سورية

لأول مرة.. تركيا تعلن اعتقال متزعمين من تنظيم داعش في الأراضي السورية

| وكالات

أعلنت أنقرة اعتقال تسعة من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي بينهم متزعمون من مدينة الباب بريف حلب الشمالي والتي تحتلها قواته، بالتزامن مع أنباء عن وصول المدعو أحمد العودة الذي سبق أن عزلته القوات الروسية من قيادة اللواء الثامن في الفيلق الخامس إلى تركيا بطلب من الأخيرة وسط تكهنات حول أهداف أنقرة من وراء هذه الخطوة.
وأشارت وزارة داخلية النظام التركي في بيان، أورده موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني إلى تنفيذ «عملية خاصة» في مدينة الباب المحتلة شمال حلب، تم خلالها اعتقال 9 مسلحين من تنظيم داعش الإرهابي وإحضارهم إلى تركيا، لافتة إلى أن المقبوض عليهم في العملية التي نسقتها متابعة وتنفيذاً قيادة «قوات الدرك» في ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا يصنفون على أنهم «قياديون ومسؤولون بالتنظيم».
وذكر البيان أنه جرى التأكد بأن هذه المجموعة التي تم اعتقالها كانت تقود ما تسمى «وحدات العمل» التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في سورية، التي كانت قد قدمت عمليات تدريبية لمسلحي داعش، لتنفيذ عمليات تفجير انتحارية، وتخريب، وتنفيذ هجمات، ولاستخدام العبوات الناسفة، وتنفيذ اغتيالات، وتدريب استخباراتي، لأعضاء التنظيم، وهي مسؤولة عن تنفيذ هجمات «في مدينة الباب وضد تركيا» في الوقت نفسه، وكانوا يخططون لتنفيذ المزيد من الهجمات.
وحسب سلطات النظام التركي جرى خلال العملية اعتقال مساعد الإرهابي الملقب بـ«أبو مصعب»، وهو من يسمى بالأمير الشرعي في التنظيم لمنطقة مداوة في دمشق، كما تم اعتقال متزعم مسؤول عن عمليات اغتيال (إعدام) بالتنظيم، ومتزعمين آخرين مسؤولين عن الأمور اللوجستية، و«موظف في الشؤون المالية»، ضمن الـ9 الذين تم اعتقالهم من أعضاء التنظيم، حيث قامت السلطات القضائية المحلية، باعتقال الإرهابيين الذين تمت إحالتهم إليها.
ووفق ما تم الإعلان عنه من سلطات النظام التركي فقد «عثر خلال عمليات التفتيش في مساكن المتهمين على كمية كبيرة من الأسلحة والمواد الرقمية/التكنولوجية، معتبرة أن العملية «مهمة وتعد نقطة تحول، في سورية، ضد تنظيم داعش الإرهابي».
وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها وزارة الداخلية النظام التركي عما سمتها «عملية خاصة» في سورية واعتقال تسعة من مسلحي داعش، وسط تساؤلات مراقبين عن الهدف من إحضار المعتقلين التسعة إلى تركيا التي سهّل نظامها الحالي عبور المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى سورية ودعمهم بالمال والسلاح.
وربط مراقبون إعلان النظام اعتقال تلك المجموعة الداعشية، بموضوع المفاوضات الأمنية التي جرت بين جهازي الاستخبارات السورية والتركية، ورغبة الجانب التركي بإعطاء دفع جديد لجهود المصالحة بين البلدين.
في الأثناء، تحدثت مصادر إعلامية معارضة، أن المدعو أحمد العودة، المتزعم السابق في إحدى المجموعات المسلّحة قبل عام 2018 وصل إلى تركيا، بـ«دعوة خاصة» من أنقرة.
وقالت المصادر، وفق ما نقل موقع «أثر برس» الإلكتروني: إن «تركيا تسعى مع شركائها الإقليميين لتكون مؤثرة في ملف الجنوب السوري»، مشيرةً إلى أن «دعوة أنقرة لـ العودة لا تخرج من هذا النطاق».
واعتبرت المصادر، أن اللافت في زيارة العودة أنها جاءت بعد أن أجرى النظام التركي تغييرات في مواقع المسؤولين عن الملف السوري.
وفي وقت سابق الشهر الجاري، أجرى النظام التركي تغييرات في المسؤولين الثلاثة في الفريق المسؤول عن الملف السوري بوزارة الخارجية التركية، في خطوة رأى فيها خبراء، حينها، «بادرة حسن نية» من الحكومة التركية من أجل تحقيق تقدم في التقارب مع دمشق.
وتزعم «أحمد العودة» ميليشيا «شباب السنة»، وشارك في العمل المسلح ضد الدولة إلى جانب ما تسمى «حركة المثنى الإسلامية» وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي قبل أن يلتحق بالتسويات ويتولى قيادة اللواء الثامن في الفيلق الخامس لتقوم بعد ذلك روسيا المشرفة على الفيلق مطلع عام 2021 بعزله بسبب إبقائه على ارتباطاته الخارجية ولاسيما مع ما يعرف باسم «غرفة الموك» في عمّان التي كان يدير من خلالها ضباط استخبارات أجانب الحرب الإرهابية على سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن