شؤون محلية

لماذا لا تتحول المراكز الثقافية إلى «بيوت دراسة»؟ … مبادرة «بيت الدراسة» في دير عطية نموذج للعمل الأهلي

| محمود الصالح

كشف رئيس جمعية أصدقاء القلمون رياض التيجار عن مبادرة قامت بها الجمعية بالتعاون مع المجتمع الأهلي والمغتربين وأهل الخير في دير عطية، لمساعدة الطلاب وخاصة طلاب الشهادتين في توفير ظروف مناسبة للدراسة في هذه المنطقة الريفية.

وأضاف في تصريح لــ«الوطن» إن الجمعية التي أسست في العام الماضي وتهتم بالتعليم والمياه، وجدت بالتشاور مع الأهالي في دير عطية أن هناك الكثير من الطلاب لا تتوافر لديهم الظروف المناسبة للدراسة وخاصة نتيجة قلة الكهرباء ونقص التدفئة في فصل الشتاء، وكذلك تراجع التعليم بسبب ازدياد أعداد الطلاب في الشعبة الصفية الواحدة التي يمكن أن يصل العدد فيها إلى 45 طالباً، إضافة إلى ازدياد أعباء الحياة وارتفاع تكاليف الدروس الخاصة، فتم التوافق بين مجلس إدارة الجمعية والمجتمع الأهلي في دير عطية للاستفادة من قصر الثقافة الموجود في البلدة الذي لا يستفاد منه في الوقت الحالي، وتم وضع خطة لتحويل هذا القصر إلى «بيت للدراسة» من خلال توفير الكوادر التربوية المتخصصة في جميع المواد ومن خيرة المدرسين في دير عطية، ليقوموا بإعطاء الطلاب الراغبين ما يحتاجونه من دروس في المواد التي يجدون أنفسهم في حاجة إليها، إضافة إلى توفير الكهرباء بشكل دائم إلى هذا المكان، بعد أن تم أخذ موافقة وزارة الكهرباء على خط معفى من التقنين وقامت الجمعية بتسديد كلفته البالغة 160 مليون ليرة بمساعدة أهل الخير، والذي يمكن الاستفادة منه ليس فقط في الإنارة بل أيضاً في التدفئة في حال لم يتم الحصول على المازوت بحيث يتم تشغيل المكيفات الحرارية في «بيت الدراسة» خلال فترة وجود الطلاب.

وأوضح التيجار انه بدأت الجمعية بتطبيق هذه الفكرة خلال فصل الصيف، ونجحت بشكل كبير سواء من ناحية إقبال الطلاب على الدروس في المجموعات التي تم تنظيمها لهؤلاء الطلاب في جميع الاختصاصات، أم من جهة توفير مكان مناسب للدراسة للطلاب الذين لا تساعدهم ظروفهم الاقتصادية على ذلك.

ويستوعب «بيت الدراسة أكثر من 200 طالب من مختلف الأعمار والصفوف الدراسية، حتى طلاب الجامعات يستطيعون ارتياد هذا المكان للاستفادة من الأجواء المناسبة للدراسة، لكن إعطاء الدروس مقتصر على طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، حيث يتكفل أهل الخير من أبناء المنطقة والمغتربين بتعويضات المدرسين وجميع النفقات الأخرى، علماً أن هناك البعض من المدرسين يقدمون الدروس بشكل مجاني.

وبين رئيس الجمعية أنه يتم العمل الآن على توفير وسائل نقل للطلاب من بيوتهم إلى «بيت الدراسة» وبالعكس للتخفيف عن الطلاب في التنقل في فصل الشتاء.

عدد من أهالي دير عطية ممن تواصلت «الوطن» معهم حول هذه المبادرة أكدوا أنها تأتي متابعة للكثير من المبادرات الأهلية التي يقوم بها المجتمع المحلي في التخفيف من آثار الظروف الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، في إطار المسؤولية المجتمعية، لأن بناء هذا الوطن هو مسؤولية الجميع، وبالتالي كانت مبادرات أهل الخير وخاصة المغتربين لدعم كل مجتمع أهلي ينعكس على الجميع بالخير.

وأشار الأهالي إلى أن هناك العشرات من العائلات التي لا تستطيع توفير الدروس الخصوصية لأبنائها وكذلك لا تتوافر لهم الظروف المساعدة على الدراسة في منازلهم، ولذلك جاءت مبادرة «بيت الدراسة» حلاً لمعاناة هؤلاء الطلاب وذويهم، وستسهم في متابعة الطلاب تحصيلهم العلمي وتفوق البعض منهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن