عربي ودولي

المسيّرات المستخدمة في الهجوم على ميناء سيفاستوبول تحركت على طول المنطقة الأمنية لممر «صفقة الحبوب» وتحمل وحدات ملاحة كندية … موسكو: مستعدون لمفاوضات بشأن أوكرانيا شريطة أن نتلقى مقترحات واقعية

| وكالات

أبدت روسيا، أمس الأحد، استعدادها للتفاوض مع دول الغرب بشأن الحد من التوترات على خلفية الأزمة الأوكرانية، شريطة أن تتلقى مقترحات واقعية تراعي مصالحها وأمنها، معلنة أن الطائرات المسيّرة التي هاجمت السفن الروسية في سيفاستوبول غادرت أوديسا وتحركت على طول المنطقة الأمنية لممر صفقة الحبوب، كاشفة عن وجود وحدات ملاحة كندية الصنع مثبتة على تلك المسيرات البحرية، على حين أكدت فنلندا، من جانب آخر، أن الأسلحة المورّدة إلى أوكرانيا تقع في أيدي المجرمين، كما اتهم سياسي فرنسي دول حلف شمال الأطلسي بتخريب خطوط أنابيب الغاز بين روسيا وألمانيا.
وفي التفاصيل، نقلت وكالة «تاس» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الأحد، أن القيادة الروسية وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين لا تزال كالسابق مستعدة لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا.
وقال لافروف: «لم يتغير استعداد روسيا، بما في ذلك رئيسها، لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا، وسنكون دائماً مستعدين للاستماع إلى مقترحات شركائنا الغربيين التي تهدف إلى نزع التوتر، لذلك إذا تم توجيه مقترحات واقعية لنا، تقوم على مبادئ المساواة واحترام مصالح بعضنا بعضاً، بهدف إيجاد حلول وسط وتحقيق التوازن بين مصالح جميع البلدان، بالطبع، نحن سنكون مع ذلك، كما كنا دائماً في الماضي».
وفي السياق أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن رغبة واشنطن للإصغاء لمخاوف روسيا، بما فيها تلك المتعلقة بالأمن، قد تصبح أساساً للحوار بين رئيسي البلدين فلاديمير بوتين وجو بايدن.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بيسكوف قوله في رده على سؤال صحفي في بث برنامج «موسكو. الكرملين. بوتين» حول القاعدة التي يمكن على أساسها إجراء حوار بين بوتين وبايدن: «القاعدة هي رغبة الولايات المتحدة في الاستماع إلى مخاوفنا، أي الرغبة الأميركية الحقيقية في العودة إلى الوضع الذي كان في كانون الأول وكانون الثاني الماضيين، والتساؤل: من الممكن أن ما يقدمه الروس لا يرضينا، ولكن ربما يكون الأمر يستحق الجلوس خلف طاولة المفاوضات».
من جهة ثانية قالت وزارة الدفاع الروسية إن المختصين عثروا على شظايا المسيرات البحرية التي هاجمت سفناً تابعة لأسطول البحر الأسود وسفناً مدنية بالقرب من مدينة سيفاستوبول.
ونقلت «نوفوستي» عن الوزارة قولها في بيان أمس: «بعد صد الهجوم الإرهابي في 29 تشرين الأول على السفن المسؤولة عن ضمان أمن ممر الحبوب في البحر الأسود، تم العثور على حطام المسيرات البحرية التي استخدمها نظام كييف تحت قيادة بريطانيين».
وتابعت الوزارة: «لدى الفحص من متخصصين من وزارة الدفاع الروسية، مع ممثلين عن الإدارات الحكومية الأخرى، تبين وجود وحدات ملاحة كندية الصنع مثبتة على تلك المسيرات البحرية. وبناء على نتائج استعادة المعلومات المقروءة من ذاكرة مستقبل الملاحة، تبين أن إطلاق المسيرات البحرية تم من الساحل بالقرب من مدينة أوديسا، وبعد ذلك، تحركت المسيرات البحرية على طول المنطقة الأمنية لـ«ممر الحبوب»، وبعدها غيرت المسار في اتجاه قاعدة السفن الروسية في سيفاستوبول، في الوقت نفسه، تشير إحداثيات حركة إحدى المسيرات البحرية إلى نقطة الانطلاق في المنطقة البحرية للمنطقة الأمنية لـ«ممر الحبوب» في البحر الأسود.
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها المسلحة أحبطت عدة هجمات للقوات الأوكرانية على عدد من المحاور، وتم القضاء على المئات من المسلحين والجنود الأوكرانيين.
وقالت في بيانها اليومي: «في اتجاه كوبيانسك، تم إحباط سبع محاولات هجومية لكتيبتين تكتيكيتين للقوات الأوكرانية، معززة بمرتزقة أجانب، وتمت تصفية ما يصل إلى 250 من العسكريين والمسلحين الأوكرانيين وعتادهم وأسلحتهم، وفي اتجاه كراسني ليمان، تم إحباط محاولات هجومية، وتمت تصفية أكثر من 50 جندياً أوكرانياً».
وأشارت إلى أن وحدات من القوات الروسية، أحبطت عمليات هجومية للقوات الأوكرانية في اتجاه جنوب دونيتسك، وتم القضاء على أكثر من 100 جندي أوكراني، موضحة أن القوات الأوكرانية شنت ثلاث هجمات فاشلة من مجموعات تكتيكية سرية في اتجاه مناطق خيرسون، وتم القضاء على أكثر من 180 جندياً أوكرانياً والعديد من الأسلحة والمعدات والآليات العسكرية، واستهداف 68 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق النار.
وقال البيان: «في منطقة شيفتشينكوفكا، منطقة خيرسون، تم تدمير بطارية مدفعية من مدافع هاوتزر الأميركية M777، وقاذفتين من نظام الإطلاق الصاروخي الأميركي HIMARS، وقاذفة لنظام الإطلاق الألماني للصواريخ المتعددة MARS-2 ومخزن للصواريخ وأسلحة المدفعية، وتم تدمير رادار أميركي مضاد للبطارية AN / TPQ-37».
وأكدت إسقاط مروحية عسكرية من طراز Mi-8 تابعة للقوات الجوية الأوكرانية بالقرب من قرية دودشاني بمنطقة خيرسون.
من جهة أخرى أعلنت مؤسسة «YLE» للإذاعة والتلفزيون أنه توجد لدى الشرطة الجنائية المركزية في فنلندا بيانات تدل على أن الأسلحة الموردة إلى كييف وقعت في أيدي المجرمين داخل أراضي البلاد.
ونقلت المؤسسة عن تصريح مفتش الشرطة، كريستر ألغرين، قوله: «توجد لدينا مؤشرات على أن هذه الأسلحة موجودة بالفعل في فنلندا، كما تم العثور على الأسلحة الموردة لأوكرانيا في السويد والدنمارك وهولندا».
وأضاف: «يوجد لدينا العديد من المعلومات الاستخباراتية التي تدل على أن المنظمات الإجرامية تهتم كثيراً بالأسلحة الموردة إلى أوكرانيا».
وتابعت المؤسسة أن هذه المعلومات تخص بشكل خاص البنادق الهجومية، مشيرة إلى أن المعلومات الدقيقة حول الأسلحة الموجودة في الأراضي الفنلندية لا يمكن الوصول إليها بسبب السرية والتحقيقات المستمرة.
بدوره اتهم السياسي الفرنسي فلوريان فيليبو، دول حلف شمال الأطلسي بتخريب خطوط أنابيب الغاز بين روسيا وألمانيا.
ونقلت «نوفوستي» عن فيليبو قوله على صفحته في «تويتر»، إن «السويد لديها نتائج تحقيق في تخريب خطوط أنابيب غاز «السيل الشمالي»، لكنها ترفض الإعلان عنها. لذلك، نحن نعلم أن هذه ليست روسيا، ونعلم أيضاً أن قوة أو قوى «الناتو» نظمت ذلك! ستصبح الحقيقة واضحة قريباً»!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن