية الداعمة للإرهاب في سورية تعوق الجهود السياسية المبذولة لإعادة الأوضاع الطبيعية إليها، وأن الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على كل من سورية وروسيا الاتحادية والعديد من دول العالم هي غير أخلاقية، وتتناقض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويتأثر بها المواطن العادي في هذه الدول في أبسط مقومات حياته.

بدورها، عبرت نيكونوروفا عن شكرها لسورية على دعمها ومساندتها لجمهورية دونيتسك واحترامها لخيار الشعب في دونيتسك وتأييدها له في الأمم المتحدة.

وقدمت عرضاً لمجريات الحرب على بلادها وما عاناه شعب دونيتسك من ممارسات وحرب إبادة من قبل المجموعات النازية.

كما ناقش الجانبان الإمكانات المتاحة للتعاون متعدد الجوانب، وعلى مختلف المستويات وبما يحقق مصالح شعبي البلدين الصديقين.

حضر اللقاء من الجانب السوري، نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري ومدير إدارة أوروبا لؤي فلوح، وإحسان الرمان وحسين عبد العزيز من مكتب الوزير، ومن الجانب الضيف كل من السفير الروسي في سورية ألكسندر يفيموف، وباقي أعضاء الوفد المرافق لنيكونوروفا.

كما تسلم المقداد أمس من السفير لونغ كوك هوي، أوراق اعتماده سفيراً غير مقيم لجمهورية فيتنام الاشتراكية لدى سورية، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سانا».

ورحب المقداد بالسفير هوي، مؤكداً حرص سورية الدائم على تطوير علاقاتها مع فيتنام الصديقة، وذلك لما للشعب الفيتنامي من تقدير كبير في نفوس السوريين، وانطلاقاً من سياسة سورية بالتوجه شرقاً نحو الشعوب، والدول التي تتمسك بمبادئ القانون الدولي، وأهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.

واستعرض المقداد التحديات التي تواجه السوريين بسبب الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب، واستمرار الاحتلال الأميركي بسرقة النفط والثروات السورية، مشيراً إلى الفرص التي يمكن التعاون بها مع فيتنام لمواجهة هذه التحديات وبالشكل الذي يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.

بدوره عبر هوي عن سعادته بتعيينه سفيراً غير مقيم في سورية، وأكد أنه يحمل لشعب وقيادة سورية تحيات قيادة وشعب فيتنام، مشيراً إلى تطلعه لبذل كل الجهود الممكنة لتطوير العلاقات وتعزيز التشاور السياسي والتعاون الاقتصادي مع سورية.

وجدد هوي التعبير عن موقف بلاده الداعم لسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، وعن استعداد فيتنام للتعاون مع سورية في مشاريع إعادة الإعمار وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن