سورية

تعاون زراعي سوري- روسي خلال المرحلة المقبلة … قطنا لـ«الوطن»: يمكن تصدير العديد من المنتجات إلى روسيا لكن العائق المسافة

| هناء غانم

ناقش وزير الزراعة حسان قطنا خلال اجتماعه مع وفد الهيئة التنسيقية الروسية أوجه التعاون الزراعي بين البلدين، مؤكداً ضرورة البدء وعلى أرض الواقع بتنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بالقطاع الزراعي، مشيراً إلى أهمية الاطلاع على ما يعوق تطبيقها، مشدداً على عمق العلاقات السورية الروسية.

قطنا أكد أهمية تطوير علاقات التعاون العلمي والفني الزراعي في المرحلة القادمة مع الجانب الروسي وتفعيل الاتفاقيات الموقعة ووضعها موضع التنفيذ وتذليل الصعوبات، والتعاون في مجالات النقل البحري والجوي وصيد الأسماك، والبحوث الزراعية ونقل التقانات والإدارة الزراعية الحديثة وتطوير الثروة الحيوانية وزراعة الأجنة، والموارد الطبيعية وصناعة الأسمدة واستخدامها والأعلاف كالشعير والذرة والبدائل العلفية، والمخابر المتخصصة.

وأشار إلى أن هناك تعاوناً قادماً مع هيئة البحوث العلمية الزراعية ومديرية الوقاية بهدف إدخال نباتات جديدة وتأسيس حدائق نباتية ومخابر في سورية للمساعدة في إدخال «داتا» نباتية جديدة وإنتاج مخصبات محددة لها، وتحديد المبيدات الملائمة للأشجار المثمرة للتخلص من الأثر المتبقي للمبيدات على الثمار.

وأوضح قطنا، أنه وانطلاقاً من الرغبة المشتركة بتعزيز التعاون الثنائي في مجال الزراعة والاستفادة من الخبرة التي يمتلكها الطرف الثاني في إدخال تقنيات جديدة وتدريب الفنيين ذوي المؤهلات العالية، كان هناك اتفاق على إقامة تعاون علمي وفني متبادل بين الطرفين لتحقيق تنمية مستدامة للقطاع الزراعي من خلال تقديم الدعم الفني والاستشاري والتقني لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في سورية.

وأشار إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب أن تقوم روسيا بتنفيذ دورات تدريبية مجانية من خلال استقدام خبرائها لتدريب الفنيين العاملين في سورية وتحسين كفاءتهم الفنية والتقنية ومهاراتهم العلمية في نواح محددة يتم الاتفاق عليها لاحقاً من الطرفين، والأهم هو التعاون الفني لضمان الانتقال إلى زراعة مستدامة وذكية مناخياً وعالية الإنتاج وإدخال أنظمة ذكاء صنعي في المجال الزراعي للطرف الأول يهدف لترشيد استخدام الكيماويات الزراعية كالأسمدة والمبيدات والمساهمة في تطوير وإدخال برامج الإدارة المتكاملة للآفات وتشجيع المكافحة الحيوية وطرق التخزين والمعالجة الفاعلة والمنتجات الزراعية وحماية المواد المخزنة وإدارة آفاتها بطريقة آمنة للوصول إلى منتجات غذائية آمنة عالية الجود، وكذلك يجب على الجانب الروسي تجهيز مخابر الأمراض الفطرية والبكتيرية والفيروسية ومخابر النيماتودا والحشرات في سورية وتزويدها بالأجهزة والمعدات الضرورية ومواد العمل وتدريب الكادر الفني والبحثي فيها، والأهم هو الاستفادة من خبرة الروس في مجال المكافحة الحيوية والإدارة المتكاملة للآفات وفي مخبر الأثر المتبقي للمبيدات.

وفي تصريح لـ«الوطن»، كشف قطنا عن وجود العديد من المنتجات الزراعية التي من الممكن تصديرها إلى روسيا لكن العائق الرئيس هو المسافة بين سورية وروسيا التي تحتاج إلى طائرات خاصة لنقل المنتجات وإلى أسطول بحري بحاويات مبردة، مؤكداً أن هناك رغبة من روسيا وسورية لتبادل المنتجات الزراعية، وبالمقابل قد يكون هناك خطة قادمة يتم العمل عليها لتبادل مستلزمات الإنتاج، وخاصة أن سورية تستورد القمح والشعير والأسمدة وزيت عباد الشمس وغيرها، موضحاً أنه يتم العمل على تأسيس تبادل تجاري حقيقي بين البلدين عندما تتوافر وسائل شحن ونقل مرنة.

من جهته، أبدى مدير معهد حديقة نكيتسكي النباتية الروسية سيرغي خوخلوف استعداد الجانب الروسي لوضع هذه الاتفاقيات موضع التنفيذ بأسرع وقت ممكن ونقل الخبرات الفنية والزراعية والبحثية المتطورة في روسيا إلى سورية.

وشدد على أهمية ارتقاء العلاقات الاقتصادية الزراعية والتجارية إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين الصديقين وضرورة الاستفادة من قدرة الجانب الروسي في المجال الزراعي والبدء بذلك فوراً، مؤكداً ضرورة رسم خريطة واضحة للبدء بالإجراءات التنفيذية بعد تشكيل لجنة مختصة، مبدياً استعداد روسيا لتقديم أنواع جديدة للزراعات النباتية في سورية وإقامة حدائق بهذا الإطار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن