رياضة

بسبب العقليات البالية ونكران الجميل نهاية مدرب شجاع في سلة الجلاء

| مهند الحسني

لم يكن أشد المتشائمين بسلة نادي الجلاء يتوقع هذه النتيجة التي لم تكن على بال أحد وأن ينتهي شهر العسل بين المدرب عبود شكور وإدارة النادي بهذه الطريقة التي لا تنم عن عقلية احترافية متنورة، فالإدارة التي نجحت منذ توليها مهامها في المحافظة على أبناء النادي والعمل من نقطة الصفر لإعادة أمجاد اللعبة على نار هادئة وتأمين كل مقومات التطوير هي نفسها من بدأ بالاستماع إلى نصائح بعض الذين يدّعون المحبة للنادي كرمى لعيون بعض اللاعبين المدللين وضرورة وجودهم مع الفريق بالطريقة التي تناسب مصالحهم وأهواءهم، ما ساهم في حدوث شرخ فني يبدو أن رأبه قد يطول ويكلف النادي الكثير، وخاصة أن الفريق مقبل على استحقاقات كثيرة في المرحلة المقبلة وهي بحاجة لتحضيرات مثالية وأجواء مريحة.

أسباب ومسببات

لم تأت النتائج الجيدة التي حققها الفريق الموسم الماضي من عبث وإنما جاءت نتيجة جهود كبيرة بذلتها الإدارة التي نجحت في خلق حالة من الاستقرار بجميع أشكاله، وبدلاً من التأسيس على هذه الحالة والنتائج المشرقة معاً، سخرت الإدارة آذانها لأقوال بعض المتنفذين الذين أشاروا عليها ضرورة إعفاء المدرب عبود شكور من قيادة فريق تحت 23سنة وتكليف المدرب يوسف أزعن بقيادته وهو من المدربين الجيدين، لكن المشكلة أن فريق الرجال الأول يضم تسعة لاعبين من تحت 23سنة، وهم سيلعبون بدوري تحت 23 بفكر مدرب مختلف عنه في مباريات دوري الرجال، وهذه النقطة التي لم تنتبه إليها الإدارة ستساهم في تشتيت اللاعبين بين أفكار تدريبية مختلفة من مدرب وآخر، وكرمى لعيون النادي قبل المدرب عبود شكور بالاستغناء عن فريق تحت 23سنة رغبة منه في عدم خلق أجواء مشحونة بالنادي، على أن تكون هناك التفاتة حنون من إدارة النادي لمطالبه بما يخص فريق الرجال لأنه طلب ضرورة التعاقد مع لاعبين محليين لتدعيم صفوف الفريق بهدف الظهور بصورة جيدة وتسجيل حضور طيب وخاصة أن المنافسة في النسخة القادمة من الدوري ستكون في أوجها، وهذا يتطلب تحضيراً جيداً حتى يضمن أن يكون الفريق بين أقوى المنافسين، لكن الإدارة لم تعر طلبات المدرب أي اهتمام ولم تلب ولو جزءاً صغيراً منها، وكأن الأمر لا يعنيها من قريب ولا من بعيد، وبدلاً من السعي وتأمين المناخات الملائمة لمدرب قدم الكثير للنادي أدارت الإدارة ظهرها في طريقة لا تقوم بها سوى إدارة لنادي من دوري الأحياء الشعبية.

قرار نهائي

يبدو أن أفكار أديبنا الكبير الراحل حنا مينا في روايته المشهورة نهاية رجل شجاع ليست بعيدة عن أجواء سلة الجلاء بعدما وصلت رحلة مدرب شجاع إلى طريق مسدود، فالمعاملة التي تبديها إدارة النادي مع مدرب قاد الفريق عندما تخلى عنه أهم أبنائه، وفي أوقات عصيبة خلال الأزمة التي مرت على البلاد، بعدما نجح البعض بوضع العصي أمام طموحات مدرب لم ينبس بكلمة واحدة عن شروط مالية أو مقدم عقد، وبات همه إحداث نقلة نوعية بالفريق وإعادة أمجاد ناد تربع على عرش منصات التتويج لسنوات طويلة، لكن هذه الطريقة وحالة اللامبالاة لا تصلح إلا كمثل في قلة الوفاء ونكران الجميل.

فالمدرب عبود شكور تعب ودأب وأعطى كل ما لديه من خبرة للفريق على مدار سنوات طويلة، وصفق له جمهور النادي مراراً وتكراراً بفضل خبرته وأوصله إلى مراكز متقدمة على لائحة الترتيب العام، وحقق نتائج أكثر من إيجابية، وتحوّل الفريق في عهده من قط أليف تستبيح سلته جميع الفرق إلى فريق عنيد وقوي بات رقماً صعباً في المعادلة السلوية، وما وصلت إليه سلة الجلاء بعهده وخاصة في الموسم الماضي جعلته يقارع الكبار وكان قاب قوسين أو أدنى من تجاوز محطة منافسه أهلي حلب.

لذلك المدرب الشكور اتخذ قراره النهائي بعدم قيادة فريق الرجال ما دامت الإدارة على هذه الدرجة من الاستخفاف بطلباته، وهذا من شأنه أن يزيد من هموم وشجون الفريق الذي تنتظره مشاركة مهمة في كأس السوبر في نسخته الثانية التي ستنطلق في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

خلاصة

يبدو أن إدارة الجلاء أمام اختبار جديد لبيان مدى قدرتها على إعادة الأمور إلى نصابها، وعدم الانصياع وراء بعض المغرضين ووضع مصلحة النادي فوق كل اعتبار حتى تبقى سلة الجلاء بهيبتها ووقارها بعيدة عن أي منغصات قد تعكر صفوها وتدخلها في نفق مظلم لا مفر منه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن