سورية

الحكومة السورية استردت 35 ألف قطعة أثرية نهبت خلال الحرب عليها … آلاف التلال الأثرية في مناطق انتشار الاحتلال التركي تعرضت لتخريب ممنهج

| وكالات

تعرضت المواقع الأثرية والمتاحف السورية خلال الحرب الإرهابية التي تشن على البلاد منذ أكثر من 11 عاماً للنهب والسرقة والتدمير والتخريب الممنهج على يد التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة ولاسيما تلك المدعومة من الاحتلال التركي، على الرغم من الجهود الحثيثة التي قامت بها الحكومة لإنقاذ ما أمكن من الكنوز والقطع الأثريـة الموزعة على 11 متحفاً وطنياً، ووضع خطة حماية إستراتيجية.
وفي هذا الإطار، رصدت منظمات حقوقية وأخرى معنية بالآثار الكثير من الانتهاكات التي طالت مواقع أثرية شمال سورية قامت بها مرتزقة الاحتلال التركي بقصد التنقيب عن الآثار ونهبها ثم بيعها في تركيا.
مدير الآثار والمتاحف في سورية نظير عوض أكد في تصريحات نقلها موقع «أثر برس» الالكتروني أن أعمال التنقيب السرّية التي يقوم بها الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيون، في مناطق الشمال خربت أغلب المواقع الأثرية هناك، وألحقت الضرر بالكتل المعمارية لبعض المتاحف نتيجة التفجيرات، إضافة إلى عمليات التزوير، وخاصة التماثيل ولوحات الفسيفساء، لافتاً إلى أن أعمال التدمير الممنهج للتراث الثقافي السوري تتوالى من الاحتلال التركي ومرتزقته في جميع المناطق التي يحتلها شمال سورية.
وقال: إنه تم توثيق ما يزيد على 10 آلاف تل أثري مكتشف في سورية، كثير منها تعرض للتخريب والتنقيب غير الشرعي، وتجريفها سبّب تخريباً للسويات الأثرية التي تحدد الأزمنة والحقب التاريخية المختلفة.
وأعاد عوض إلى الأذهان أنه قبل الحرب كان عدد البعثات الأثرية الأجنبية والمشتركة العاملة في سورية 103 بعثات تعمل في مجال التنقيب في كل المحافظات، على حين تقلصت خلال فترة الحرب الإرهابية إلى 12 بعثة محلية وبعثة أثرية واحدة مشتركة سورية-هنغارية، مع الإشارة إلى انعدام البعثات الأجنبية.
وفي السياق، وثقت المديرية العامة للآثار والمتاحف 710 مواقع ومبان أثرية تعرضت للتخريب، وتراوحت الأضرار بين التخريب الجزئي، والاندثار أو التهدم الكامل.
وأوضح عوض أن أبرز المواقع التي تعرضت للتنقيب هي مملكة «ماري ودورا أوروبس» في محافظة دير الزور، وقلعة «الرحبة» في الميادين، وموقعا «حلبيا وزلبيا» إضافة إلى «تلال أبو علي، وتل السن»، لافتاً إلى أن أكبر نسبة تخريب وتنقيب كانت في موقع «أفاميا وتل قرقور» في ريفي حماة الشمالي والغربي، وفي حلب تعرض «تل أم المرأة وتل شاش حمدان» وكذلك موقع الأنصاري إلى السرقة، مؤكداً أن إعادة تأهيل وترميم تلك المواقع الأثرية تحتاج إلى مبالغ باهظة ومدة زمنية طويلة.
وأشار إلى أنه تم توقيع عدد من الاتفاقيات لترميم الآثار في سورية، منها ترميم نحو 20 قطعة أثرية فريدة أغلبها من تدمر، بعضها يعود إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد بعد أن تم نقلها الأسبوع الماضي من سورية إلى العاصمة التشيكية براغ بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف، كما تم توقيع اتفاقية مع وزارة الثقافة الروسية بالتعاون مع متحف الأرميتاج الوطني والمؤسسات الثقافية الأخرى، إضافة إلى الاتفاق مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» بشأن الآثار التي طالها الإرهاب في سورية.
المديرية العامة للآثار والمتاحف كشفت في تقرير لها أنه تم تهريب ما يزيد على مليون قطعة أثرية من سورية في أثناء سنوات الحرب التي شنت عليها، سرقها لصوص وعصابات تهريب تركية.
وأشار التقرير أيضاً إلى تضرر 31 موقعاً أثرياً في دمشق، و14 في ريف دمشق، و6 في السويداء، و74 في درعا، و20 في القنيطرة، و114 في حمص، و21 في حماة، و54 في إدلب، و227 في حلب، و2 في طرطوس، و5 في اللاذقية، و15 في الرقة، و82 في دير الزور، و46 في الحسكة.
وجاء في التقرير: إن الميليشيات المسلحة سرقت نحو 75 ألف قطعة أثرية من المتاحف السورية، من بينها مقتنيات متحف إدلب حيث توجد قوات الاحتلال التركي ومجموعات من مرتزقتها، إضافة إلى سرقة نحو 6000 قطعة أثرية من متحف الرقة، فضلاً عن نهب نحو 50 ألف قطعة من مستودعات إدلب، ونحو 20 ألفاً من مستودعات الرقة.
وعلى الرغم من كل ما تعرضت له الآثار والمواقع الأثرية في محاولة لطمس هوية سورية الحضارية العريقة، استطاعت الدولة السورية بالتعاون مع أبنائها الشرفاء استرداد ما يزيد على 35 ألف قطعة تمت سرقتها، إذ أشار التقرير إلى قيام عدد من السوريين المغتربين بشراء قطع أثرية عُرضت للبيع، ليعيدوها إلى سورية، لتتم استعادة ما يزيد على 35 ألف قطعة أثرية حتى الآن، إضافة إلى القطع الذهبية التي تمت استعادتها في محافظة اللاذقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن