سورية

في إطار فرض رؤيته عسكرياً وأمنياً لإدارة المنطقة التي يحتلها … نظام أردوغان يمهل «النصرة» لتسوية أوضاعه في عفرين لإشراكه بـ«الحل المرتقب»!

| حلب - خالد زنكلو

كشفت مصادر مراقبة لسياسة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في المناطق التي يحتلها شمال سورية، أن الأخير أعطى مهلة غير محددة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بغية تسوية أوضاعه في منطقة عفرين بعد أن أبقى التنظيم على وجوده الأمني فيها إثر سيطرته عليها عسكرياً في 13 الشهر الماضي.

وبينت المصادر لـ«الوطن»، أن عزم أردوغان تشكيل «جيش واحد» و«قيادة موحدة» من مرتزقته الإرهابيين بهدف إدارة شؤون المنطقتين اللتين يسميهما «غصن الزيتون» في عفرين شمال حلب و«درع الفرات» شمال وشمال شرق المحافظة، يصطدم راهناً بهيمنة «النصرة» من الناحية الأمنية على المنطقة الأولى ورغبته بإبقاء نفوذه ومده إلى المنطقة الثانية بشكل مستتر، على الرغم من تصريحاته التي تتناقض مع مساعيه.

وكشفت المصادر أن ضباطاً من الاستخبارات ووزارة الدفاع التركية عقدوا الجمعة والسبت الماضيين اجتماعين أحدهما في مدينة غازي عنتاب والآخر في القاعدة العسكرية التركية قرب بلدة أطمة عند الحدود السورية -التركية شمال محافظة إدلب، ضما معظم متزعمي ميليشيات المرتزقة التي يمولها ويدعمها النظام التركي في الشمال السوري، والمؤلفة من 41 ميليشياً، بهدف استمزاج آرائهم حول الطريقة المثلى لإدارة المنطقة مركزياً و«بقيادة عسكرية موحدة» تخضع لها جميع الميليشيات واستثناء مراكز المدن والبلدات من الحضور العسكري.

وأشارت إلى أنه لم يجر في الاجتماعين، اللذين خفض فيهما تمثيل ميليشيا «الجبهة الشامية» وميليشيا «جيش الإسلام» اللتين تشكلان مركز ثقل «الفيلق الثالث»، تبليغ متزعمي الميليشيات بأي قرار أو أي إجراء أو رؤية تركية لوضع حل مستدام لوضع ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، اللذين يعانيان الأمرين من جراء الوضع الأمني المتدهور والاقتصادي المزري بفعل تناحر الميليشيات لكسب النفوذ والثروة بطريقة غير مشروعة.

المصادر أعربت عن قناعتها بأن الرؤية التركية المرتقبة في المناطق المحتلة شمال سورية، لن تستثني «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» من صلب خياراتها لفرض الحل المرتقب، إذ رأت أن نظام أردوغان يعتقد أن وجود «النصرة» أمنياً، كما هو واقع الحال اليوم في عفرين، ضروري لردع أي تعديات أو تجاوزات من متزعمي ومسلحي باقي الميليشيات المتناحرة والعاجزة عن إدارة المنطقة بعد منحها الفرصة تلو الأخرى، سواء عبر الاندماج فيما بينها أو توسيع رقعة نفوذ بعضها على حساب بعضها الآخر.

ورجحت أن يوكل نظام أردوغان مهمة إدارة الاقتصاد والمعابر، التي تفصل المناطق التي يحتلها شمالاً عن مناطق هيمنة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، وتلك التي يتوقع أن يعاد افتتاحها مع مناطق الحكومة السورية مستقبلاً، إلى شركات خاصة تابعة سراً لـ«النصرة» الذي اكتسب خبرة في هذين المجالين إلى جانب الأمن، من خلال سيطرته على مساحة واسعة من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية.

ولم تحدد المصادر المهلة التي أعطاها النظام التركي لـ«النصرة» لتسوية وضعه الأمني في مدينة عفرين وأريافها ولا كيفية تسوية هذا الوضع، إلا أنها توقعت أن تنتهي المهلة منتصف الشهر القادم، وقد تمتد إلى نهايته.

ولفتت إلى أن «النصرة» أو الميليشيات المتحالفة معه، وخاصة «حركة أحرار الشام» ربما تدخل وبرعاية ودعم من نظام أردوغان، في مفاوضات سرية مع الميليشيات الوازنة شمالاً لترتيب بقاء «النصرة» في عفرين وتمدده شمالاً وشرق البلاد عبر إشراكه في «الحل المرتقب»، ضمن إطار الرؤية والرغبة التركية، مع احتمال حل بعض تلك الميليشيات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن