تعهد ريشي سوناك في أول خطاب له بعد توليه رسمياً رئاسة الحكومة البريطانية، أمس الثلاثاء، بإصلاح أخطاء رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس فوراً، مشيراً في الوقت ذاته إلى تحديات تحتاج إلى خيارات صعبة.
وذكرت وكالة «أ ف ب» أن ملك بريطانيا تشالز الثالث، عيّن زعيم حزب المحافظين الجديد ريشي سوناك، أمس، كثاني رئيس للوزراء في عهده بعد وقت قصير من قبوله استقالة ليز تراس.
وبعد وصوله إلى قصر باكنغهام، عقد سوناك البالغ من العمر 42 عاماً أول لقاء له مع الملك، وقال في أول تصريح له أمام بوابة «10 داونينغ ستريت»: «سأضع الاستقرار الاقتصادي وثقة الاقتصاديين في قلب برنامج هذه الحكومة، وهذا يعني أنّ هناك قرارات صعبة يجب أن تُتخذ لإصلاح الأخطاء التي ارتُكبت» في عهد تراس والتي اضطرّت للاستقالة بعد عاصفة مالية أثارها برنامجها الاقتصادي.
وقال سوناك: «أبلغت الملك قبولي التكليف برئاسة الحكومة، سأعمل على توحيد بلدنا بالأفعال لا بالكلام، سأفي بوعودي وسأسعى إلى الدفاع عن حدودنا وتعزيز الاقتصاد والترفع عن الاعتبارات السياسية».
وفي كلمتها الوداعية بعد ترؤس آخر اجتماع لحكومتها، جددت تراس تأكيد ضرورة دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، والاستمرار بتعزيز دفاعاتنا.
وبحسب ما ذكرت قناة «روسيا اليوم» دافعت تراس في تصريح من أمام «10 داونينغ ستريت»، عن حكومتها قائلة إنه «كان شرفاً كبيراً لي قيادة البلاد، وخلال هذه الفترة القصيرة، تصرفت هذه الحكومة بشكل عاجل وحاسم وساعدت الكثير من الأسر في دفع الفواتير والشركات في تجنب الإفلاس»، مشيرة إلى أن حكومتها التزمت بتعهدها بإلغاء الزيادة في التأمين الوطني وأظهرت التزامها الراسخ بدعم أوكرانيا في حربها ضد «العدوان الروسي».
وقالت: «إننا لا نتحمل أن نكون دولة ضعيفة، نواصل القتال من خلال عاصفة، لكنني أؤمن ببريطانيا، وأؤمن بالشعب البريطاني وأعلم أن أياماً أكثر إشراقاً تنتظرنا»، متمنية لسوناك كل النجاح في منصبه الجديد.
وفي السياق أعلن الكرملين أن روسيا ليس لديها «أي أمل» بتحسن العلاقات مع بريطانيا بعد تعيين سوناك رئيساً جديداً للوزراء.
ونقلت «أ ف ب» عن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله أمام الصحفيين «في هذا الوقت، لا نرى أي بوادر ولا أي أساس وليس لدينا أي أمـل في حصـول تغييرات إيجابيـة مـن أي نـوع كـان في المسـتقبل القريـب».
ويتعين على سوناك، 42 عاماً وهو أصغر زعيم بريطاني منذ أكثر من 200 عام، دعم اقتصاد ينزلق نحو الركود، بينما يحاول أيضاً توحيد حزب محبط ومنقسم يتخلف عن المعارضة في استطلاعات الرأي.