«البنتاغون»: ليس لدينا المزيد من راجمات «هيمارس» لتقديمها لكييف.. ساركوزي: على أوروبا عدم إثارة التصعيد … موسكو تحذر فرنسا وتركيا وبريطانيا من استخدام أوكرانيا المحتمل لـ«قنبلة قذرة»
| وكالات
حذرت موسكو، أمس الأحد، من قيام سلطات كييف باستخدام «قنبلة قذرة»، مؤكدة أن قواتها دمرت مستودعاً كان يحتوي على أكثر من 100 ألف طن من وقود الطائرات، في مقاطعة تشيركاسي بوسط أوكرانيا، على حين أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أن الولايات المتحدة لن تزود أوكرانيا بكمية كبيرة من راجمات الصواريخ «هيمارس»، بسبب القدرات الصناعية المحدودة، في حين أكد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يحرص على عدم إثارة التصعيد العسكري في أوكرانيا.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن وزارة الدفاع الروسية قولها، أمس: «إن الوزير سيرغي شويغو، تناول في اتصال هاتفي مع نظيره وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، خطر استخدام كييف المحتمل لقنبلة قذرة».
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن الطرفين بحثا الوضع في أوكرانيا، الذي يتسم بنزعة ثابتة نحو تصعيد متزايد تستحيل السيطرة عليه.
وأضافت إن شويغو «أبلغ نظيره الفرنسي هواجسه بشأن استفزازات أوكرانيا المحتملة باستخدام قنبلة قذرة».
وفي وقت لاحق أمس أفادت الدفاع الروسية بأن شويغو بحث الوضع في أوكرانيا هاتفياً مع كل من نظيريه التركي خلوصي أكار والبريطاني بن والاس، حيث أبلغهما «هواجسه بشأن الاستفزازات المحتملة من أوكرانيا باستخدام قنبلة قذرة».
وفي السياق نقلت وكالة «نوفوستي» عن مصادر موثوقة بدول مختلفة بما فيها أوكرانيا، أن هناك مؤشرات على إعداد نظام كييف استفزازاً باستخدام ما يسمى بـ«القنبلة القذرة» أو الأسلحة النووية منخفضة القوة.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا الاستفزاز، الذي يخطط لتنفيذه داخل أراضي أوكرانيا، يهدف إلى اتهام روسيا باستخدام أسلحة الدمار الشامل في مسرح العمليات الأوكراني وبالتالي شن حملة قوية على روسيا في العالم بغية تقويض الثقة بموسكو.
ووفقا لمصادر مختلفة، فقد أصبح معروفاً أنه تحت إشراف رعاتها الغربيين، شرعت كييف بالفعل في التنفيذ العملي لهذه الخطة، وتم تكليف إدارة «المصنع الشرقي للتعدين والمعالجة» الواقع في مدينة جولتيه فودي بمقاطعة دنيبروبيتروفسك، وكذلك معهد كييف للأبحاث النووية، بصنع «قنبلة قذرة»، ووصل العمل على المشروع إلى مرحلته النهائية، حسب المصادر.
ويراهن القائمون على هذا الاستفزاز على أنه إذا تم تنفيذه بنجاح، فإن معظم الدول سترد بشدة بالغة على «الحادث النووي» في أوكرانيا، ونتيجة ذلك ستفقد موسكو دعم العديد من شركائها الأساسيين، وسيحاول الغرب مرة أخرى إثارة قضية حرمان روسيا من وضع عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وتصعيد الخطاب المعادي لروسيا.
إلى ذلك اعتبر رئيس لجنة مجلس «الدوما» الروسي ليونيد سلوتسكي دعوة رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لضرب الكرملين نذير احتضاره، ومحاولة منه لجرّ الغرب إلى حرب عالمية ثالثة.
ونقلت وكالة «تاس» عن سلوتسكي قوله في «تيليغرام»: «يدفع الدمية زيلينسكي محرّكي الدمى الغربيين إلى حرب عالمية ثالثة»، مشيراً إلى أن المزيد من السياسيين بمن فيهم الأميركيون، والرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، يقولون إنه لا ينبغي السماح لهم بالتورط في صراع مباشر مع روسيا، حيث بدأت الانتقادات للدعم العسكري والمالي لأوكرانيا في الظهور بشكل متزايد».
وأضاف: «في ظل هذه الخلفية، تبدو مكالمات زيلينسكي وكأنها من علامات احتضاره ونتيجة لصدمة من الوعي القادم بالفشل الوشيك للمشروع المناهض لروسيا».
وأشار إلى أن أي اعتداء من الدول الغربية ضد روسيا سوف يلقى رداً حاسماً، وأن ذلك سيعني مواجهة عسكرية حقيقية مع موسكو، ستطلقها دول الناتو قائلاً: «أنا متأكد من أن الغرب يدرك ذلك تماماً».
الى ذلك أعلنت الدفاع الروسية، أمس الأحد، أن قواتها دمرت مستودعاً كان يحتوي على أكثر من 100 ألف طن من وقود الطائرات، في مقاطعة تشيركاسي بوسط أوكرانيا.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن الوزارة أنه تم صد جميع الهجمات الأوكرانية على محاور كراسني ليمان، وتم مقتل أكثر من 70 جندياً أوكرانياً، وجنوب دونيتسك وقتل أكثر من 40، وفي كوبيانسك حيث قتل 20، وفي خيرسون وقتل 90.
وقالت الوزارة «واصل نظام كييف استفزازاته بهدف خلق تهديد بكارثة تكنولوجية في محطة زابوروجيه للطاقة الذرية، حيث أطلقت المدفعية الأوكرانية أكثر من 30 قذيفة خلال يوم على مدينة إنرغودار والمنطقة المجاورة لمحطة زابوروجيه، وقامت القوات الروسية بالتصدي لمصادر النيران».
من جانب آخر نقلت صحيفة «نيويوركر» عن مصدر في «البنتاغون» قوله إن الولايات المتحدة لن تزود أوكرانيا بكمية كبيرة من راجمات الصواريخ «هيمارس»، بسبب القدرات الصناعية المحدودة.
وقال المصدر في وزارة الدفاع الأميركية: «قلنا على الفور لن تحصلوا على الكثير من مثل هذه الأنظمة (…) لأنها ببساطة غير موجودة بكميات غير محدودة على كوكب الأرض».
ووفق الصحيفة، تبلغ تكلفة كل راجمة «هيمارس» نحو سبعة ملايين دولار. ووفقاً للخبراء، تستهلك أوكرانيا أكثر من خمسة آلاف صاروخ شهرياً، في حين تنتج شركة Lockheed Martin المصنعة لهذه المنظومات وقذائفها تسعة آلاف قذيفة فقط سنوياً.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، أمس الأحد، إن «قضايا السياسة الخارجية وإمدادات الأسلحة لأوكرانيا تتجاوز تفويض المفوضية الأوروبية، وهي منظمة سياسية في الأساس».
ونقلت وكالة « سبوتنيك» عن ساركوزي قوله في تصريحات لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية: «بادئ ذي بدء، المفوضية الأوروبية هي مؤسسة سياسية، أنا لا أفهم بموجب أي مادة من الاتفاقيات الأوروبية يمكن أن تبرر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اختصاصها فيما يتعلق بشراء الأسلحة والسياسة الخارجية»؟
وأكد ساركوزي أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يحرص على عدم إثارة التصعيد العسكري في أوكرانيا.
وقال: «الشيء الوحيد الذي يسمعه الأوروبيون اليوم هو تخصيص مليارات إضافية لشراء الأسلحة، والمزيد من الأسلحة، والمزيد من القتلى، نحن رهائن لسوء التقدير والتمجيد والانزعاج والأعمال الطائشة، نحن نتأرجح على حافة الهاوية».