شؤون محلية

الشائعات اختبار للوعي!

| يونس خلف

ثمة ظاهرة تتسع وتكاد تتحول إلى ثقافة هدامة ولاسيما أنها تتصل من حيث الاستهداف بالحرب الإعلامية من خلال التضليل والخداع والتزييف وحرف الواقع عن مساره.

فالتضليل الإعلامي عملية بث للمعلومات المغلوطة بهدف تضليل الرأي العام وتوجيهه في اتجاه محدد مسبقاً يخدم أغراض القائمين بعملية التضليل. وإذا كان ذلك ينطبق على ما تقوم به وسائل الإعلام المعادية والمشاركة في المؤامرة على سورية فإن الأمر نفسه ينطبق على ظاهرة اتسعت دائرة انتشارها وأصبحت مصدراً للقلق في العديد من وقائع العمل وفي الحياة الاجتماعية سواء من جهة القلق على الوعي المجتمعي عندما يصل إلى مرحلة تصديق أي شي والسير خلفه والترويج له أو من جهة غياب الآلية الواضحة التي تقطع الطريق على كل من يحاول تضليل وتلفيق المعلومات التي تتصل بالشأن العام وهواجس الناس أو المزاج الشعبي.

ظاهرة نشر الإشاعات والترويج لها واختلاق المعلومات الكاذبة والأخبار الزائفة وتناقل الأنباء المغلوطة والقيام ببثها والتسابق للتعليق عليها ونشر البلبلة حولها لتحقيق أهداف وغايات منفعية هي من أخطر أشكال الحرب الإعلامية اليوم لأنها تستهدف الوعي المجتمعي.

الأخطر من ذلك قلة العقل عند بعض المتابعين للشائعات الذين يتلقفونها ويروجون لها دون أن يتوافر فيها الحد الأدنى من قابليتها للتصديق، الأمر الذي يكشف ضعفهم وأميتهم في معرفة آليات العمل في مؤسسات الدولة وقوانينها ومراسيمها فإما أننا لا نشغل عقولنا وإما أننا أصبحنا دريئة لحرب الفيسبوك.

الشائعات تختبر الوعي والثقافة والخبرة لأن هذه المقومات عندما تتوافر لا يستطيع صناع الشائعات أن يستخفوا بالمتلقين ولن يتجرأ أحد بالترويج لشائعة واحدة وإن فعل تموت بمكانها فالوعي هو السلاح الأقوى دائماً في مواجهة التضليل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن