الأولى

«النصرة» ينسحب صورياً من عفرين وجهازه الأمني يمسك بالمنطقة وعينه على «درع الفرات»

| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي

بينما كثف الجيش العربي السوري من قصفه المدفعي، أمس، على مواقع التنظيمات الإرهابية في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، بدأت ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، بسحب تدريجي لأرتالها العسكرية من منطقة عفرين شمال حلب، التي سيطر عليها بشكل كامل إثر اجتياحه مدينة عفرين في 13 الجاري وطرده ميليشيات «الفيلق الثالث»، الموالية للنظام التركي، منها، قبل أن يتدخل الأخير لضبط الوضع الميداني المتدهور في أهم المناطق التي احتلها شمال سورية.

وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش استهدف أمس برمايات من مدفعيته الثقيلة مواقع لـ«لنصرة» وحلفائه في محيط معربليت والفطيرة وسفوهن وفليفل بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

وأوضح أن الجيش رد بذلك على خرق الإرهابيين لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد»، باعتداء مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، بقذائف صاروخية على نقاط عسكرية بريف إدلب الجنوبي.

في الأثناء وصفت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أردوغان الانسحاب التدريجي لـ«النصرة» من عفرين، والذي جاء على خلفية اجتماع رعته الاستخبارات التركية في معبر باب الهوى، وأفضى إلى دخول ميليشيات «حركة ثائرون» لتحل محل «النصرة»- الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، كقوة فصل عسكرية، بأنه عبارة عن مسرحية مفضوحة ومكشوفة، ويستهدف إبقاء هيمنة «النصرة» على عفرين.

وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن انسحاب «النصرة» من بعض المواقع في عفرين إنما هو انسحاب صوري لا يتعدى سحب بعض الأرتال العسكرية أمام عدسات وسائل الإعلام إلى إدلب من دون تقليص وجوده الفعلي في المنطقة، والذي تحكمه بقبضة أمنية عبر ما يسمى «جهاز الأمن العام»، الذي يسيطر على الحواجز داخل مدينة عفرين وعلى جميع المؤسسات.

وأشارت المصادر إلى أن أمن «النصرة» لم يسلّم أي من حواجز عفرين إلى الفيلق الثالث، الذي لم يسمح له بالعودة إلى نقاطه السابقة بموجب اتفاق يوم الجمعة الماضي بين الفريقين المتحاربين، والذي انهار أول من أمس بسيطرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة على بلدتي قطمة وكفر جنة، حيث تشكل الأخيرة خط الدفاع الأول عن مدينة إعزاز من جهة الغرب.

المصادر لفتت إلى أن ما يجري ترتيبه ميدانياً من طرف أنقرة في عفرين، عبارة عن محاولة لإعطاء فرصة للفرع السوري لتنظيم القاعدة كي يلتقط أنفاسه للتوجه إلى منطقة العمليات التي تسميها «درع الفرات» بريف حلب الشمالي الشرقي، ولتهدئة الشارع في مدن وبلدات هذا الريف، والذي خرج في تظاهرات رافضة دخول «النصرة» إليها.

وشددت على أن هدف «النصرة» النهائي والمعلن عنه، وبموافقة وتخطيط من نظام أردوغان، هو فرض إدارة موحدة لإدارة الشمال السوري المحتل عسكرياً وإدارياً واقتصادياً بزعامة «النصرة»، بعد إخفاق ميليشيات أردوغان في إدارة تلك المناطق وإعطاء صورة سلبية عنها وعن نظام أردوغان خارجياً، بسبب التعديات الكثيرة بحق السكان ومواصلة تناحرها على المال والسلطة والنفوذ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن