ثقافة وفن

فن المونولوج الغنائي.. يلقى النور مجدداً … محمد خير الجراح: أحقق حلماً قديماً وهو إعادة الحياة لفن خاص كاد أن يندثر

| سارة سلامة

أطلق الفنان السوري محمد خير الجراح ألبوماً غنائياً يحتوي على نوع خاص من الفن يكاد اليوم ينقرض ويدعى «فن المونولوج الغنائي»، والذي برع فيه الكثيرون في القرن العشرين الماضي مثل سيد درويش إلى سلامة الأغواني وفيلمون وهبي وإسماعيل ياسين، ورفيق سبيعي وعبد الوهاب جراح.

ويعتبر فن المونولوج نظماً من عدة أبيات تطول أو تقصر سمتها الأساسية عدم تقسيم النص إلى مذهب ومقاطع حتى وإن اختلفت قوافيه، وتسترسل أبياته في نسيج واحد للنهاية، وبالتالي عدم العودة إلى المدخل لا نظماً ولا غناء، وتباينت أغراض شعر المونولوج بين الحب والوصف وغلب الطابع الرومانسي في تلحين المونولوج.

وتم إطلاق الحفل بالاستعانة بفرقة مسرح سورية الاستعراضية في مدينة دولة الإمارات بحضور كل من السفير السوري بالإمارات الدكتور غسان عباس، والقنصل السوري د. زياد زهر الدين، وحضور فني: سوزان نجم الدين، محمد حداقي، لورا أبو أسعد، رائد مشرف، نورا العايق، مؤيد الخراط، فرح يوسف، سيف شيخ نجيب وعدد من الإعلاميين وأصحاب الاختصاص.

وبأجواء حماسية تم إطلاق أغاني الألبوم الجديد وهي: «وعد الرجّال، الجو العام، ليبقلو، عرّم»، إضافة إلى أغان قديمة وهي: «محسوبك أصله حلبي، إماراتي، غربلنا، الأكلات الحلبية».

تطوير فن المونولوج

وفي تصريح له بين الجراح أن: «الموضوع بدأ بمزحة وبعدها أصبحت مغامرة ومن ثم تحول إلى مسؤولية كبيرة تجاه هذا النوع من الغناء، وبدأت أفكر في طرح العديد من الأغنيات وتحويلها إلى استعراضات مسرحية، ووضعها على خشبة المسرح، والعمل على تطوير فن المونولوج بالصوت والصورة، وخاصة أنني من عشاق المسرح».

وأضاف الجراح إنني: «للأسف لم أستطع تحقيق هذه الفكرة في سورية، لكن وخلال زيارتي إلى الإمارات، تعرفت على أصحاب شركة (إليجانس لتنظيم الفعاليات) وعلى رأسهم الأستاذ رامز كردي والأستاذة كاتيا قلعجي، وتم طرح المشروع عليهم فلقي كل الاهتمام، وبادروا مسرعين إلى تقديم الدعم رغبة منهم في إشهار شركتهم الحديثة نسبياً».

عن الأغنيات

وتتناول أغنية «وعد الرجَّال» من خلال غناء مؤديها بطريقة طريفة خيبة أمله ممن يخلف وعده ولا يوفي استحقاقاته التي وعد بها، وهي من كلمات وألحان: فتحي الجرّاح توزيع وتسجيل وميكس: وضاح كوريني.

ماسترينغ: سليمان فهد.

بينما تتناول أغنية «عرّم» حلب والحلبيين واعتزازهم بمدينتهم من خلال استعراض جوانب الحياة المختلفة من فن وأدب وعمران وصناعة وتجارة، والدعوة إلى التآخي بين كل مكونات المجتمع الحلبي المتعدد الثقافات، وهي كلمات: أنطوان مبيّض ألحان: خالد ترمانيني، توزيع: براق تنّاري ميكس وماسترينغ: هشام بندقجي.

وأغنية «الجَو العام» يظن صاحبها أن هناك شيئاً ما في الجو يؤثر على سلوك الأشخاص وأخلاقهم، ويتناول هذا الموضوع بطريقة طريفة وساخرة.

من كلمات وألحان: خالد فؤاد حيدر توزيع وتسجيل: بديع عيسى.

ميكس وماسترينغ: سليمان فهد.

«ليبقلو» وهي أغنية مرحة من خلال الكلمات واللحن والأداء الطريف غزل على الطريقة الحلبية، من كلمات: صفوح شغّالة ألحان: نهاد نجّار.

توزيع وماسترينغ: شيرو منّان.

عن المونولوج الغنائي

في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين وبعد انحسار موجة المونولوج الغنائي ظهر نوع من الغناء الساخر اتسمت ألحانه بالسرعة والخفة سمي اصطلاحاً المونولوج الفكاهي، لكن هذه التسمية اقترنت بنجوم المسرح والسينما من الممثلين غير المطربين مثل سيد سليمان وإسماعيل يس وأحمد المسيري ابن الإسكندرية ومحمد كامل ومحمد الجنيدي ومحمود شكوكو وعمر الجيزاوي وأحمد غانم ومنير مراد وسيد الملاح وحمادة سلطان وأحمد الحبروت وغيرهم.

واختزلت تلك التسمية مع الوقت إلى كلمة مونولوج فقط من دون وصفها وظلت تستعمل كاصطلاح فني وشعبي للإشارة إلى الغناء الفكاهي، بينما توارت أشكال الغناء الأقدم بما فيها المونولوج الغنائي والدور والطقطوقة لتحل محلها الأغنية بشكلها الحديث والمونولوج الفكاهي لا ينتمي نظماً إلى المونولوج الشعري حيث إنه يضم مذهباً وعدة مقاطع يعاد المذهب فيما بينها وبذلك فهو أقرب للطقطوقة من ناحية النظم والبناء اللحني لكن أغراضه لم تخرج عن النقد الاجتماعي الساخر، وفي الخمسينيات شاع المونولوج الفكاهي وأصبح فقرة أساسية تقدم في الحفلات العامة والخاصة وفي أفلام السينما وعلى المسرح بفضل مجموعة من النجوم تخصصت في هذا النوع من الغناء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن