اقتصاد

نصدرها نباتات ونستوردها عطوراً ومستحضرات طبية … الزراعة: مردود محاصيل النباتات العطرية جيد جداً وتكاليفها منخفضة

| نوار هيفا

بضاعتنا ترد إلينا، لكن بأضعاف ما نجنيه منها، إذ تصدر سورية النباتات العطرية بشكل خام، ثم تستوردها بأسعار مضاعفة كمواد مصنعة، رغم المقدرة على تصنيعها محلياً كما يقول خبراء. ويزيد هدر هذه المواد، وجودها لدينا بكميات كبيرة جداً، أي إن الناتج والمردود الاقتصادي منها في حال كان هناك سياسة اقتصادية صحيحة تجاهها، سيكون كبيراً جداً.

بعض العطارين أوضحوا في تصريح لـ«الوطن»، أن بعض النباتات العطرية تستخدم في المجالات الطبية وصناعة العطور وغيرها من المجالات الأخرى، لكن الاعتماد في صناعة وتركيب العطور يكون على منتجات كيماوية لرخص أسعارها وتوافرها وقابليتها للتطاير، عكس المستحضرات الطبيعية التي تتميز بديمومتها، إلا أنها ذات تكلفة عالية نتيجة الاعتماد على الاستيراد في الحصول على زيوتها المصنعة وعدم القدرة على استخراج العطور بعملية التجفاف فقط.

بينما أكد الكثير من المزارعين المهتمين بهذه النباتات، أن استخداماتها الطبية المتنوعة وفي صناعة التوابل والأطعمة، تعطيها قيمةً تجاريةً كبيرة.

مردود جيد

رئيس دائرة المحاصيل الحلقية المهندس أحمد حميدي بيّن في تصريح خاص لـ«الوطن» أن نسبة الزراعة للنباتات العطرية التي تتبعها وزارة الزراعة «كاليانسون والكمون وحبة البركة والكزبرة والشمرة والزعتر» وغيرها من هذه المحاصيل بلغت 109 بالمئة من المساحة المخططة، كما أن إنتاج كل محصول له مردود خاص وهو بشكل عام جيد جداً.

وأكد أن هذه المحاصيل تتميز بانخفاض تكاليف إنتاجها، وارتفاع أسعارها التسويقية في السوق المحلية والخارجية، فضلاً عن قصر فترة نموها وانخفاض حاجتها للري، إضافة لنسبة مساهمتها بالصادرات فهي تعتبر ذات مردود جيد لردف الخزينة العامة للدولة من العملات، علماً أن المحاصيل الطبية العطرية مدرجة ضمن جدول الاحتياج الصادر عن المصرف الزراعي التعاوني.

وأضاف: إن الوزارة حالياً تعمل على دعم هذه المحاصيل وتسهيل إقامة المخابر والمعامل التي تعمل على تحويل منتجاتها إلى سلع ضرورية كالعطور والأدوية والصناعات التحويلية والمتممات الغذائية.

غياب التصنيع

من جهته الخبير الزراعي عبد الرحمن قرنفلة، أكد في تصريح خاص لـ«الوطن» أن غياب سياسة الاستفادة من تصنيع هذه النباتات محلياً يحرم الاقتصاد المحلي من تحقيق قيم مضافة ورفده بناتج ليس قليلاً من القطع الأجنبي، لكونها مادة تصديرية بامتياز، لكن للأسف معظمه يصدر بشكل خام كنبات مجفف وبأسعار زهيدة، يصنع في الخارج ويتم استيراده بأسعار مرتفعة جداً.

وأوضح أن الاهتمام بالنباتات الطبية والعطرية ليس جديداً، فسورية منذ مئات السنين تعتبر من الدول المصدرة للنباتات الطبية والعطرية، لكن لم يكن هناك تخصص واضح بالفرز بين طبية وعطرية رغم استخدامها بالصناعات الدوائية، خاصة تلك التي تنمو في الغابات بشكل تلقائي من دون أي تدخل بشري، لكن اليوم تأطرت بشكل أكبر وتدرج لها خططاً خاصة تحت مسمى نباتات عطرية وطبية، وبمساحة مزروعة تقدر بنحو 20 ألف هكتار.

وأشار قرنفلة إلى أن مردود هذه النباتات عال جداً لأنها مادة تصديرية، وهي مرغوب فيها من الدول الخارجية خاصة الطبيعية التي تنمو من دون تدخل بشري، ولا تتطلب أي عناء مادي أو معنوي.

وأضاف: «جبال الساحل السوري صيدلية زراعية لكل العالم، لما تحويه هذه الجبال من خزائن ذهب أخضر وتتميز بتنوع كبير بأصناف هذه النباتات الطبية العضوية التي لا تسمد ولا ترش، ويتم جمعها بطرق بدائية جداً من الفلاحين كورق الغار المتميز إضافة لأهميته الاقتصادية بتوليد دخل بالقطع الأجنبي، هو يولد فرص عملة عابرة وبشكل دوري لسكان المنطقة فأي شخص يستطيع زيارة هذه الجبال وجني محصول لا يستهان به وبيعه في الأسواق المحلية، يساعد في تسهيل سبل العيش لسكان هذه المناطق».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن