سورية

يقدّر عددهم بالمئات.. وحجار: العملية تسير من دون عوائق وقافلة جديدة الإثنين المقبل … عودة أولى دفعات النازحين السوريين من لبنان وفق آلية متفق عليها بين الدولتين

| وكالات

استؤنفت أمس عمليات العودة الطوعية للنازحين السوريين في لبنان إلى بلدهم وفق خطة الحكومة اللبنانية وبموجب آلية متفق عليها مع الحكومة السورية، إذ عادت عشرات الأسر المهجرة، تقدر أعداد أفرادها بالمئات، عبر معبري الدبوسية بريف حمص والزمراني بريف دمشق، إلى قراهم وبلداتهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وسط تسهيلات وإجراءات ميسرة من الجانب السوري وتأكيدات رسمية لبنانية بأن العملية سارت دون عوائق.
واتخذت الجهات المعنية في محافظتي حمص وريف دمشق جميع الإجراءات لاستقبال العائدين إلى أرض الوطن بالتعاون والتنسيق مع مديريات الصحة والشؤون المدنية والهجرة، حيث قدمت فرق صحية في معبري الدبوسية والزمراني الخدمات اللازمة للعائدين ولقاحات للأطفال، في حين تم تأمين سيارات لتقلهم إلى مناطقهم وتأمين وصول أمتعتهم التي تقلها شاحنات نقل خاصة، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
مدير مركز الدبوسية الحدودي فادي عيسى، أشار في تصريح إلى أنه تم تقديم التسهيلات للمواطنين السوريين العائدين الذين هجروا من منازلهم وبلداتهم قسراً بفعل الإرهاب، وذلك من خلال إجراءات مبسطة وتقديم الخدمات الصحية ووصولهم إلى بلداتهم وبيوتهم بيسر وسهولة وأمان.
بدوره، تحدث مدير صحة حمص مسلم أتاسي حول الإجراءات الصحية المتخذة من الكوادر الصحية والطبية في المديرية لاستقبال المهجرين العائدين إلى سورية من خلال فريق عمل مجهز بسيارة إسعاف وعيادة متنقلة تضم فريقاً طبياً متكاملاً، إضافة إلى فريق لقاحات ضد فيروس «كورونا» وضد شلل الأطفال لمن هم دون الخمس سنوات، في حين لفت ممثل محافظة حمص جلال فاخوري إلى أن المحافظة أمنت وسائل نقل للعائدين إلى مناطقهم، وتتم مرافقتهم حتى وصولهم إلى منازلهم.
ومن العائدين، قال سعيد عامر من قرية تلدو في منطقة الحولة بريف حمص: إنه مهجر منذ عشر سنوات من قريته، واليوم (أمس الأربعاء) يعود من لبنان إلى قريته بعد عودة الأمن والاستقرار إليها، داعياً جميع المهجرين السوريين للعودة والتخلص من الظروف القاسية، والمعاناة التي يعيشها المهجرون في الغربة.
شعيب حلواني من حي الخالدية بمدينة حمص والذي هُجر منذ إحدى عشرة سنة أشار إلى أن «معظم السوريين الذين هُجروا قسراً من منازلهم وبلداتهم تحت ضغط المجموعات الإرهابية، لم يعيشوا ظروفاً سهلة في المهجر، فقد كانوا متنقلين بين المخيمات وعانوا الكثير»، مؤكداً أن الوطن «هو الأمن والأمان مهما اشتدت المحن».
وبعد غياب عشر سنوات، قالت هاجر جنيدي من أبناء مدينة حمص: «فرحتي لا أعطيها لأحد بعودتي إلى وطني سورية بعد أن عم الأمان والاستقرار بفضل القيادة في سورية وجيشنا البطل»، مضيفة: «اليوم عادت إلينا الروح».
وعلى الجانب اللبناني، وخلال اشرافه والجهات المعنية اللبنانية، أكد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هيكتور حجار في كلمة له، أن «العملية تسير من دون أي عوائق»، داعياً النازحين إلى «التسجيل لدى الأمن العام للعودة الطوعية إلى قراهم ومنازلهم»، معلنا عن انطلاق «قافلة جديدة الأسبوع القادم»، وقال: «مستمرون بعملية عودة كل النازحين» وذلك وفق ما نقل موقع «النشرة» الالكتروني اللبناني، الذي تحدث عن انطلاق نحو 100 عائلة سورية باتجاه الأراضي السورية.
وأشار حجار إلى التنسيق مع الحكومة السورية بشأن عملية عودة النازحين، وقال: «نشجع اللاجئين السوريين ممن لم يستطيعوا التسجيل على العودة، ومدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم يتابع مع الجانب السوري عودة النازحين»، مؤكداً أن «ليس هناك ضغط على النازحين للعودة إلى سورية بل هي شخصية وطوعية ولبنان لم يجبر أحداً».
بدوره، جدد وزير المهجرين اللبناني عصام شرف الدين في تصريح التأكيد على أن العرقلات والضغوطات الدولية وعملية التخويف التي حصلت عبر الوكالات الإعلامية أخرت كثيراً انطلاق قوافل العائدين، وأشار إلى أنه كان من المفترض أن تنطلق قافلة اليوم (أمس الأربعاء) الشهر الماضي، لافتاً إلى أن القافلة الجديدة «ستنطلق في الـ31 الشهر الجاري وستكون أكبر»، منوهاً في الوقت ذاته بـ«شفافية» الجانب السوري وتعاونه، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سبوتنيك».
وشدد شرف الدين، على أن هدف الأطراف التي تعرقل عودة النازحين السوريين في لبنان هو استثمار سياسي، وقال «يريدون إجراء صفقة مع الدولة السورية بعد مدة، وأن يستفيدوا من النازح الذي هو ضحية بملف سياسي».
في السياق، أوضح رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، أن «إعادة تنشيط عودة النازحين إلى بلادهم يحقق الخطة التي أقرت في مجلس الوزراء» ويثبت من جديد أن الموضوع متوقف على قرار سياسي لبناني متحرر من الضغوط الدولية وهو ما لم يكن متوافراً في السابق، علماً أنّنا لقينا كلّ التنسيق والتعاون والتسهيلات المطلوبة من قبل الدولة السورية.
وأضاف: «المهم اليوم أن يكون هناك قرار سياسي جدي وليس صورياً حيث المطلوب تغليب المصلحة الوطنية بعيداً عن مصالح الخارج، وهنا لا بد من شكر اللواء عباس ابراهيم المؤتمن على هذا الملف».
وفي إطار خطة «عودة النازحين الطوعية والآمنة»، التي بدأتها السلطات اللبنانية عام 2017 على دفعات، وأعلنت مؤخراً استئناف تنفيذها، عاد وفق بيانات الأمن العام اللبناني، أكثر من 400 ألف نازح إلى سورية.
وتقوم الحكومة السورية، منذ سنوات، بجهود حثيثة لإعادة اللاجئين السوريين في دول الجوار والدول الغربية إلى وطنهم، حيث أكد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي عقد في تشرين الثاني 2020 بدمشق في بيانه الختامي، مواصلة الحكومة جهودها لتأمين عودة اللاجئين من الخارج وتأمين حياة كريمة لهم، واستعدادها ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل مواصلة جميع الجهود لتوفير عيش كريم لهم.
لكن دولاً إقليمية وغربية داعمة للإرهاب في سورية، تعرقل عودة هؤلاء اللاجئين بهدف الضغط على الحكومة السورية من خلال هذا الملف في المفاوضات السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن