سورية

صيوح أكد أن الوارد قليل نسبياً.. و«قسد» منعت حفر الآبار بزعم الحفاظ على مخزون المياه الجوفية! … مياه «علوك» تعود إلى الحسكة بعد انقطاع دام 3 أشهر

| الحسكة- دحام السلطان - الوطن- وكالات

بعد انقطاع دام نحو ثلاثة أشهر، عادت أمس مياه الشرب إلى مدينة الحسكة وريفها الغربي بوارد قليل نسبياً من محطة «علوك» الواقعة في مدينة رأس العين المحتلة من قبل النظام التركي ومرتزقته الإرهابيين، على حين أصدرت فيه ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» قراراً بمنع حفر آبار المياه ضمن مناطق سيطرتها، بزعم «الحفاظ على مخزون المياه الجوفية»!.

وأكد محافظ الحسكة لؤي محمد صيّوح في تصريح لــــ«الوطن»، أن مياه الشرب عادت إلى المواطنين في مدينة الحسكة وريفها الغربي في بلدة تل تمر وقراها اعتباراً من صباح أمس، بعد انقطاع دام نحو ثلاثة أشهر متتالية، نتيجة للتعديات الجائرة على خط جر المياه الواصل من محطة آبار علوك إلى محطة خزانات الحمة القريبة من مدينة الحسكة من قبل الاحتلال التركي والميليشيات المسلحة المرتهنة له.

وأشار صيوح إلى أن الجهود الحكومية كانت مستمرة طوال الفترة الماضية ولم تتوقف من خلال التعاون والتنسيق مع الأصدقاء الروس الذين بذلوا جهوداً مكثّفة مع الاحتلال التركي خلال فترة انقطاع المياه، من أجل إعادة الضخ في المحطة وإزالة التعديات على خط الجر الذي كان يستغله الاحتلال والميليشيات المرتهنة له باستخدام المياه الواصلة من خلاله لسقاية الأراضي الزراعية العائدة للأهالي والمستولى عليها في المناطق المحتلة من قبله بريف مدينة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة وحرمان أكثر من مليون مواطن من تلك المياه، ضارباً عرض الحائط بكل الأعراف والمواثيق الدولية ذات الصلة.

ولفت صيّوح، إلى أن الوارد قليل نسبياً نتيجة منع الاحتلال التركي ورش الصيانة الفنية التابعة لمؤسسة المياه في المحافظة من الدخول إلى محطة علوك لإجراء الصيانات اللازمة للآبار والمضخات والغواطس وسواها، في ضوء التعديات التي أصبحت أمراً واقعاً وتجري على خطوط جر المياه الممتدة منها إلى الحسكة، من دون روادع نهائية وصارمة دفعت إلى التمادي المتواصل في سقاية المزروعات الصيفية، في ظل غياب القانون والرقابة الحكومية الرسمية في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش العربي السوري، إضافة إلى التعدي المتواصل أيضاً على الخط الناقل للكهرباء القادم من محطة كهرباء بلدة الدرباسية باتجاه محطة علوك المحتلة، ما أدى إلى الانقطاع التام والنهائي لضخ المياه في المحطة وباتجاه خزانات محطة الحمة المغذية لمدينة الحسكة وقطاعاتها وريفها الغربي بمياه الشرب.

وفي ظل فترة انقطاع مياه الشرب عن المواطنين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، اندفع الأهالي إلى استخدام الآبار المنزلية غير الصالحة للشرب، والتي قاموا بحفرها أمام منازلهم مجبرين على ذلك، إضافة إلى شراء مياه الشرب من صهاريج لكن تلك مصدر تلك المياه غير موثوق، عدا عن أن أسعارها مرتفعة للغاية حيث يصل سعر المتر المكعب إلى ١٥ ألف ليرة.

وتشير مصادر مؤسسة المياه إلى أن الجولات الميدانية الحكومية في المحافظة لم تنقطع عن متابعة محطات التحلية التي يصل عددها إلى ٢٠ محطة تم تدشينها تباعاً في أحياء وسط المدينة في التاسع من حزيران الماضي، من أجل تأمين مياه الشرب للمواطنين ولكن بكميات محدودة، وبطاقة إنتاجية تصل إلى ٢ م٣ في الساعة، في ضوء المشكلة المزمنة في محطة علوك المحتلة والتعديات الواقعة على خط جر المياه فيها الواصلة إلى محطة الحمة القريبة من مدينة الحسكة والمغذية لقطاعاتها والريف الغربي التابع لها، لخدمة نحو مليون مواطن، والتي اختل نظام عملها نتيجة للتعديات عليها لمسافة تُقدر بنحو ٣ كم عن موقع المحطة، وعلى امتداد مسافة تصل إلى ٣٠ كم تقع تحت الاحتلال التركي، ما أدى إلى أن تكون عملية ضخ المياه فيها غير منتظمة ومتقطعة على الرغم من المساعي التي يبذلها الأصدقاء الروس في إزالة التعديات التي تقع على محاور خطوط نقل المياه عبر الأراضي التي تقع تحت سيطرة الاحتلال التركي.

بموازاة ذلك، منعت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها «قسد» عبر تعميم نشرته أمس، حفر الآبار الجوفية السطحية منها والعميقة، اعتباراً من مطلع الشهر المقبل، تحت طائلة المساءلة القانونية وحجز الحفارة، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «نورث برس» الكردية أمس.

وزعمت «الإدارة» أن سبب قرارها هو «الحفاظ على مخزون المياه الجوفية للمنطقة».

مصادر إعلامية معارضة من جهتها، ذكرت أن الفلاحين اضطروا لحفر الآبار لسقاية أراضيهم الزراعية، وأن قرار «الإدارة الذاتية» بمنع حفر الآبار، أدى إلى موجة استياء لدى المزارعين في ظل انخفاض مستوى مياه نهر الفرات خلال الأعوام السابقة وتوقف مشاريع الري بالراحة «من قنوات بحيرة الفرات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن