رحم اللـه من قال (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) وكأنه كان يعيش معنا في زمن النهضة السلوية، فالأيام تمضي وأصبحنا في النصف الثاني من شهر تشرين الأول، ومازلنا ننتظر عقد المؤتمر السنوي لكرة السلة للبت في نقاط عديدة، لاعتمادها في الموسم القادم 2022 – 2023 الذي لم يبدأ حتى الآن.
في كل حديث ومجلس ومجال كثيراً ما نسمع عن مقولة: (نحن بحاجة لروزنامة ثابتة وواضحة) للموسم بأكمله، وفي كل موسم نشكو من ضيق الوقت وعدم إمكانية التنفيذ لما كنا نصبو إليه، ويتأجل الحلم المنشود إلى الموسم اللاحق، وبالطبع فالموسم اللاحق لن يكون أفضل من غيره وعلى رأي الشاعر:
(ألا أيها الليل الطويل إلا انجلي… بصبح وما الإصباح منك بأمثل).
المشكلة بأن كل موسم لن يكون بأفضل من سابقه، إن لم يكن أسوأ، والمشكلة دوماً هي ضيق الوقت، والتأخر في بدء الموسم الجديد، وهاهي الدراما تتكرر مرة أخرى.
التأخير يحصل هذه المرة بطريقة غريبة، فاستقالة رئيس اتحاد كرة السلة فوتت على كرة السلة أسابيع من الوقت الذي كان يفترض استثماره في أشياء كثيرة ومهمة، وأهمها انعقاد المؤتمر الذي ينتظره الجميع لوضع النقاط على الحروف، وبعدها ومع عودة رئيس الاتحاد عن استقالته لم يتحرك ساكن، ولم نر ما يخص المؤتمر السنوي، على حين نراهم منشغلين في بطولة كأس السوبر التي تحولت بقدرة قادر إلى دورة دولية تشارك فيها فرق من خارج سورية أيضاً.
لسنا ضد الدورات والمشاركات الدولية التي تحقق لفرقنا الاحتكاك الدولي المطلوب، ولكن لكل شيء وقته ومكانه وزمانه، والغريب تلك التقلبات والتخبطات التي تعيشها الحالة التنظيمية للبطولة، في الوقت الذي كشفت هذه التجربة الضعف التنظيمي لدى اتحاد كرة السلة الذي كان عليه أن يدرك أن هناك فرقاً بين اللجنة المنظمة، ولجنة التنظيم للبطولة، والفرق بين الجهة المنظمة، والجهة الراعية للبطولة فلكل مسؤولياته وصلاحياته، واتحاد السلة هو الجهة المنظمة أولا وأخيراً، وهو المعني باللوائح الخاصة بالبطولة سواء كانت تنظيمية أم انضباطية أو فنية أو غيرها، وعلى الجميع التقيد بها، بينما تنحصر مسؤوليات الجهة الراعية في الحقوق الإعلانية وبيع التذاكر وتنظيم الدخول وتنظيم الجلوس في الصالة (حسب الاتفاق) وكله بإشراف اتحاد السلة ومعرفته، وهو الذي يقوم بتحديد الفرق المشاركة ودعوتها، وهو الذي يسمي مدير البطولة واللجان الخاصة بها، مادامت واحدة من البطولات الرسمية المعتمدة لاتحاد كرة السلة.