عربي ودولي

سجن أميركي في السعودية على خلفية تغريدات ضد المملكة

| وكالات

حكمت السلطات السعودية بالسجن على أميركي من أصل سعودي فور وصوله إلى أراضيها، بسبب تغريدات ينتقد فيها المملكة، ما أثار هواجس واشنطن تجاه القضية، مؤكدة وجوب عدم تجريم حرية التعبير.
وحسب وكالة «فرانس برس» فإن الأميركي عوقب بسبب تغريدات تحدّث فيها عن الحرب في اليمن واغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وحُكم على سعد إبراهيم الماضي، البالغ 72 عاماً، مطلع هذا الشهر بالسجن 16 عاماً مع منعه من السفر بعدها لمدة مماثلة.
واعتقل الماضي فور وصوله إلى السعودية في تشرين الثاني الماضي في رحلة كان يفترض أن تستمر أسبوعين، على ما أوضح ابنه إبراهيم الذي كشف عن قضية والده هذا الأسبوع، منتقداً المسؤولين الأميركيين لفشلهم في تأمين الإفراج عنه.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل أول من أمس الثلاثاء: عبّرنا باستمرار، وبشكل مكثّف، عن هواجسنا حيال هذه القضية على أعلى المستويات في الحكومة السعودية عبر قنوات في الرياض وواشنطن، وأكد أنه يجب عدم تجريم حرية التعبير.
وأطلع إبراهيم أمس وكالة «فرانس برس» على قائمة من 14 تغريدة قال إنها استخدمت كأدلة ضد والده، وأشار إلى أنه تم تأكيد ذلك بواسطة وزارة الخارجية الأميركية.
وتتناول التغريدات فرض ضرائب في السعودية وأعمال هدم مثيرة للجدل في مدينة مكة المكرمة ومدينة جدة على ساحل البحر الأحمر.
وتساءل الماضي في إحدى تغريداته عن سبب عدم تمكّن السعودية من منع الهجمات التي يشنها يمنيون، كما أشار في تغريدة أخرى إلى «التضحية» بخاشقجي الذي أثار قتله على أيدي سعوديين في قنصلية المملكة في إسطنبول غضباً دولياً واسعاً.
وأوضح إبراهيم أن المسؤولين السعوديين وجدوا أيضاً صورة كاريكاتورية غير مناسبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان على هاتف والده.
وقال إبراهيم إن القاضي اتهم والده جزئياً بدعم الإرهاب وتمويله ومحاولة زعزعة استقرار المملكة، وهي اتهامات توجه تقليدياً لجميع المتهمين في قضايا متعلقة بالتغريد في وسائل التواصل الاجتماعي.
واتهم إبراهيم وزارة الخارجية الأميركية بـ«إساءة التعامل» مع قضية والده، بما في ذلك عدم إرسال ممثل إلى جلسة الحكم الذي صدر في 3 تشرين الأول، وهو ما أقرت به وزارة الخارجية أول من أمس، قائلةً إن السعودية حدّدت في الأصل موعداً لاحقاً لجلسة الاستماع قبل تقديمه.
وقال إبراهيم إن قضية والده كان يجب أن تثير قلقاً كبيراً لهم منذ اليوم الأول، معتبراً أنه يجب ألا تبدأ المشاكل والتوترات بين السعودية والولايات المتحدة بسبب النفط، يجب أن تبدأ لأن مواطنين أميركيين مسنين محتجزون بسبب تغريدات.
كما أبدى إبراهيم قلقه على صحة والده، وقال عبر الهاتف من الولايات المتحدة حيث يعيش: إنهم يمنعونه من النوم، يجعلونه يقف، وهو يبلغ من العمر 72 عاماً وحالته الصحية آخذة في التدهور.
وتهدّد القضية بمزيد من التوتر بين الرياض وواشنطن، الشريكين التقليديين المختلفين حالياً بشأن قرار خفض إنتاج النفط الذي اتخذته منظمة «أوبك+»، والذي اعتبره البيت الأبيض اصطفافاً إلى جانب روسيا في حرب أوكرانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن