رئيس الأركان الروسي بحث مع نظيريه الأميركي والبريطاني احتمال استخدامها من قبل نظام كييف … روسيا: نعتزم إثارة موضوع «القنبلة القذرة» الأوكرانية في الأمم المتحدة
| وكالات
أعلنت روسيا، أمس الإثنين، أن أوكرانيا دخلت المرحلة الأخيرة من صنع قنبلتها القذرة، وأنها تعتزم إثارة المسألة على صعيد الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن الاستفزاز الذي يحضر له نظام كييف، قد تم استخدامه بالفعل في سورية في إطار حرب المعلومات من قبل ما يسمى تنظيم «الخوذ البيضاء» الإرهابي.
وفي التفاصيل نقلت وكالة «نوفوستي» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو تعتزم إثارة مسألة إعداد السلطات الأوكرانية استفزازاً بـ«قنبلة قذرة»، على صعيد الأمم المتحدة.
وقال لافروف أمس: «لدينا معلومات محددة حول المؤسسات والمعاهد العلمية في أوكرانيا التي تمتلك التكنولوجيا اللازمة لصنع تلك القنبلة القذرة، هناك معلومات أعدنا التحقق منها من خلال القنوات المناسبة تؤكد أن هذه ليست شبهات فارغة، بل إنه يوجد سبب جدي للاعتقاد بأن مثل هذه الأمور قد تكون قيد التخطيط».
وأشار لافروف إلى أن الدبلوماسيين الروس قد اتخذوا كل الخطوات اللازمة لبحث هذه القضية في المنصات الدولية، والتي يفترض أن تبدأ اليوم.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية أمس بياناً قدمت فيه تفاصيل المعلومات المتوافرة لديها حول تخطيط كييف لاستفزاز بتفجير «قنبلة قذرة»، وذلك بعد أن رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أخذ تحذير بهذا الشأن، أطلقه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الأحد في محادثات هاتفية مع نظرائه من تلك الدول، على محمل الجد.
من جهة ثانية أعلن لافروف أن روسيا طلبت من سكرتارية الأمم المتحدة إحصائيات حول المتلقين النهائيين للحبوب التي يتم تصديرها من موانئ أوكرانيا كجزء من الصفقة الغذائية، مضيفاً إن هذه البيانات ضرورية لـ«تعديل الإجراءات الأخرى لتنفيذ هذه الصفقة».
وأشار إلى أنه فيما يتعلق بـالوجهة النهائية لوصول كل واحدة من هذه السفن الحاملة للحبوب، فإحصائيات الأمم المتحدة تعطي صورة متناقضة للغاية.
وأكد أنه وفقاً للبيانات الأممية فإن البلدان الأشد فقراً، التي كانت تثير أكبر قلق لدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عندما قدمت فكرتها، تصل إليها 5-6-7 بالمئة من حجم الحبوب التي يتم تصديرها من الموانئ الأوكرانية، فيما يصل نصفها تقريباً إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وقال لافروف: «نريد الحصول على صورة أكثر وضوحاً، ولذلك طلبنا من سكرتارية الأمم المتحدة المسؤولة عن هذه العملية والتي لديها جميع البيانات بهذا الشأن، تقديم إحصائيات حول حركة الحبوب إلى الوجهة النهائية حيث يوجد المستهلك النهائي. هذا ليس مجرد فضول بل يتوقف على ذلك تعديل وإعادة توجيه الأعمال المقبلة لتنفيذ صفقة الحبوب».
من جهته أكد قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في الجيش الروسي إيغور كيريلوف، أن الاستفزاز الذي يحضر له نظام كييف، قد تم استخدامه بالفعل في سورية في إطار حرب المعلومات من قبل ما يسمى تنظيم «الخوذ البيضاء».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن كيريلوف قوله في إفادة صحفية أمس: «تجدر الإشارة إلى أن تقنيات حرب معلومات مماثلة قد استخدمت بالفعل من قبل الغرب في سورية، عندما صورت «الخوذ البيضاء» مقاطع فيديو دعائية هناك حول استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل القوات الحكومية».
وذكّر كيريلوف بأحد المشاهد الأكثر شهرة وانتشاراً، وهو مشهد الاستفزاز الذي نظمته منظمة «الخوذ البيضاء» في 4 نيسان عام 2017 في مدينة خان شيخون.
وأضاف كيريلوف: «انتبهوا إلى الصورة التي يظهر فيها أشخاص يأخذون عينات من التربة دون معدات حماية شخصية، لكن يبدو أن هذا لا يزعج أحداً! خاصة أولئك الذين اتخذوا قرار شن هجوم صاروخي على أراضي دولة ذات سيادة «سورية».
وأوضح كيريلوف أن الأميركيين يستخدمون هذه الاستفزازات كذريعة، من دون انتظار بدء التحقيق، أو قرار من مجلس الأمن الدولي، بل شنوا هجوماً صاروخياً على قاعدة الشعيرات الجوية في سورية، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي، قائلا: «من المحتمل جداً أن يتم استخدام سيناريو مماثل في هذه الحالة أيضاً».
بدورها نقلت قناة «سكاي نيوز» عن كيريلوف قوله «وفقاً للمعلومات المتوافرة لدينا، هناك منظّمتان أوكرانيّتان لديهما تعليمات محدّدة لصنع ما يسمى بالقنبلة القذرة، دخل عملهما المرحلة النهائية».
وفي السياق أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن رئيس الأركان فاليري غيراسيموف، أجرى محادثات هاتفية مع نظيره البريطاني توني راداكين، بحثا خلالها احتمال استخدام كييف قنبلة قذرة.
كما أجرى غيراسيموف، مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي مارك ميلي بحثا خلالها احتمال استخدام أوكرانيا «لقنبلة قذرة».
وقال بيان الوزارة: «أجرى رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، محادثة هاتفية مع رئيس أركان القوات المسلحة الأميركية مارك ميلي، وخلال المحادثة ناقش الجانبان الوضع بشأن احتمال استخدام أوكرانيا «للقنبلة القذرة».
وفي وقت سابق، أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتصالاً هاتفياً مع نظيره البريطاني بن والاس، وأبلغه قلق روسيا إزاء الاستفزازات المحتملة من قبل كييف التي قد تقدم على تفجير «قنبلة قذرة» في الأراضي الخاضعة لها واتهام روسيا بتأليب المجتمع الدولي عليها، فيما أكد والاس أن أوكرانيا لن تقدم على التصعيد.
في غضون ذلك اعتبر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، أن الرئيس الأميركي ورؤساء بلدان الاتحاد الأوروبي الذين يقدمون المساعدة المالية لنظام كييف، أصبحوا رعاة للإرهاب النووي.
ونقلت «نوفوستي» عن فولودين قوله في صفحته على «تيلغرام»: «كلف نظام كييف علماء الذرة لصنع «قنبلة قذرة»، كما يواصل قصف البنية التحتية الحيوية لمحطتي زابوروجيه وكورسك النوويتين وذلك لإثارة وقوع كارثة إنسانية، وأصبح الرئيس الأميركي ورؤساء الدول الأوروبية، الذين يقدمون المساعدة المالية والعسكرية لنظام زيلينسكي، رعاة وشركاء في الإرهاب النووي».
وأوضح أن واشنطن نشرت منذ 20 عاماً معلومات مفادها أن الإرهابيين من تنظيم القاعدة برئاسة أسامة بن لادن يخططون لصنع «قنبلة قذرة»، مذكراً بأن التهديد بشن هجوم إرهابي في الولايات المتحدة وأوروبا باستخدام مثل هذه القنبلة كان موجوداً حتى عام 2011 أي قبل القضاء على أسامة بن لادن، مشيراً إلى أن أساليب الإرهاب النووي لا تتغير، قائلاً: كما كانت عليها في عهد أسامة بن لادن، بقيت نفسها في عهد زيلينسكي».
ميدانياً أعلنت الدفاع الروسية أمس أن قواتها أحبطت كل محاولات الهجوم التي نفذتها وحدات أوكرانية على محاور عدة خلال أول أمس، وقضت على أكثر من 150 جندياً أوكرانياً في تلك المعارك.
ونقلت «روسيا اليوم» عن الوزارة قولها في تقريرها اليومي أن خسائر الجيش الأوكراني تجاوزت 80 قتيلاً على محور نيكولايف-كريفوي روغ، و25 قتيلاً على محور كوبيانسك و20 قتيلاً على محور كراسني ليمان و25 قتيلاً على محور جنوب دونيتسك، بالإضافة إلى عدد من الدبابات والمدرعات الأخرى.
وأشار التقرير إلى إصابة 4 مواقع قيادة للقوات الأوكرانية في خاركوف وخيرسون ونيكولايف، و72 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق النار وقوات ومعدات عسكرية في 174 منطقة، كما تم تدمير مستودع ذخيرة للقوات الأوكرانية في منطقة خاركوف.
وأوضح أنه تم إسقاط ثلاث طائرات من دون طيار واعتراض 21 قذيفة من راجمات الصواريخ HIMARS و«أولخا» في لوغانسك وخيرسون.
من جهة ثانية أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس عن توفير 3 أنظمة أخرى من منظومات الدفاع الجوي Iris-T لكييف في أقرب وقت ممكن، ونقلت «روسيا اليوم» عن شولتس إعلانه خلال حديث في المنتدى الاقتصادي الألماني الأوكراني، عن «تسليم الأنظمة الثلاثة المتبقية في أقرب وقت ممكن»، وذلك بعد أن سلمت ألمانيا أوكرانيا أول هذه الأنظمة من بين أربعة أنظمة دفاع جوي وعدت بها ألمانيا، حيث أكد المستشار الألماني أن هذه الأنظمة «فعالة للغاية وبإمكانها حماية مدينة كبيرة بأكملها من الصواريخ والطائرات المسيرة».
وتابع: «سنعمل مع شركائنا على دعم أوكرانيا لأطول فترة ممكنة، حيث ستدعم ألمانيا أوكرانيا بالأسلحة طالما كان ذلك ضرورياً».