سورية

«النصرة» ما زال يفرض قبضته الأمنية على عفرين بعد أسبوعين من انسحابه عسكرياً

| حلب– خالد زنكلو - دمشق– الوطن– وكالات

على حين تواصلت سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي عبر ما يسمى «جهاز الأمن العام» التابع له، صعد مرتزقة النظام التركي من ممارساتهم الإرهابية بحق الأهالي ولاسيما سرقة مواسم الزيتون وفرض الأتاوات على المواطنين بحجج وذرائع واهية، في حين أعلنت شركة «وتد» للمحروقات التابعة لـ«النصرة» وقف أعمالها في إدلب الأمر الذي اعتبره مراقبون تنفيذا لأوامر النظام التركي في إطار مسار التقارب مع دمشق.

وذكرت مصادر محلية لـ«الوطن» أن «النصرة» ما زال يسيطر عبر قبضته الأمنية المتمثلة بـ»جهاز الأمن العام» وما يسمى «مديرية الحواجز» على مدينة عفرين ومحيطها، بعد أن شهدت المنطقة اقتتالاً بين «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الإرهابي وميليشيات «الفيلق الثالث» المدعوم من النظام التركي وأدى إلى سيطرة الأول على عفرين في الـ١٣ من الشهر الجاري ثم انسحابه منها «عسكرياً» فقط بعد يومين، وبأوامر من النظام التركي.

وأوضحت المصادر أنها رصدت، بعد أسبوعين من انسحاب الأرتال التابعة لـ«النصرة» من عفرين، وجود مسلحين متخفين بزي ميليشيات «حركة أحرار الشام»، التي حلت محلهم، في مناطق متعددة من مدينة عفرين، ولاسيما في مركز المدينة وساحة الجمرك، إضافة إلى الحواجز المؤدية إليها من الريف.

وأشارت إلى أن ريف عفرين لا يزال تحت سيطرة «جهاز الأمن العام» لـ«النصرة»، كما في بلدتي ترندة وقرزيحل إلى الجنوب الغربي من المدينة، وكذلك في بلدة عين دارة جنبا وفي وجبل ليلون، الذي يصل الخالدية بناحية جلبل.

بدورها أشارت وكالة «هاوار» الكردية نقلاً عن مصادر في ناحية جنديرس إلى ارتكاب مسلحي «النصرة» سلسلة جرائم وانتهاكات بحق أهالي عفرين المحتلة وخاصة سرقة محاصيل الزيتون بذريعة «الزكاة».

وقال المواطن (ج م) من أهالي الناحية: إن مسلحي «النصرة» تقاسموا معه محصوله من زيت الزيتون وأخذوا 5 تنكات من الزيت من أصل 10 تنكات بذريعة «الزكاة»، في حين قالت مصادر أخرى: إن مسلحي ما تسمى «شرطة الحسبة» فرضوا الحجاب على النساء في المنطقة.

وأشارت المصادر، إلى أن مسلحي «النصرة» قتلوا قاصراً يبلغ من العمر 17 عاماً في مركز ناحية جنديرس لأسباب مجهولة، بعد تعذيبه على مرأى الأهالي، إضافة إلى مداهمة منازل المواطنين في مركز مدينة عفرين واختطاف عدد منهم.

بالتزامن، واصل ما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي انتهاكاته بحق أهالي عفرين عبر فرض الأتاوات وسلب محاصيلهم من الزيتون، إذ فرض متزعم في ميليشيات «فرقة الحمزة» يوم أمس، أتاوة على مواطن من أهالي عبلا بناحية راجو بريف عفرين تقدر بـ10 بالمئة من قيمة محصول الزيتون تحت تهديد السلاح، وهدده بالقتل، في حين أقدم متزعم في ميليشيات «صقور الشمال» بالاستيلاء على محاصيل الزيتون لبعض أهالي قرية علي جارو التابعة لناحية بلبل.

على خطٍّ موازٍ، أقدم مسلحون من ميليشيات «أحرار الشرقية» على اختطاف مواطن من قرية عمارا التابعة لناحية راجو، واقتادوه إلى جهة مجهولة، ولا يزال مصيره مجهولاً، وذلك بعد يوم من إقدام مسلحين من الميليشيات على اختطاف مواطن من أهالي ناحية معبطلي والاعتداء عليه بالضرب المبرح، بحجة قيامه بجني محصول الزيتون لأحد أقربائه من دون إخبار الميليشيات، حيث جرى الاستيلاء على نحو 45 تنكة زيت زيتون، بقوة السلاح من المواطن، وذلك حسبما ذكرت مصادر إعلامية معارضة أمس.

في الغضون، أعلنت شركة «وتد» التي يتحكم عبرها تنظيم «النصرة» بسوق المحروقات في إدلب توقفها عن العمل اعتباراً من يوم أمس حتى «إشعار آخر» وأن سبب ذلك يعود لـ«عدم رغبة الشركة بتجديد الترخيص، في ظل الزيادة المبالغ بها لعدد الشركات»، لكن مراقبين اعتبروا أن وقف عمليات «الشركة»، جاء بأمر من نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إطار محاولاته التقارب مع دمشق والتي سبق أن بدأها قبل عدة أشهر ولكنها خبت موخراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن