أكد حصول لبنان على كل ما أراده باستثناء مساحة ضيقة بقيت عالقة … نصر الله: اتفاق ترسيم الحدود البحرية «إنجاز تاريخي» والدولة لم تقدم أي التزامات
| وكالات
وصف الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر الله أمس، الاتفاق الذي أنجز حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بأنه «إنجاز تاريخي وكبير جداً»، وأكد أن لبنان حصل على كل ما أراده باستثناء مساحة ضيقة بقيت عالقة وهي محتلة من قبل العدو، لافتاً إلى أن التهديد بالحرب من قبل المقاومة كان عاملاً حاسماً في موضوع الترسيم، مؤكداً أن لبنان لم يقدم أي التزامات أمنية أو غيرها.
وفي كلمة له حول اتفاق ترسيم الحدود، أوضح نصر اللـه حسب موقع «النشرة»، أن «المياه الإقليمية هي جزء من الدولة والدولة اللبنانية لها سيادة كاملة على هذه المياه وتستفيد من ثرواتها وخيراتها، وعلى ضوء تحديد الحدود البحرية يحدد لبنان بلوكات الغاز والنفط».
وشدد على أن «الخط 23 الذي صدر مرسوم بشأنه يمكن أن يعتبر الحدود، وهذا الخط يفرض على لبنان تحرير تلك المنطقة البحرية تحت عنوان مياه إقليمية ومنطقة اقتصادية وهي قضية وطنية»، مذكراً بأن «موقف المقاومة منذ العام 2000 قلنا إننا لا نتدخل في ترسيم الحدود البحرية وهي مسؤولية الدولة، وقلنا ونقول ما تعتبره الدولة للبنان نحن نلتزم به».
وذكر نصر الله، أن إسرائيل قامت برسم الخط 1 ابتداءً من الناقورة الذي يأخذ مساحة ضخمة يعتبرها لبنان حقاً له ومنطقة اقتصادية خالصة وكان العدو يعتبر أن هذه المنطقة ممنوع أن يقترب منها، لافتاً إلى أن «الرقم المتداول بين خط 23 وخط 1 بين ما تقوله الدولة اللبنانية وما يقوله العدو يصل إلى حدود 879 كيلومتراً مربعاً».
وأكد أنه كان هناك منع أميركي للشركات إذا ما حاولت التنقيب أو المسح وكان هناك حصار وضغط على الدولة اللبنانية للقبول بالخط 1 وقد حصل توافق على مستوى الدولة بين 2009 و2010 أن يتابع الملف رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وكشف أنه منذ بدء التفاوض مع الوسيط الأميركي فريدريك هوف إلى مرحلة ما قبل كاريش لم يطلب شيئاً محدداً من المقاومة، وخلال مراحل التفاوض أعلن بري بوضوح بأنه لن نتخلى ولا حتى عن كوب ماء وهذا الذي حدث فعلاً.
وشدد نصر اللـه على أن هوف طرح خطاً اعتبره تسوية ما بين الخط 1 والخط 23 وأعطى 45 بالمئة للعدو من هذه المساحة وأعطى 55 بالمئة للبنان منها وهذا كان مجحف جداً للبنان.
وأشار إلى أن الموقف الرسمي اللبناني بقي رافضاً لخط هوف، وبري كان حاسماً في هذا الملف، وتحولت إدارة الملف من بري إلى الرئيس العماد ميشال عون والجيش اللبناني وانتقل الملف من رجل صلب في المفاوضات إلى رجل صلب مشهود له ولا أحد يستطيع أن يضغط عليه.
وذكر أنه بعد تبدّل الإدارة الأميركية تم تكليف أموس هوكشتاين وقدم طرحاً جديداً ولكن لا يستجيب للمطالب اللبنانية، وأضاف: «عندما علم اللبنانيون دولة ومقاومة أن السفينة اليونانية قدمت ما بين 3 إلى 5 من شهر حزيران الماضي واستناداً إلى الموقف الرسمي للمسؤولين اتخذت المقاومة موقفاً مفاجئاً للعدو بأنها لن تسمح باستخراج العدو الغاز من حقل كاريش ما لم يستجب للمطالب الرسمية.
وأوضح نصر اللـه أن الموقف اللبناني الرسمي الموحد والقوي وتحرك المقاومة الجدي والصارم وضع العدو وحكومته في مأزق ووضع صعب، وفي حال رفض العدو وأصر على ما كان يخطط له، كان هذا يعني مواجهة بين المقاومة وإسرائيل، وقد تتطور إلى حرب بين كل لبنان وإسرائيل وربما حرب إقليمية.
ولفت إلى أن الإسرائيلي والأميركي كانا مجبرين على القبول بالمفاوضات، وهوكشتاين قال: إن الخشية من الحرب كانت خلف التوصل إلى تفاهمات والحرب كانت تهديداً ولو وقعت كانت تعطلت كل حقول النفط والغاز والممرات الدولية في البحر المتوسط.
وشدد على أن «المفاوضات الرسمية لم تكن سهلة منذ قدوم هوكشتاين وكان هناك ضغوط كبيرة وكان الأميركي يريد أن يجري تبادلاً في الحقول ويريد أخذ اللبنانيين إلى موضوع التطبيع مع الإسرائيليين، كما أن الإسرائيلي كان يريد أن يأكل مناطق بحرية لبنانية حساسة وتؤثر على الأراضي البرية وكادت أن تصل المفاوضات إلى طريق مسدود»، كاشفاً أنه «في بعض الليالي كادت الأمور أن تصل إلى الحرب ولكن لم يتم الإعلان عن ذلك لعدم إخافة الناس».
وأضاف: «عندما وجدوا أن الموقف اللبناني الرسمي والمقاومة حاضرة والمعطيات الميدانية عن تجهز المقاومة لحرب شاملة اضطروا للقبول بالمفاوضات».
ولفت نصر اللـه إلى أن لبنان رفض الخط 1 وخط هوف والضغوط وتحمل كل الحصار والمخاطر وضغط الوقت والزمن لأنه كان محتاجاً وأصر على خط 23 وحصل عليه، كما حصل على كل حقل قانا داخل جنوب 23 وعلى كامل حقل قانا ولا التزام تجاه العدو وهناك التزام من الأخير بعدم التدخل به، كما تم رفع المنع عن الشركات للعمل في البلوكات اللبنانية.
وشدد على أنه من المهم التذكير بأن لبنان لم يقدم أي التزامات أمنية أو غيرها، لافتاً إلى أن «العدو الإسرائيلي يعترف بتوازن الردع، مشيراً إلى أن «مربعاً صغيراً بقي عالقاً مساحته 2.5 كيلومتر مربع ونحن نقول: إن هذه مساحة من مياهنا الإقليمية اللبنانية وهي محتلة من العدو الإسرائيلي ومن واجب لبنان العمل في أي وقت من أجل تحريرها».