الخبر الرئيسي

«النصرة» يتخفى بزي حلفائه في عفرين والاحتلال التركي ينشئ قاعدة له عند حدود حلب مع إدلب … قافلة جديدة عبر خطوط التماس إلى «خفض التصعيد» وبمعدل واحدة كل شهر منذ تموز

| حلب - خالد زنكلو

تكثف عبور القوافل الإغاثية الأممية في الأشهر الثلاثة الأخيرة عبر «خطوط التماس»، التي تفصل مناطق الحكومة السورية عن منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، وبمعدل قافلة مساعدات واحدة كل شهر، بعد فترة تراخٍ وتباعدٍ ولمصلحة نظيرتها العابرة للحدود منذ بدء العملية قبل 14 شهراً.

وربط مراقبون أتراك لملف التقارب السوري- التركي زيادة حصة المساعدات الأممية عبر «خطوط التماس»، بموضوع المفاوضات الأمنية التي جرت بين جهازي الاستخبارات السورية والتركية، ورغبة الجانب التركي بإعطاء دفع جديد لجهود المصالحة بين البلدين.

وعبرت أمس قافلة مساعدات أممية جديدة من مناطق الحكومة السورية بريف إدلب الشرقي وعبر منفذ «ترنبة» الإنساني غرب مدينة سراقب، إلى «خفض التصعيد»، كثالث قافلة من نوعها منذ بدء الحديث عن استدارة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باتجاه القيادة السورية، وعقب تمديد قرار مجلس الأمن رقم 2585 في 12 تموز الماضي، والخاص بإدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سورية حيث نفوذ ما يسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي واجهة له.

وذكرت مصادر محلية في سراقب لـ«الوطن»، أن قافلة المساعدات مؤلفة من 18 شاحنة محملة بمواد غذائية ومقدمة من برنامج الأغذية العالمي «WFP»، تجاوزت منفذ «ترنبة» الإنساني الذي أقامته محافظة إدلب مطلع 2020، في طريقها إلى مستودعات المنظمة الدولية قرب بلدة سرمدا شمال إدلب.

ونوهت إلى أن القافلة سارت تحت حراسة مشددة مما يسمى «جهاز الأمن العام» التابع لتنظيم «النصرة» الإرهابي.

واعتبرت المصادر التركية المتابعة لـ«الوطن» أن قبول نظام أردوغان دخول دفعة جديدة من المساعدات الأممية الإغاثية عبر «خطوط التماس»، بمنزلة «تزلف» إلى الحكومة السورية وكبادرة «حسن نية» حيالها من أنقرة، على اعتبار أن الأخيرة من العواصم الفاعلة، إلى جانب واشنطن، في ملف المساعدات الإنسانية المسيس، الذي يعتمد بشكل أساسي على إدخال المساعدات إلى مناطق سيطرة الإرهابيين في إدلب من خلال معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمال المحافظة.

ورأت المصادر، أن البادرة التركية تشير إلى استمرار رغبة نظام أردوغان بإعطاء روح جديدة لملف التقارب مع القيادة السورية، الذي خبا الحديث عنه في الإعلام التركي أو على لسان المسؤولين الأتراك في الأسبوعين الأخيرين، على خلفية غزو «النصرة» لعفرين شمال حلب، حيث أهم معقل لمرتزقة أردوغان.

على صعيد موازٍ، أكدت مصادر أهلية في مدينة عفرين أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي لم ينسحب من عفرين، التي سيطر عليها في ١٣ الشهر الجاري، وإنما يتخفى مسلحوه بزي وشارات ورايات حلفائه من مسلحي ما يسمى «الجيش الوطني»، الموالي للاحتلال التركي.

وبينت المصادر لـ«الوطن» أن مسلحي «النصرة» استولوا في وقت سابق على مقار لهم في شقق سكنية ومنازل تجاور أو مطلة على الحواجز التي انتشر فيها مسلحو «حركة أحرار الشام»، بموجب الاتفاق مع «الفيلق» برعاية الاستخبارات التركية، والذي أصبح لاغياً بعد هيمنة «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الإرهابي على بقية قرى وبلدات عفرين وتمدده باتجاه بلدتي قطمة وكفر جنة على تخوم مدينة إعزاز.

في سياق متصل، قالت مصادر محلية بريف حلب الغربي لـ«الوطن»: إن جيش الاحتلال التركي باشر أول من أمس ببناء قاعدة عسكرية له في محيط معبر الغزاوية الذي يفصل محافظة إدلب التي يسيطر عليها «النصرة» عن حدود عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن