سورية

التنظيم استحوذ على معظم « عفرين» وهدنة هشة أخرت دخوله إعزاز

| حلب- خالد زنكلو

ساد هدوء حذر أمس في منطقة عفرين شمال حلب، التي استولى تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفاؤه على أكثر من 90 بالمئة من مساحتها بعد سيطرته على مدينة عفرين الأربعاء الفائت، قبل أن يمد نفوذه إلى معظم قرى وبلدات المنطقة ثم هيمنت أول من أمس على بلدة كفر جنة، التي تشكل خط الدفاع الأول عن مدينة إعزاز من جهة الغرب.

وكشفت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات النظام التركي في عفرين، أن الهدوء الحذر أعقب اجتماع توسطت فيه ودعت إليه الاستخبارات التركية بين ما تسمى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «النصرة» وميليشيات «الفيلق الثالث» عقد في معبر باب الهوى شمال إدلب ومن دون حضور أي من متزعميه أو ممثلين عنها، لكنها فوّضت ميليشيات «هيئة ثائرون»، التي تشكلت مطلع العام الجاري ولم تتدخل بمجريات الصراع، بالتوصل إلى هدنة توقف الاقتتال الدائر بين الأطراف المتحاربة, ولفتت المصادر لـ«الوطن» إلى أن الهدنة أو الاتفاق الجديد قضى بتسلم ميليشيات «السلطان مراد»، كممثل عن «الهيئة» وكقوات فصل، حواجز «النصرة» في كفر جنة وقطمة مع سجن الأولى ومبنى ما يسمى «وزارة الدفاع» في «الحكومة المؤقتة» التابعة لما يسى «الائتلاف» المعارض، على أن ينسحب تنظيم «النصرة» الفرع السوري لـ«القاعدة» إلى ناحية شران بعفرين وأن يتراجع مسلحو «الفيلق الثالث»، الذي تقوده ميليشيات «الجبهة الشامية» إلى إعزاز، وهو ما جرى تنفيذه والالتزام به أمس بشكل جزئي.

وتوقعت المصادر أن تنهار الهدنة الهشة، على الرغم من نشر جيش الاحتلال التركي مدرعات له قرب كفر جنة، كسابقتها التي جرى الاتفاق عليها يوم الجمعة الماضي بين «تحرير الشام» و«الفيلق الثالث» ونصت على انسحاب الأولى من مدينة عفرين وعودة الثانية إلى مقراتها فيها، لكنها انهارت الإثنين ودفعت «النصرة» للتمدد إلى بلدات جديدة، منها قطمة وكفر جنة تحقيقاً لأطماعه التي تتمثل بالسيطرة على إعزاز وباقي مناطق ما يسميه النظام التركي منطقة «درع الفرات» في الباب وجرابلس أيضاً.

المصادر رأت أن أنقرة أعطت الفرع السوري لتنظيم القاعدة «استراحة محارب»، على خلفية خروج بلدات ومدن منطقة ما تسمى «درع الفرات» في تظاهرات شعبية غاضبة رافضة لدخوله إليها ومنددة بالصمت التركي عما يجري ويحاك في دهاليز الاستخبارات التركية لفرض سطوة «النصرة» على مناطق نفوذ الميليشيات الموالية للنظام التركي شمال وشمال شرق حلب.

ولفتت إلى أن «النصرة»، مدفوعا من نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لن يتوقف حتى يفرض هيمنته الأمنية والإدارية والاقتصادية على جميع مناطق سيطرة مرتزقة أردوغان التي يسميها «الجيش الوطني» عقاباً لها بسبب اقتتالها وإخلالها بالأمن وتناحرها على السلطة والنفوذ والمال.

ونقلت المصادر عن متزعمين في مرتزقة أردوغان قولهم: إن إعلان واشنطن أمس، وفي تغريدة على الحساب الرسمي للسفارة الأميركية في سورية بأنها «تشعر ببالغ القلق من التوغل الأخير لهيئة تحرير الشام، وهي منظمة مصنفة كإرهابية في شمال حلب»، لن يغير في الواقع والتطورات الميدانية في شيء لأن الإدارة الأميركية هي الراعي الرسمي لمسلحي «القاعدة» وداعش ومحركهم على الخريطة السورية لتنفيذ أجندتها خدمة لمصالحها، ولذلك لن يفيد مطالبتها تنظيم «النصرة» بسحب قواته من المنطقة.

في السياق ذاته، تحدث «منسقو الاستجابة» عن استهداف 12 مخيماً في ريف حلب خلال الاشتباكات التي دارت بين «تحرير الشام» و«الفيلق الثالث»، عدا محاصرة أكثر من 1000 عائلة داخل المخيمات وانقطاع الطرق المؤدية إليها بسبب الاشتباكات، وارتفاع عدد النازحين في المخيمات منذ بداية الاشتباكات إلى 7284 نسمة، إلى جانب مقتل 8 أشخاص، بينهم امرأتان وطفلان وإصابة 47آخرين بينهم 11 طفلاً و7 نساء.

كما ذكرت مصادر معارضة، أن الخسائر على الأرض بلغت حتى أمس ومنذ بدء الاقتتال بين الفريقين المتصارعين قبل 10 أيام 58 قتيلاً، بينهم 10 مدنيين، لكن النصيب الأكبر كان لـ«الهيئة»، التي سيطرت على نحو 90 بالمئة من منطقة عفرين، بواقع 28 قتيلاً مقابل 20 قتيلاً لميليشيات أنقرة في «الجيش الوطني».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن