سورية

«حماس» أكدت أن اللقاء مع الرئيس الأسد تاريخي وتم الاتفاق على تجاوز الماضي والذهاب إلى المستقبل … الحية لـ«الوطن»: استعادة العلاقة مع سورية جاءت بقناعة وبإجماع من قيادة الحركة

| موفق محمد

أعلنت «حركة المقاومة الإسلامية – حماس» من دمشق استئناف العلاقات مع سورية، ووصفت اللقاء الذي جمعها وقادة فصائل فلسطينية أخرى مع الرئيس بشار الأسد، بأنه تاريخي وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك، مشددة على أنه قد تم الاتفاق على تجاوز الماضي والذهاب إلى المستقبل، ومؤكدة أن استعادة علاقاتها مع سورية جاءت «بقناعة وبإجماع من قيادتها».

وفي مؤتمر صحفي عقده وفد قادة وممثلي القوى والفصائل الفلسطينية في مقر المجلس الوطني الفلسطيني بدمشق بعد اللقاء مع الرئيس الأسد، قال عضو المكتب السياسي للحركة ومسؤول العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية: «إن اللقاء نعتبره تاريخياً وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك في ظل حضانة سورية للشعب الفلسطيني»، مضيفاً: «سورية التي نعتز بها احتضنت الشعب الفلسطيني وقدمت له ما لم تقدمه دولة أخرى، وسورية بشعبها وقيادتها وأركانها كانوا حضنا للشعب الفلسطيني وداعمين للمقاومة».

وتابع: «في هذا اللقاء الدافئ وجدنا الرئيس الأسد مصمم بقناعة راسخة على دعم سورية للمقاومة والشعب الفلسطيني بكل الإمكانات»، وأكد أن سورية كانت ومازالت داعمة للشعب الفلسطيني.

وأضاف: عبرنا عن سعادتنا بلقاء الرئيس الأسد وأشرنا إلى أنه يأتي في ظل انتفاضة وثورة جديدة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية على المحتل الصهيوني وفي ظل العدوان الصهيوني المتكرر على القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ولكن يوجد شعب فلسطيني لا ينكسر، وإن شاء اللـه تتعاظم هذه الانتفاضة وتكسر الاحتلال.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يعيش حالة من الانقسام والضعف السياسي وهو ذاهب إلى انتخابات ولكنه سيذهب إلى انتخابات أخرى لأنه متفكك وهذه علامة على ضعفه.

وشدد على أن اللقاء مع الرئيس الأسد تعبير صادق عن أن روح المقاومة ومحور المقاومة في الأمة عصي على الانكسار ويتجدد بقوة، وأن هذا اللقاء في دمشق وفي قلب سورية وفي حضرة الرئيس السوري هو رد طبيعي من قوى المقاومة على الاحتلال والمشاريع الصهيونية والأميركية.

وقال: «نعتقد أن هذا اليوم هو يوم مجيد ويوم مهم نستأنف فيه حضورنا إلى سورية العزيزة والعمل المشترك مع القوى الوطنية والإسلامية والفلسطينية جمعاء ونستأنف فيه العمل المشترك مع سورية دعماً لقضيتنا وشعبنا ودعماً لاستقرار سورية ووحدة سورية».

وأضاف: «أكدنا أننا مع سورية الموحدة وضد استهدافها من أي عدوان سواء كان صهيونياً أم أميركيا أم أي عدوان خارجي، ونحن مع الدولة السورية ومع وحدة أرضها وشعبها».

وتابع: «نعبر عن سعادتنا، واللقاء كان إيجابياً ودوداً، وبهذه الروح جئنا لنلتقي هنا كشعب فلسطيني موحد، وقد جئنا من الجزائر بعد «إعلان الجزائر» لتكون خطوة توحد للشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية، وإن شاء اللـه سنطوي أي صفحة مؤثرة هنا أو هناك في الماضي».

واعتبر الحية أن «أي فعل فردي هنا أو هناك هو فعل خاطئ لا تقره قيادة الحركة ولم تقره»، مؤكداً «أننا متفقون مع الرئيس الأسد على أن نتجاوز الماضي ونذهب إلى المستقبل».

ورداً على سؤال لـ«الوطن» إن كانت عودة «حماس» إلى سورية جاءت بناء على قناعة تامة لديها بتجاوز ما حصل من أخطاء من قبلها في الماضي أم بسبب التطورات الإقليمية والدولية الجارية، أوضح الحية أن «حماس» أصدرت بياناً واضحاً تضمن تقديرنا لسورية التاريخ والحاضر والمستقبل وموقع سورية في المنطقة والقضية الفلسطينية ولذلك نحن أعلنا أننا نستعيد علاقتنا مع سورية العزيزة بقناعة وبإجماع قيادة الحركة وبصف موحد وبتفهم من محبي الحركة والشعب الفلسطيني، وأضاف: «جئنا وكلنا قناعة بصوابية هذا المسار وتجاوز الماضي إلى المستقبل المشرق لشعبنا الفلسطيني ولسورية».

وإن كانت حماس ستقيم مكاتب في دمشق وسيكون لها ممثل فيها، قال الحية: «أول الغيث قطرة ومن ثم ينهمر، واليوم سعدنا بهذا اللقاء وإن شاء اللـه نكمل بعد ذلك مع الإخوة السوريين ترتيبات شكل البقاء هنا والأمور كلها مفتوحة للإيجابيات».

وشدد الحية، رداً على سؤال، على أن «حماس» تأخذ قرارها لوحدها، وقرار استعادة العلاقة مع سورية درسته في أروقتها وفي مؤسساتها القيادية ومن ثم أخذت القرار، وأعلمت به كل من له علاقة بنا من الدول كمصر والجزائر وقطر وتركيا وروسيا وإيران وأيضاً الدولة السورية من خلال أصدقائنا وحلفائنا».

وأوضح أن «حماس لها إستراتيجيتها وسياستها وأعلنتها عبر تصريحاتها وبياناتها ووثيقتها السياسية التي أعلنتها في العام 2017 ونحن ماضون على هذه السياسة ولا تغيير عليها».

ولفت إلى أنه «مما لاشك فيه أن العلاقة دائماً بين من يؤمنون بخيار المقاومة تعطي لهم دافعاً سياسياً وقوة إرادة وبالتالي هذه العلاقة تعطي إضافة جديدة لتيار المقاومة والمقاومة الفلسطينية بشكل عام».

وحول آليات تطبيق بنود «إعلان الجزائر» للمصالحة الفلسطينية، أكد الحية أن الانقسام الفلسطيني ضار بنا وبكل المحبين لقضيتنا، ونحن نشكر كل الجهود التي استضافت الفلسطينيين وحصلت اتفاقات في مصر وقطر والسعودية وغيرها من الدول وأخيراً الجزائر وطبعاً هنا في سورية كانت هناك جولات من الحوارات لتحقيق المصالحة الفلسطينية.

وأضاف: «الاتفاق في الجزائر ممكن أن يجد النور، وهذا الاتفاق جديته أن هناك لجنة عربية – جزائرية ستتابع بعد القمة العربية تنفيذ الاتفاق، ومن جانبنا سنكون دائماً مسهلين ومذللين لأي صعوبة على طريق بناء مؤسساتنا الوطنية والحفاظ على مشروعنا الوطني وثوابتنا الوطنية».

ورداً على سؤال إن كان هناك رفض أو تحفظ على قرار «حماس» بعودة علاقاتها مع دمشق، قال الحية: «لم نسمع تحفظاً من أي دولة، بالعكس كل الدول التي أبلغناها بقرار الحركة كانت مرحبة به وداعمة له بما في ذلك قطر وتركيا».

وقال في رده على سؤال: «كل الأحداث الماضية من أي جهة كانت ومن أي طرف كان، طويناها اليوم، وكل الأخطاء والأفعال التي لم تقرها الحركة طويناها، وبدأنا صفحة جديدة على قاعدة خدمة بلدينا وشعبينا».

وحول ما إذا كان هناك خلافات بين أعضاء المكتب السياسي في الحركة حول عودة العلاقات بين «حماس» وسورية، قال الحية: «هناك قيادة تأخذ قراراً، والمؤيد والمعارض يحمل هذا القرار وهذا الوضع الطبيعي، وهناك ارتياح عام وتأييد عام في القيادة وفي كوادر الحركة لهذه العلاقة، ونحن جئنا إلى سورية لنمثل قيادة «حماس» التي اتخذت هذا القرار».

وتابع: «رسالتنا إلى الشعب السوري الذي احتضن الشعب والمقاومة الفلسطينية و«حماس»، وهذا ما لا نراه في مكان آخر، كل التحية والتقدير والمحبة والوفاء للشعب السوري نحن معه ونحن له وهو لنا، وسورية عزيزة قوية تكون الأمة عزيزة قوية».

وحول دواعي تغير موقف «حماس» من دمشق بعد 10 سنوات من القطيعة ومغادرتها الأراضي السورية، قال الحية: «هناك متغيرات كثيرة تدور في المنطقة، أولا الاحتلال الإسرائيلي يتغلغل في المنطقة بالتطبيع ويحاول أن يقيم تحالفات من الأمة ضد الأمة. والاحتلال الصهيوني مرتاح لحال الأمة وضعفها وتفككها وخصوماتها وبالتالي يحاول ومن خلفه الإدارة الأميركية الظالمة المجرمة المتعجرفة، طي القضية الفلسطينية وخلق نزاعات في المنطقة. ثانياً القضية الفلسطينية محتاجة اليوم لداعم عربي أصيل ليدعم مقاومتها في وجه هذا الاحتلال وهذه التوجهات، لذلك المتغير الحقيقي أن هناك اليوم حالة من الاستغلال للحالة العربية الضعيفة وحالة من الاستفراد بالشعب الفلسطيني ومقاومته، والرد الطبيعي هو أن نقوي جبهة المقاومة والإطار المؤمن بخيار المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومشاريع تصفية القضية وتقسيم الأمة، وهذه الخطوة اليوم هناك ملايين السعداء والمؤيدين لها، وهناك غاضبون وحزينون، فليحزنوا وليغضبوا ونحن المنتصرون ونحن السعداء أننا نضيف قوة جديدة في حالة الأمة».

وفي بداية المؤتمر كان الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة طلال ناجي قال: انتظرنا طويلاً هذا اللقاء مع الرئيس الأسد وعملنا من أجله على مدى السنوات الماضية، ونحن سعداء أن تعود العلاقات بين حماس وسورية العزيزة على قلوبنا جميعاً.

وأضاف ناجي: استقبلنا الرئيس الأسد بصدر واسع وبقلب محب وبموقف متسام، عبّر من خلاله عن محبة سورية لفلسطين والشعب الفلسطيني، ومحبته الشخصية للشعب الفلسطيني ولقضيته ومقاومته وتصميمه وإصراره وقراره بأن يكون لقاؤنا اليوم فاتحة صفحة جديدة، وانطلاقة جديدة في مسيرة العلاقات التي كانت قائمة بين سورية وفصائل المقاومة الفلسطينية وعموم محور المقاومة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن