سورية

إعلام إسرائيلي وصف الاتفاق بأنه فشل استخباري وانعكاس لإخفاقات 2006 … بوصعب: توقيع اتفاق الترسيم الأسبوع المقبل بحضور هوكشتاين .. باسيل: نرفض تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش رئيساً

| وكالات

أكد التيار الوطني الحر أنه سيشارك بجلسة البرلمان اللبناني اليوم الخميس وسيصوت بورقة بيضاء، في حين أوضح نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب أن الموفد الأميركي أموس هوكشتاين سيزور بيروت الأسبوع المقبل حاملاً نسخةً من اتفاق الترسيم البحري ليوقعه المسؤولون اللبنانيون، على حين أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ الاتفاق أظهر فشلاً استخبارياً ذاتياً ورؤيةً مشوّهة للذات، والقدرة العسكرية الإسرائيلية، مذكرة بنتائج حرب تموز 2006 التي كشفت دونية الجيش الإسرائيلي أمام حزب الله.
وأشار رئيس التيار جبران باسيل أمس إلى أن التيار سيشارك في جلسة البرلمان لانتخاب رئيس وسيصوت بورقة بيضاء، وحسب «النشرة» قال: نرفض تعديل الدستور بهدف انتخاب قائد الجيش اللبناني رئيساً للجمهورية، مؤكداً إذا لم يتم تشكيل حكومة جديدة فلبنان ذاهب إلى أبعد من فوضى دستورية واجتماعية.
من جانب آخر نقلت وكالة «رويترز» عن بوصعب قوله أمس: «إن هوكشتاين سيزور بيروت الأسبوع المقبل حاملاً نسخةً من اتفاق الترسيم البحري ليوقعه المسؤولون اللبنانيون».
وأعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس الفائت، موافقة لبنان على اعتماد الصيغة النهائية، التي أعدّها هوكشتاين، لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، مؤكداً أنّ هذه الاتفاقية تتجاوب مع المطالب اللبنانية، وتحفظ حقوقنا كاملةً، ومشدداً على أنّ هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا المقاومة ووحدة الموقف اللبناني.
بدوره أعلن ​مجلس الأمن الدولي أمس، أن اتفاق الترسيم بين ​لبنان​ و​إسرائيل​ سيسمح لكلا الجانبين بالاستفادة بشكل منصف من موارد ​الطاقة​ في شرق البحر ​الأبيض​ المتوسط، مشيراً إلى أن الاتفاق خطوة كبيرة ستسهم في استقرار المنطقة وأمنها وازدهارها.
إلى ذلك كتب أودي لابل في صحيفة «إسرائيل هيوم» تحت عنوان «اتفاق لبنان: الإخفاقات التي سبقت»، أنّ «الاتفاق مع لبنان لم يوقع في فراغ»، وأن «هناك معركة عسكرية حاضرة في العقل الإسرائيلي: حرب لبنان الثانية».
واعتبر لابل أنّ إسرائيل بدأت المعركة بفشل استخباري ذاتي، وفشل في قراءة القدرة العسكرية، مضيفاً: «كان لدى رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت رؤية مشوّهة للذات، عن قوة عسكرية توشك على سحق منظمة عسكرية أدنى في غضون أيام.. وفي النهاية، أصيب بخيبة أمل وسحق صورة جيشه لسنوات».
مرجحاً أنّه من الصعب التصديق أن الحكومة الإسرائيلية في سنة 2006، كانت ستشرع في المعركة لو كانت تعرف مسبقاً جودة وقدرات جيشها.
وتابع: تحت قيادة بنيامين نتنياهو، أصبح الجيش الإسرائيلي آخر من يمكنه ردع، إن لم نقل هزيمة، حزب الله، وأضاف: كلّ عمليات نتنياهو في غزة أثبتت لحماس ولحزب الله أنه لا ينوي نقل كتيبة دبابات واحدة عبر الحدود، ومواجهات نتنياهو كانت وستكون جوية ومدفعية فقط.
وذكر أن الإرث العسكري لنتنياهو هو أنّ قيادة حزب الله ستستمر في الإقامة بأمان في منطقة الضاحية في بيروت، وحركة حماس في مترو غزة، وزخات الصواريخ ستستمرّ في السقوط ولو في مناطق فارغة، تهدف في الأساس لتشكيل وعي الإسرائيليين الذين باتوا يتكدسون تحت القبب الحديدية.
وتساءل الكاتب أنّه إذا كان نتنياهو ولابيد وبينيت وغانتس وحكومتهم، جميعهم أكثر سعادةً باتفاق يظهر إسرائيل أكثر رجولية وتمسكاً بحقها.. هل يغير ذلك واقع أنّ إسرائيل غير مستعدة للجولة القادمة ضد حزب الله؟ وقال: جميعهم قاموا بما أوصل إلى جيش انتزعت منه ببساطة القدرة على هزيمة وردع حماس وحزب الله.
ورأى أن قدرة إسرائيل على توقيع اتفاق تستمدّ من مكانتها في المنطقة، وهذه تستمدّ من سلوكها المستمر، واتفاق الغاز هو انعكاس مقلق لمكانتنا في العقود الأخيرة.
وفي مقال لآفي برئيلي في صحيفة «إسرائيل هيوم» كذلك، أشار الكاتب إلى أنّ اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان يفرض التمييز جيداً بين جدواه الاستراتيجية ومسألة دستوريته، وكذلك بشأن مسألة شرعيته الديمقراطية.
وأضاف: كثيرون يحددون موقفهم في مسألة الدستورية أو الشرعية وفق تقديرهم الاستراتيجي: يكون الاتفاق مفيداً فهو إذاً قانوني أو شرعي، أو العكس: إذا كان مضرّاً فهو ليس قانونياً أو ليس شرعياً.
وأضاف: هناك مشكلة الخلط بين مسألة الدستورية وبين الشرعية الديمقراطية وهذا خطأ. بينيت، على سبيل المثال، أقام حكومة على أساسٍ دستوري، لكن هذا مشكوكٌ فيه لجهة التمثيل الديمقراطي.
وأشار برئيلي إلى اتفاق الغاز مع لبنان من هذا المنطلق، قائلاً: الحكومة الانتقالية لا تتمتع بثقة الكنيست، وأياً كان رأينا الاستراتيجي في الاتفاق، إقراره في حكومة من دون صلاحية، وليس في الكنيست وفق توصية المستشارة القضائية للحكومة، سيكون فضيحة خطيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن