سورية

قاعدة لجيش الاحتلال التركي عند حدود حلب مع إدلب … «النصرة» يتخفى بزي حلفائه في عفرين

| حلب- الوطن

أكدت مصادر أهلية في مدينة عفرين أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي الذي يتخذ مما يسمى «هيئة تحرير الشام» واجهته له، لم ينسحب من عفرين، التي سيطر عليها في ١٣ الشهر الجاري، وإنما يتخفى مسلحوه بزي وشارات ورايات حلفائه من مسلحي ما يسمى «الجيش الوطني»، الموالي للاحتلال التركي.

وبينت المصادر لـ«الوطن» أن جيش الاحتلال التركي الذي يحتل عفرين منذ آذار ٢٠١٨، على علم بتحركات «النصرة» الذي لم يستجب لأوامره بمغادرة المنطقة حتى صباح أول من أمس، بعدما مد نفوذه إليها على حساب ما يسمى «الفيلق الثالث» ومكونه الرئيسي ميليشيا «الجبهة الشامية».

وأشارت إلى أن مسلحي «النصرة» استولوا في وقت سابق على مقار لهم في شقق سكنية ومنازل تجاور أو مطلة على الحواجز التي انتشر فيها مسلحو «حركة أحرار الشام»، بموجب الاتفاق مع «الفيلق» برعاية الاستخبارات التركية، والذي أصبح ملغياً بعد هيمنة «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الإرهابي على بقية قرى وبلدات عفرين وتمدده باتجاه بلدتي قطمة وكفر جنة على تخوم مدينة اعزاز.

ولفتت المصادر إلى أن عدداً لا بأس به من مسلحي التنظيم، ولاسيما مما يسمى «جهاز الأمن العام»، ارتدوا زي حلفائهم من مرتزقة النظام التركي، الذين يسّروا لهم دخول عفرين، مثل ميليشيات «أحرار الشام» و«فرقة الحمزة» و«السلطان سليمان شاه»، والذين لا يزالون موالين له ويأتمرون بأوامره بسبب خلافهم وعدائهم المستفحل لـ «الشامية» وحلفائها في «الفيلق الثالث».

المصادر أكدت أيضاً أن الآليات والأسلحة الثقيلة التي سحبها تنظيم «النصرة» من عفرين إلى إدلب، نزولاً عند رغبة النظام التركي لتخفيف الاحتقان ضده على أثر التظاهرات التي عمت مدن وبلدات ريفي حلب الشمالي والشمال الشرقي، هي فقط من القوة المهاجمة التي غزت عفرين، والتي لم تنسحب بشكل كامل من المدينة والريف، وحتى القريب منه من خطوط التماس مع اعزاز، والتي انتشرت فيها «قوات فصل» من ميليشيا «حركة ثائرون» بناء على اتفاق فرضته الاستخبارات التركية.

وكشفت أن «جهاز الأمن العام» أو ما يعرف بـ«القوة الأمنية» لتنظيم «النصرة»، اعتقل منذ الخميس الماضي أكثر من ٢٠ مدنياً داخل مدينة عفرين، ٥ منهم اعتقلوا أمس بتهمة التحريض ضده وموالاة «الفيلق الثالث».

ونوهت إلى أن تفقد وجولات جيش الاحتلال التركي على حواجز «الشرطة العسكرية»، التابعة لما تسمى «الحكومة المؤقتة» المعارضة، في الشوارع الرئيسية لمدينة عفرين وعند مداخلها، لم يفض إلى اكتشاف أي من مسلحي «النصرة»، ما يعني أن جيش الاحتلال متواطئ مع التنظيم الإرهابي ويغض النظر عن وجوده في عفرين.

في سياق متصل، قالت مصادر محلية بريف حلب الغربي لـ«الوطن»: إن جيش الاحتلال التركي باشر أول من أمس ببناء قاعدة عسكرية له في محيط معبر الغزاوية الذي يفصل محافظة إدلب التي يسيطر عليها «النصرة» عن حدود عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.

وأشارت إلى أن جيش الاحتلال التركي بدأ بتأسيس قواعد قاعدته العسكرية بعد أن استقدم كتلاً إسمنتية في اليوم السابق إلى الموقع الذي يراد منه منع تكرار استباحة «النصرة» لعفرين، لكن الأمر يتطلب اتخاذ إجراء مماثل في معبر دير بلوط الذي يؤدي إلى عفرين أيضاً وسبق أن أدخل التنظيم الإرهابي عبره قسماً من أرتاله العسكرية إلى المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن