سورية

انطلاق التسوية في الغوطة الشرقية.. واللواء لوقا تفقد مركز حماة وأكثر من 700 استفادوا من مرسوم العفو … مصطفى لـ«الوطن»: معالم العالم الجديد ظهرت من قلب الأزمة السورية

| دمشق- موفق محمد - حماة - محمد أحمد خبازي

وسط احتفال جماهيري حاشد في مدينة دوما، بدأت أمس عملية التسوية في المدينة وما حولها وعدد من بلدات الغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق والتي كانت أكبر معقل للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة بريف دمشق قبل أن يحررها الجيش العربي السوري، وذلك في إطار اتفاقات التسوية التي طرحتها الدولة، في حين بلغ عدد الذين راجعوا مركز التسوية في حماة واستفادوا من مرسوم العفو رقم 7 حتى يوم أمس أكثر من 700.

وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد أمين فرع محافظة ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي رضوان مصطفى رداً على سؤال عن أهمية التسوية في الغوطة الشرقية وتحديداً دوما، أن كل شبر في هذا الوطن سيعود إلى حضن الوطن الدافئ، لذلك كانت مراسيم العفو وآخرها المرسوم الرئاسي رقم (7) 2022 غير المسبوق.

وأشار إلى عمليات التسوية التي سبق أن جرت في العديد من المناطق بريف دمشق ومنها القلمون والتل والقطيفة والآن في دوما والغوطة الشرقية، موضحاً أن أبناء الوطن الضالين سيعودون بموجب هذه التسوية إلى حضن الوطن للمشاركة إلى جانب أبناء الوطن الشرفاء في سحق الإرهاب وإعادة الإعمار ويكونون أبناء أوفياء في مسيرة الإعمار كي نكون جميعاً خلف قائد الوطن ومع الجيش والقوات المسلحة أوفياء لدماء الشهداء.

وتشمل عملية التسوية جميع المطلوبين والمتخلفين عن خدمتي العلم الإلزامية والاحتياطية والفارين منهما، من أبناء دوما وعدرا البلد والنشابية وعربين وكفر بطنا وسقبا وعين ترما وزملكا، إيذاناً بعودتهم إلى حياتهم الطبيعية في المجتمع بين رفاقهم في صفوف الجيش العربي السوري.

ولفت مصطفى في تصريحه لـ«الوطن» إلى أن المواقف الدوليــة تباينت وظهرت اليوم وقد ظهــرت معالم العالــم الجديــد من قلب الأزمة السورية ولذلك ليس هناك من عاقل إلا ويجب أن يحسب الأمور ويعود الجميع إلى حضن الوطن، مشيراً إلى ضرورة عملية عودة المهجرين من لبنان والمخيمات ودول الاغتراب حتى نعيد بناء الوطن وتكون سورية أصلب وأقوى وأجمل.

وفي كلمة خلال الاحتفال، قال مدير أوقاف ريف دمشق الشيخ خضر شحرور: «إن الأهالي المحتشدين من أبناء الغوطة الشرقية، وخاصة من زلت أقدامهم في يوم من الأيام يعاهدون قائد الوطن بأن يبقوا خلف قيادته، وأن يكونوا الجند الأوفياء الذين يذودون عن حياض الوطن»، منوهاً بمراسيم العفو الكثيرة التي تفتح الباب أمام كل من أخطأ، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «سانا».

الشيخ بشار الوزير بدوره لفت في كلمة باسم أهالي مدينة دوما إلى أن المرسوم رقم 7 الخاص بالعفو العام هو الأكبر والأشمل، ودليل على أن الدولة تتعامل بالإحسان، منطلقة من قاعدة أن الذي يعفو ويصفح هو الذي ينتصر للحق بالحق وليس بالتشفي.

وفي 14 نيسان 2018 أعلن الجيش العربي السوري تحرير كامل مدن وبلدات الغوطة الشرقية من التنظيمات المسلحة وذلك بعد إخراج جميع الإرهابيين من مدينة دوما آخر معاقلهم هناك.

وكانت دوما والعديد من مدن وبلدات الغوطة الشرقية تشكل أكبر معاقل للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في ريف دمشق. ومن أبرز تلك التنظيمات «جبهة النصرة» وداعش وميليشيات «جيش الإسلام» التي كانت تتحصن في دوما و«فيلق الرحمن» الذي كان يتحصن في مدينة عربين.

وفي 25 أيار 2021 قام الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد بأول زيارة إلى مدينة دوما بعد تحرير الغوطة الشرقية من الإرهاب، حيث أدلى المرشح الأسد وعقيلته بصوتيهما في انتخابات رئاسة الجمهورية.

وقال الرئيس الأسد عقب الإدلاء بصوته في حديث مع حشود من أهالي المدينة تجمهروا حوله وحول عقيلته: إن «الزيارة اليوم لهذا المكان، والانتخاب في مدينة دوما فيه عدة جوانب، فسورية ليست كما كانوا يحاولون أن يسوقوها، منطقة ضد منطقة، ومدينة ضد مدينة، وطائفة ضد طائفة، وحرباً أهلية أو نزاعاً بين سوريين، الحقيقة لا، ونحن اليوم نثبت من مدينة دوما بأن الشعب السوري هو شعب واحد في خندق واحد في مواجهة الإرهاب والعمالة والخيانة».

وأضاف: «أريد أن أستغل هذه الزيارة لكي أوجه عبركم كأبناء مدينة دوما رسالة لكل من ترك مدينته وقريته للعودة إليها، يجب أن ننصحهم الآن بألا يستمعوا لكل من غرر بهم أو دفع لهم الأموال، ويجب أن يعرفوا أنهم اُستغلوا من قبل أولئك المشغلين الذين تقف خلفهم دول إقليمية أو دولية من أجل أن يكونوا ضد أبناء بلدهم، ويجب أن نقول لهم وأقول لهم الآن: لا يوجد شرف يعادل شرف أن يكون الإنسان في وطنه بين أهله، وعلى أرضه في مدينته، في قريته، يسهم مع أبنائها في عملية البناء، ولا يوجد ذل يعادله في ذله أن يكون الإنسان خارج وطنه منقطعاً عن بلده وعن أهله وغير قادر على أن يقدم شيئاً ويسهم في بنائه وفي حياته».

وتوقع أمين فرع محافظة ريف دمشق لحزب البعث، انضمام أعداد كبيرة من أبناء الغوطة الشرقية إلى هذه التسوية، وأضاف «كما شاهدتم في بقية أنحاء المحافظة سيقوم من لديه حالة تتعلق بالأمن الوطني بتسوية وضعه ويعود إلى حضن الوطن تنفيذاً لمفاعيل المرسوم الرئاسي.

وأوضح مصطفى أنه لم يتم تحديد فترة معينة للتسوية في الغوطة الشرقية ودوما، وقال «لا يمكننا تحديد فترة معينة لأن ذلك مرتبط بالأعداد والجغرافيا، فهناك جغرافيا كبيرة »، لافتاً إلى أنه عندما كانت هناك تسويات في مناطق بريف دمشق وغيرها من المحافظات كانت فترة هذه التسويات في عدد من المناطق تمدد عندما يكون هناك إقبال، وذلك لتسوية أوضاع هؤلاء الذين لديهم اوضاع خاصة في حالة الأمن الوطني وبالتالي ليس هناك برنامج محدد قصير وإنما ليستوعب أبناء الوطن جميعهم».

وفي السياق تفقد مدير إدارة المخابرات العامة اللواء حسام لوقا أمس مركز التسوية في محطة القطار بمدينة حماة، في جولة رافقه فيها رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية اللواء عساف نيساني، ومحافظ حماة محمود زنبوعة وأمين فرع حماة للحزب أشرف باشوري، وقائد شرطة المحافظة اللواء تركي السعيد، واطلع على آلية العمل في المركز المحدث الذي تتواصل فيه عمليات تسوية أوضاع المطلوبين والفارين من الخدمة الإلزامية والمتخلفين عن الخدمة الاحتياطية، وذلك لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الراغبين بالاستفادة من مرسوم العفو الرئاسي رقم 7 للعام 2022.

واستمع اللواء لوقا لشرح مفصل من المكلفين باستقبال المواطنين في المركز وإجراء التسوية لهم وإتمام طلباتهم.
كما التقى عدداً من المواطنين واستمع منهم للآليات المتبعة والإجراءات الميسّرة لتسهيل معاملاتهم، وتسوية أوضاعهم.

والجدير ذكره أن مركز التسوية بحماة افتتحته الجهات المختصة في الـ9 من الشهر الجاري لتسوية أوضاع المطلوبين والفارين من الخدمتين الإلزامية والاحتياطية والمتخلفين عنهما، ويشهد إقبالاً واسعاً في ظل تسهيلات كبيرة تقدمها أجهزة الدولة للراغبين في تسوية أوضاعهم من مدنيين وعسكريين.

وقد بلغ عدد الذين راجعوه واستفادوا من مرسوم العفو حتى نهاية دوام يوم أمس أكثر من 700.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن