رياضة

خفايا استقالة رئيس اتحاد السلة وكيفية طيِّها وخفاياها

| مهند الحسني

رحم اللـه فناننا الكبير نهاد قلعي ومقولته المشهورة: (إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا يجب علينا أن نعرف ماذا في البرازيل) لم نجد خيراً من هذه المقدمة لندخل في تفاصيل مسرحية استقالة رئيس اتحاد كرة السلة وكواليسها التي شهدت تقلبات، وكيف تمت العودة عنها في ظروف غامضة في الوقت نفسه وعلى طريقة المسلسلات البدوية والمجالس التراثية دفعت فاتورتها في النهاية السلة السورية نتيجة حالة التخبط وعدم الاستقرار، وإذا أردنا أن نعرف سبب هذه الاستقالة يجب علينا أن نعرف كيف تم طيّها، وكيف تمت إعادة رئيس الاتحاد إلى منصبه من دون مساءلة أو محاسبة رغم أن الاستقالة نالت رضا جميع أعضاء المكتب التنفيذي عندما طرحت ورغم أن اللعبة لم تتطور قيد أنملة لا بل شهدت منتخباتنا الوطنية تراجعاً مخيفاً ومنيت بخسارات قاسية كانت أشد إيلاماً في تاريخ سلتنا منذ نشأتها، ورغم ذلك تم تكريمه وإبقاؤه في منصبه وكأن شيئاً لم يحدث.

وحدها «الوطن» عرفت خفايا الاستقالة وكيف تمت العودة عنها من خلال السطور القادمة.

قلب تقالة وعاد عن الاستقالة

لم تخب توقعاتنا لأنها لم تبنَ على رمال متحركة، ولم يكن مصدرها الفراغ، فمن يقرأ مسيرة اتحاد كرة السلة يدرك تماماً أن استقالة رئيسه لم تكن سوى مناورة تكتيكية غير جدية هدفها فقط الحصول على بعض الدعم الإضافي من الاتحاد الرياضي العام بعد أن خابت آمال الاتحاد الرياضي في تحقيق أي إنجاز أو نتائج مرضية في كرة السلة والتي كانت ستعوض بعض الفشل المزمن في كرة القدم، لكن الخيبات والخسارات المريرة زادت من الإحباط فانعكس ذلك على طبيعة العلاقة بِين المكتب التنفيذي واتحاد كرة السلة بعد أن وجد الأول أن استمرار الميزانية المفتوحة لاتحاد كرة السلة لن يحقق طموحات أو أحلام القائمين على رياضتنا ولن يستعطف رضا الجماهير الغاضبة من غياب الإنجازات وتراجع النتائج، ولأن العلاقة المتشنجة ظهرت للعيان وبدأت أبواب الصرف تغلق الواحد تلو الآخر، ولأن مبررات الفشل الإداري في إدارة بعض الملفات أصبحت علامة مسجلة للاتحاد الحالي، ومنها إخفاق التعاقد مع مدرب المنتخب السابق الأميركي جوزيف ساليرنو وضعف أداء وقدرات المدرب الإسباني البديل خافيير.

أما المؤسسة الداخلية للاتحاد فثبت أن وعود الإصلاح ليست إلا طلاء جديداً لجسم سلتنا المتهاوي، فالملاحظات طالت تقزيم أدوار البعض وتضخيم أدوار البعض الآخر، ومن جهة أخرى تجاوز بعض الأعضاء في الاتحاد حدود مهامهم وتدخلوا فيما لا يعنيهم مستغلين ضعف بعض المفاصل التي كانوا حريصين على الحفاظ على ضعفها لاقتناص مزايا وأمجاد شخصية.

ولأن رئيس الاتحاد وجد نفسه عاجزاً عن إجراء إصلاحات حقيقية داخلية تطول العمل الإداري في الاتحاد ولأن العصا السحرية التي منحت له في بداية عمله من خلال الضخ المالي لتغطية متطلبات الخرافات المنشودة، فإن هذه العصا قد جمدت من المكتب التنفيذي لأنها فشلت في الوصول إلى تحقيق الشعارات والوعود.

فلم يكن أمام رئيس الاتحاد إلا محاولة أخيرة وهي تذكير الاتحاد الرياضي بأنه الحل الوحيد المتاح والمتوافق مع ميول القيادة الرياضية التي لم تجد بديلاً يحقن الهجوم الإعلامي عليها وهو النجاح الحقيقي الذي نجح به رئيس اتحاد كرة السلة.

فما كان منه إلا إطلاق بالون الاختبار لجس النبض ووضع الأمور على المحك فكان له ما أراد من الناحية التنظيمية بإزاحة بعض الأسماء واستبدالها بأسماء من اختياره.

الاتحاد الرياضي العام الذي رفض استمرار تدفق صنبور الدعم المالي رضي بتقديم هذه التعديلات على مبدأ سد الذرائع.

فرفض المطالب المالية ووافق على الإدارية ومنح رئيس اتحاد كرة السلة فرصة لسحب استقالته وهو ما كان كحلقة أخيرة في مناورات ذر رماد التبرير على الفشل.

وأرسل رئيس الاتحاد المستقيل رسالة رسمية للاتحاد الرياضي العام يطلب فيها طي استقالته بعد حصوله على تجديد ثقة قاصر قد ينفع الاتحاد الرياضي وكرة السلة في خلق حالة استقرار لموسم جديد سيكون الأخير للاتحاد الحالي في حال تكرار إخفاق المنتخبات الوطنية وأخطاء المسابقات المحلية.

خلاصة

لا يمكن أن نرضى لسلتنا أن تكون رهن تجارب مراهقي الرياضة، وفاقدي الخبرة الإدارية في المجال الرياضي، فمن لا يجد المشي لن يستطيع الجري، وكثير من منظّري سلتنا فشلوا في المشي بسلة أنديتهم، أو فرقهم التي دربوها داخلياً وخارجياَ، فكيف نتوقع منهم النجاح في إدارة اللعبة، وهم لا يستطيعون حل أبسط مشكلاتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن