ثقافة وفن

الغناء التراثي الشعبي الفلكلوري قريب من قلوب الناس … سومر نجار لـ«الوطن»: بين التراثي والمعاصر من خلال مجموعة من المقامات الشرقية

| سارة سلامة - تصوير: طارق السعدوني

في ليلة ساهرة دافئة أشعل الفنان السوري سومر نجار مسرح دار الأوبرا بأغان تحاكي التراث الشعبي والفلكلور، قدمها بروح معاصرة قريبة للناس، عيشنا تفاصيل التاريخ وسافر بنا في رحلة جميلة أعادتنا إلى زمن يرتقي الفن بأصله ويتباهى بنغمه.

عرج نجار مع زملائه الموسيقيين في أوركسترا «قصيد» بقيادة المايسترو كمال سكيكر على أنواع متعددة من المقامات الشرقية الأصيلة والفرعية؛ كمقام الحجاز، النهاوند، الجهاركا، الصبا، البيات، الكرد، والرصد، وصاغ التراث مع المعاصر.

بحضور لافت تتشجع الناس عموماً في العاصمة دمشق لسماع الطرب الأصيل وكيف لا وهم أمام قامة فنية تعرف خطها ولونها خاصة أنه يعدّ واحدا من الفنانين السوريين المحافظين على الطرب الأصيل، والمكّرسين للفن الراقي، والقادر على تقديم أصناف متعددة بصوته المميز وغنائه الجاد.

قريب من قلوب الناس

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين سومر نجار أن: «ما يميز حفل اليوم هو أنني اخترت برنامجاً غنائياً يعني يدور حول العرض للمقام الغنائي الشرقي في الغناء من خلال تقديم مجموعة متنوعة من المقامات الشرقية الأصيلة والفرعية؛ كمقام الحجاز النهاوند، الجهاركا، الصبا، البيات، الكرد، والرصد، أي نقدم المقامات الأصيلة الأساسية. والمقامات الفرعية بسرد مقام مرتبط مع بعضه البعض، لنقدم رحلة بين التراثي والمعاصر، أي كيف تم استخدام مقام الغناء الشرقي في قوالب الغناء، على سبيل المثال كموشح قد يكون أغنية فلكلورية أو أغنية معاصرة، إضافة إلى الربط الذي أقدمه بالحداثة من خلال أغنية جديدة سأقدمها من كلمات وألحان الفنان حسام تحسين بيك، وأحببت أن أوظفها بشكل مبرر موسيقياً مع باقي أعمال الفورمات التي سأقدمها مع زملائي الموسيقيين بقيادة المايسترو كمال سكيكر».

وأضاف نجار: «حقيقة لدي حماسة كبيرة للحفل ومتشوق لنقدم هذه القوالب الغنائية برؤية معاصرة من خلال توظيف بعض الآلات الموسيقية واستعمالها خصوصاً الآلات الأوركسترالية العالمية. مثل آلة الاوبوا وآلة الترامبوا والهورن إضافة للآلات الغربية ومجموعة الوتريات؛ كل هذا نوفره في إطار مشروع الأغنية العربية. وفي معالجة المقام الشرقي بهذا الشكل من خلال التوزيع والتنوع في البرنامج. وهناك بعض الأعمال قدمناها كإعداد فقط كما هي بالحالة التقليدية. على أمل أن نوازن في موضوع واحد يجمع بين هذه الأعمال كلها في المقام وعرضه بالقوالب الغنائية بين التراث والمعاصر».

وعن النمط النخبوي الذي يقدمه النجار اليوم أوضح أن: «الموسيقا والغناء اللذين أقدمهما متاحان لكل الناس ونرحب بالجميع ليأتوا ويحضرونا ويسمعونا، أبواب دار الأوبرا مفتوحة للجميع والدليل على ذلك أن البطاقة تباع في الدار بسعر رمزي من باب تشجيع الناس، ونحن نقدم غناء فلكلورياً وتراثياً هو شعبي قريب من قلوب الناس ولكننا نعمل على إعادة صياغته وإعادة تقديمه بحلة جديدة، حتى لا تحدث غربة بين المستمع وبين التسجيلات التراثية القديمة. فهناك تسجيلات عمرها يفوق الثلاثين والأربعين والخمسين عاماً فالجيل الحالي لا يسمعها بنسخ قديمة، لذلك نحن نوفر له الظروف على مسرح مهم مع أوركسترا مهمة وبعرض بصري وغنائي وموسيقي لمدة ساعة تعرفه على هذه القوالب بروح معاصرة. وبذلك نقربهم من الموسيقا الجادة الملتزمة. لذلك اعتبرها للنخبة ولغير النخبة للجميع».

أخ وصديق وفنان

ومن جهته بين المايسترو كمال سكيكر أن: «حفلنا اليوم يتناول المقام العربي من الخمسينيات حتى الثمانينيات أي كيف كانوا يشتغلون بالمقام في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، وسنقدم وصلات من مقام الحجاز مثلاً من الخمسينيات إلى التسعينيات ووصلة من مقام صبا من الثلاثينيات إلى التسعينيات».

وعن هذا اللون الغنائي وجمهوره بين سكيكر أن: «الناس مثل ما تعطيها تسمع، لذلك فهم ليس لديهم ذنب بالمحتوى المقدم في حين يتحمل الفنان ويكون هو المسؤول عما يقدمه ويروج له، ولذلك يجب أن تقام حفلات باستمرار للموسيقا الراقية».

وعن التعاون مع نجار بين سكيكر أنه: «هو تعاون قديم منذ أن كان في المعهد تقريباً يعود للعام ٢٠٠٥؛ أرافقه دائماً في حفلاته وهو أخ وصديق وفنان موهوب شهادتي به مجروحة، وموسيقياً التعامل معه سهل لأنه يعرف ماذا يريد».

وسومر نجار ظهر مبكراً على الساحة الغنائية السورية، حيث شارك في برنامج للهواة في التلفزيون السوري عبر برنامج «طريق النجوم»، ونال فيه المرتبة الأولى عام 1993. درس الموسيقا أكاديمياً وتخرّج من المعهد العالي للموسيقا عام 2009 في قسم الغناء الشرقي، وفي العام ذاته بدأ تدريسه في معهد صلحي الوادي للموسيقا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن