سورية

انعدام الأمن سيد الوقف فيها.. ومقتل 4 أشخاص باقتتال عشائري في جرابلس … أميركا تطالب تركيا بسحب «النصرة» من عفرين

| وكالات

على حين طالبت الولايات المتحدة تركيا بسحب مسلحي ما تسمى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي من المناطق التي استولى عليها في عفرين وريف حلب الشمالي، تحدثت مصادر من مناطق في الشمال عن تصاعد حالة الفلتان الأمني وانعدام الأمان فيها، إذ قتل أربعة أشخاص خلال اشتباكات عشائرية في مدينة جرابلس المحتلة، فيما تشهد عفرين تزايداً في عمليات السرقة والسطو على أملاك الأهالي.
وذكر معهد «واشنطن للدراسات الإستراتيجية» في تقرير له حسب وسائل إعلام كردية، أن الولايات المتحدة حذرت تركيا من «فتح الطريق» أمام ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية للاحتلال الأميركي لدخول عفرين ما لم يقم النظام التركي بسحب مسلحي «النصرة» من عفرين التي يحتلها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان والمناطق التي استولى عليها التنظيم في ريف حلب وسط صمت تركي، وذلك وفق ما نقل موقع قناة «روسيا اليوم».
وأشار التقرير إلى الاتفاق الذي تم توقيعه في الـ14 من الجاري بين ميليشيا «الفيلق الثالث» التي تعتبر «الجبهة الشامية» مكونها الرئيسي والمنضوية فيما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي و«تحرير الشام»، حيث ينظم الاتفاق عملية وقف إطلاق النار ويسمح بعودة «الشامية» إلى مواقعها في عفرين.
ونقل التقرير عن مصدر في عفرين قوله: «الهدف برمته هو حل «الجبهة الشامية»، وهي المحاولة الثانية (من نوعها).. الأميركيون هددوا الأتراك يوم الجمعة: «يجب على «أبو محمد الجولاني» مغادرة عفرين وإلا ستسمح (الولايات المتحدة) لقوات سورية الديمقراطية بالدخول»، وهذا ما أثار غضب الأتراك وساعد على موازنة الوضع.. يمكن لـ«الجبهة الشامية» العودة إلى مقرها الرئيسي في منطقة عفرين، ولاسيما في المعبطلي ومدينة عفرين بشكل أساسي».
كما قالت عدة مصادر من عفرين حسب المعهد: «خرجت «تحرير الشام» من عفرين، لكن «أجهزة الأمن والاستخبارات» التابعة لها لا تزال هناك».
وأول من أمس، أكدت مصادر أهلية في مدينة عفرين لـ«الوطن»، أن تنظيم «النصرة» لم ينسحب من عفرين، التي سيطر عليها في الـ13 من الشهر الجاري، وإنما يتخفى مسلحوه بزي وشارات ورايات حلفائه من مسلحي «الجيش الوطني»، الموالي للاحتلال التركي.
وبينت المصادر، أن جيش الاحتلال التركي الذي يحتل عفرين منذ آذار 2018، على علم بتحركات «النصرة» الذي لم يستجب لأوامره بمغادرة المنطقة حتى صباح يوم الجمعة الماضي، بعدما مد نفوذه إليها على حساب «الفيلق الثالث» ومكونه الرئيسي «الجبهة الشامية».
وأشارت إلى أن مسلحي «النصرة» استولوا في وقت سابق على مقار لهم في شقق سكنية ومنازل تجاور أو مطلة على الحواجز التي انتشر فيها مسلحو ميليشيا «حركة أحرار الشام»، بموجب الاتفاق مع «الفيلق» برعاية الاستخبارات التركية، والذي أصبح ملغياً بعد هيمنة «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الإرهابي على بقية قرى وبلدات عفرين وتمدده باتجاه بلدتي قطمة وكفر جنة على تخوم مدينة إعزاز.
وفي السياق، تحدثت مصادر من داخل منطقة عفرين عن تصاعد حالة الخوف وانعدام الأمان، مع استيلاء «النصرة» عليها، بعد الاقتتال مع «الفيلق الثالث».
وقال إبراهيم شيخو، المُتحدث باسم ما تسمى «منظمة حقوق الإنسان في عفرين»: إن «السرقات ما تزال مستمرة»، مشيراً إلى أن «تحرير الشام» أعطت وعوداً بعدم التّعرض للسكان والتعدي على ممتلكاتهم لكنها «لم تنفذها»، مستشهداً باستيلاء تنظيم «النصرة» قبل يومين على محطتي وقود إحداهما داخل عفرين والأخرى على طريق كفر جنة، إضافة لمنزل في قرية شيتكا.
وذكر، أن هناك تجاوزات كفرض الأتاوات وسرقة مواسم الزيتون التي تعد مصدراً أساسياً لمعيشة ما تبقى من سكان عفرين، من قبل ميليشيات «الحمزات» و«سليمان شاه» واصفاً الجهتين المتصارعتين بـ«وجهين لعملة واحدة»، إذ تُداران من الاستخبارات التركية، لتهجير السكان من منازلهم.
واعتبر شيخو، أن عفرين الآن «تتشح بالسواد وهي بمثابة حزام إرهابي يمتد من ريف حلب الشمالي وصولاً إلى إدلب»، في حين رأى متابعون للشأن السوري أن «صمت تركيا وعدم اتخاذها موقفاً عسكريا حازماً، دليل على قبولها لعملية «تحرير الشام» وتمهيدها لوصول «الهيئة» لمناطق التماس مع «قسد».
من جهة ثانية، ومع تصاعد حالة الفلتان الأمني في المناطق التي ينتشر فيها مرتزقة الاحتلال التركي الإرهابيون، قتــل أربعة أشخاص نتيجة اقتتال عشـــائري بين مسلحين من بلدة الشيوخ ومجموعة مسلحين من أبناء عشيرة «الجيسات» وسط مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، وسط إغلاق شبه تام لسوق المدينة وهجوم على المنازل وإحراق سيارات، وذلك وفق ما ذكر موقع قناة «الميادين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن