رياضة

عجائب كروية..!

| غسان شمه

يبدو أن تأجيل الدوري الممتاز لكرة القدم من القرارات الهينة على أصحاب الشأن، والحديث عن الحفاظ على المواعيد وروزنامة الأنشطة، لا يتعدى أن يكون نوعاً من التصريحات الإعلامية الشبيهة بنسمة هواء عابرة سرعان ما يتم نسيانها.. وهذا الأمر تشترك به معظم إدارات اتحاد الكرة القديمة والحالية، ونسمح لأنفسنا بالإضافة «القادمة» لأن آليات التفكير والعمل لا تختلف عن بعضها، وشهر التأجيل الجديد سيزيد الضغط على الأندية، وهو يشي بكثير من فقدان مفهوم وتطبيق الاحتراف بمقاييسه المختلفة.

وبين القرارين «14» و«15» للجنة الأخلاق والانضباط، الذي يقضي أولهما بعقوبة الريحانية بالإيقاف عن اللعب لأربع مباريات ثم تصويبه وتقليصه لمباراة واحدة، الكثير من اللمز والغمز حول طبيعة اتخاذ هذه القرارات ثم «تصويبها» من لجنة الاستئناف مرة ومن اللجنة نفسها مرة أخرى، وصياغة التعميم الأخير تلقي بدورها بظلال ثقيلة على هذا العمل، وربما استقالة أحد أعضاء لجنة الانضباط يترك وراءه العديد من الأسئلة الرمادية.

أما حادثة رحيل مدرب حراس مرمى فريق معضمية الشام فتلقي بظلالها الثقيلة على الكثير جداً من آليات العمل المتعلقة بالمؤسسات والأفراد، وافتقاد الكثير من مفردات الاحترافية في أبسط الأشياء، ما دفع اتحاد الكرة إلى تدبيج بيان إعلامي، يتضمن تحقيقاً موسعاً حول ما جرى، واتخاذ القرارات التي يراها مناسبة، علماً أن الاتحاد الرياضي سارع بدوره لإقالة اللجنة التنفيذية بريف دمشق وحل اللجنة الفنية أيضاً، كإجراء طبيعي ومطلوب على المستوى الإداري و«النفسي».

تخيلوا أننا، وعبر اتحاد الكرة، ما زلنا بحاجة إلى تعاميم وبيانات نطالب فيها الأندية بضرورة العمل على تأمين سيارة إسعاف قبل انطلاق المباراة، وتأمين نقالة لنقل اللاعبين المصابين ولوحة تبديل اللاعبين.. لذلك نعيد أن المشكلة مشتركة بين الأفراد والمؤسسات، وأن تغيير نمط التفكير وآليات العمل يحتاج لدراسة عميقة وشفافة ومواجهة النفس فيها بكل صراحة وصدق، وتحمل المسؤولية لا محاولة رميها على أي مشجب بمبرر أو من دونه..!

النقطة الأخيرة تتعلق بالأندية التي تتعاقد مع لاعب محترف أجنبي، وبعد أسابيع قليلة من انطلاق الدوري، لا يقدم ما هو منتظر منه. وهنا من الطبيعي أن يكون الأمر مثار تساؤل حول كيفية التعاقد معه، ومن الذي شاهده ودرس إمكانياته ليدفع النادي تكاليف كان بغنى عنها، وخاصة أننا نعرف أن التعاقد مع لاعب أجنبي على مستوى جيد هو أمر صعب مادياً..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن