نظامه يواصل عمليات التغيير الديموغرافي في شمال سورية … أردوغان: نسعى لتشكيل حزام سلام ورخاء في محيطنا!
| وكالات
زعم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تسعى لتشكيل «حزام سلام ورخاء في محيطها» عبر حل الأزمات في الدول المجاورة ومنها سورية انطلاقاً من إنهاء «مأساتها الإنسانية» التي تسبب فيها منذ نحو 11 عاماً عبر مواصلته تقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية حتى الآن.
وفي رسالة له بمناسبة الذكرى الـ 99 لتأسيس «الجمهورية التركية» نقلتها وكالة «الأناضول» للأنباء أمس، اعتبر أردوغان أن ما سماه «ثورات الديمقراطية والتنمية» التي حققتها حكومات حزبه «العدالة والتنمية» الحاكم خلال 20 عاماً الأخيرة، لم تكتف بإزالة العراقيل أمام الإرادة الشعبية فحسب، «بل أزالت الجدران السميكة التي تم تشييدها بين الجمهور والجمهورية أيضاً»!.
وأضاف: «جعلنا تركيا أنموذجا للديمقراطية، واقتصادها محط إعجاب، ودبلوماسيتها تُتابع باهتمام، وتُحافظ بشدة على أواصر أخوتها»!.
يشار إلى أن أردوغان حول شعار «صفر مشاكل مع جيرانه» الذي كان أطلقه سابقاً إلى «100 بالمئة مشكلات»، فضلاً عن زج سلطاته الكثير من الضباط والصحفيين والأكاديميين ورجال الأعمال الأتراك في سجونه نتيجة معارضتهم لسياسته، وذلك بتهم عديدة منها الاشتباه في صلاتهم برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح اللـه كولن الذي يحمله نظام أروغان المسؤولية عن محاولة الانقلاب التي وقعت في تموز 2016، فضلاً على أن اقتصاد بلاده يعاني منذ سنوات من التضخم وتراجع الاستثمارات وتراكم الديون نتيجة تدهور الليرة التركية أمام الدولار والمتواصل إلى الآن.
وادعى أردوغان، أن مساعي بلاده من أجل تأسيس «السلام والاستقرار والعدل» تحظى بالتقدير من مختلف الأطراف، في الوقت الذي تتنامى فيه أجواء عدم اليقين العالمي.
وتابع: «نسعى لتشكيل حزام سلام ورخاء في محيطنا انطلاقاً من إنهاء المأساة الإنسانية في سورية وصولاً إلى حل الأزمة الروسية- الأوكرانية، عبر سياستنا الخارجية المبادرة والإنسانية»!.
ومنذ عام 2011 يقدم رئيس النظام التركي دعماً لا محدود لتنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة تسببت بمأساة إنسانية لدى المواطنين السوريين الذين لجؤوا إلى دول غربية مجاورة ومنها تركيا الذين استغلهم أردوغان كورقة لابتزاز الغرب بهم، فضلاً عن احتلاله لمناطق في شمال وشمال شرق سورية عمد فيها إلى سرقة ونهب مقدراتها فضلاً عن قيامه بعمليات تغيير ديموغرافي فيها.
لكن الجيش العربي السوري تمكن في السنوات الأخيرة من تطهير أغلب المناطق السورية من رجس تلك التنظيمات والميليشيات، الأمر دفع مسؤولي النظام التركي لإطلاق تصريحات تدعو للتقارب من الدولة السورية الشرعية
وزعم أردوغان في رسالته، أن بلاده الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي، وأنها تهرع لمساعدة المحتاجين والمظلومين والمتضررين في أرجاء العالم من دون أي تمييز على أساس العرق أو المعتقد!.
جاءت تصريحات أردوغان المتناقضة تلك، بالتزامن مع مواصلة نظامه عمليات التغيير الديموغرافي في المناطق التي يحتلها في سورية، حيث أوضحت صحيفة «يني شفق» التركية، أن منظمة «آفاد» التركية، تعتزم بناء «وحدة سكنية» جديدة في ريف إدلب، خاصة بالسوريين التركمان!، وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أمس.
وقالت الصحيفة: إن «منظمة آفاد المحلية، وقعت عقداً مع شركة تركية مملوكة للنائب السابق في حزب العدالة والتنمية ورجل الأعمال التركي، صبري فاران وزوجته، لبناء حي سكني في ريف إدلب».
ويتضمن المشروع حسب الصحيفة، بناء «وحدة سكنية» مؤلف من 450 وحدة سكنية يحمل اسم «كوموش خانة»، تيمناً باسم الولاية التركية التي تحمل الاسم ذاته.
وأشارت إلى أن بناء الحي «يأتي ضمن مشاريع بناء وحدات سكنية في الشمال السوري»، مشيرة إلى أنه «سيتم تسمية شوارع الحي بأسماء تركية مثل «تورول وشيران وكلكيت»!.
ونقلت الصحيفة عن فاران قوله: «لقد قمنا بهذا العمل الميمون بمبلغ تبرع قدره 10 ملايين ليرة تركية، بناء على تعليمات من رئيسنا رجب طيب أردوغان، وبالتنسيق مع وزير الداخلية سليمان صويلو ومسؤولي إدارة الكوارث والطوارئ»!.
وأضاف: «وصلنا بها إلى المرحلة النهائية بالبروتوكول الموقع، وسيقيم أبناء التركمان في 450 منزلاً من المخطط لها أن تنتهي قبل حلول العام الجديد»!.
منذ سنوات ويواصل النظام التركي عملية التغيير الديموغرافي في المناطق التي يحتلها في سورية، من خلال استمراره بإقامة وحدات سكنية جديدة، لتوطين مرتزقته من الإرهابيين ولاسيما العائدون من القتال في ليبيا.