شؤون محلية

شكاوى من عدد الطلاب في الصف ومن الكتب المستعملة … مشكلة التعليم في الحسكة تستمر والتربية استقطبت 9 آلاف متسرّب

| الحسكة - دحام السلطان

تتواصل أزمة التعليم في محافظة الحسكة بعد انقضاء أكثر من شهر ونصف الشهر على بدء العام الدراسي، والمشكلة لا تزال على حالها، بل تتسع حلقتها باستمرار في ظل واقع غير مثالي يعصف بالتعليم ويعمل على جر الجيل نحو الهاوية، وسط قصور يد القائمين على المسألة التربوية بالمحافظة على الرغم من تقديم جميع الإمكانات المتوافرة والمتاحة بين أيديهم لمعالجة هذا الواقع الراهن والتعامل معه.

فعلى الرغم من إعلان مديرية التربية بالحسكة جهوزيتها المفترضة الكاملة لافتتاح العام الدراسي، الذي بدأ الدوام الدراسي فيه للتلاميذ والطلاب، في اليوم الرابع من شهر أيلول الفائت على مستوى التجمعات المدرسية المفتتحة على مستوى المحافظة، بعد اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير التربوية من خلال عدة اجتماعات عُقدت في حينها ضمن هذا السياق حتى قبل بدء الدوام الإداري للمعلمين والمدرسين، وتكليف الموجهين التربويين والاختصاصيين ملء جميع الشواغر في المدارس قبل بدء العام الدراسي، بغية تحقيق الاستقرار التعليمي في العملية التدريسية، من خلال 146 مدرسة فقط على مستوى المحافظة والموجودة في 22 بناء مدرسياً، من أصل مجموع عدد المدارس البالغ عددها 2285 مدرسة من التابعة لمديرية التربية، التي خرج أكثر من نسبة 90 بالمئة منها عن الخدمة، بعد استيلاء ميليشيات «قسد» عليها وفرض مناهج مغايرة للمنهاج الحكومي التابع لوزارة التربية، وتحويل عدد كبير من مقراتها إلى أغراض ومقاصد أخرى، تنفيذاً لإملاءات المحتل الأميركي المرتهنة له والعاملة بإمرته، إلا أن الحلول لم تكن سوى حلول جزئية ولم تصل إلى مستوى الطموح، في ظل الاختناقات الصفية التي أخرجت المدارس وكوادرها عن طورهم في ظل هكذا واقع مأزوم ومترد ودون حلول مفيدة، نتيجة لخروج المدارس عن يد الإدارة التربوية وارتفاع نسب التسرّب وتفشّي الجهل والأمية والتخلف بين الأطفال بالمحافظة في المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة السورية؟

ولفتت مديرة التربية إلهام صورخان في تصريح خاص لـ«الوطن» إلى أن التربية عملت على تنفيذ التعليم لرصد المتسرّبين الأميين واستقطابهم وفق منهاج الفئة ب، مبينة أنها هي الفئة المستهدفة لكل طفل كان قد تسرّب من المدرسة لأكثر من عامين متتاليين، من الذين لم يلتحقوا بالمدرسة بشكل نهائي، وما يزالون ضمن الحالة الأمية من الذين تتراوح أعمارهم بين 8- 15 عاماً، والذين يبدأ دوامهم التعليمي مع دوام المدارس النظامية، بعد أن تم تخصيص مدارس خاصة بهم تحت مسمّى «الفئة ب»، موضحة أن الإقبال كبير جداً على التعلّم وفق هذه الفئة الذين تصل أعدادهم اليوم إلى نحو 9 آلاف طالب، وأن عملية الإقبال لا تزال مستمرة في استقبال طلاب جدد وبأعداد كبيرة أيضاً، ومن خلال كادر تعليمي اتبع معظمه دورات تدريبية على المنهاج الخاص بالفئة ب، والبعض الآخر منه من خريجي كلية التربية معلم الصف.

وبيّنت صورخان فيما يخص اللغط حول تقسيم الدوام المدرسي بشكل أسبوعي صباحي ومسائي، وما رافقه من صعوبة وصول التلاميذ لمدارسهم والعودة لمنازلهم لوجود الحواجز التابعة لميليشيا «قسد» وصعوبة المرور منها بسهولة ونتيجة لبعد المدارس عن سكنهم لذلك يطالب الأهالي بالانصراف قبل الوقت المحدد للانصراف، وأنه تم إبلاغ أولياء الأمور قبل بدء العام الدراسي بتعديل الدوام الدراسي اليومي الصباحي والمسائي لكل أسبوع على حدة لتحقيق العدالة والإنصاف بين التلاميذ والطلاب والمعلمين والمدرسين فيما بينهم وعلى مستوى جميع المدارس في المحافظة.

وفيما يخص الاختناق العددي في الصفوف الدراسية وصعوبة التعامل من قبل معلم واحد في الصف والتعامل مع هذا العدد، بيّنت أن معلمي المدارس المغلقة تم نقلهم إلى مدارس المدينة المداومة، ووضعهم بصفة معلم أساسي أو معلم رديف بحسب الحاجة في كل قاعة صفية، مشيرة إلى أنه تم توزيع الكتاب المدرسي في جميع المدارس بما فيها مدارس الريف «نسخ جديدة» واستكمال بعض المواد من الكتب المدوّرة، وأن سبب وجود النقص البسيط في الكتاب المدرسي يعود لالتحاق تلاميذ حديثين بالمدارس بعد عملية توزيع المدارس الكتب على تلاميذها، مشيرة إلى أنه يتم تأمين هذا النقص بشكل فوري لتعويض النقص الطارئ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن