مباراة برشلونة مع ضيفه بايرن ميونيخ في المجموعة الثالثة واحدة من أهم المباريات في الجولة الفائتة، ولأهمية هذه المباراة الفاصلة كان لا بد من حكم بحجم الإنكليزي أنطوني تايلور الذي يتمتع بشخصية قوية وإدارة حازمة مع جاهزة بدنية عالية في اللعب وخصوصاً المرتدات، إضافة لخبرة واسعة في التعامل مع أحداث المباراة وضغوطها، ولكفاءة الحكم في التقييم الصحيح والثابت للمخالفات، وكان هذا واضحاً على أداء الحكم وخاصة في الشوط الأول، حيث احتسب (15) مخالفة من أصل (27) مخالفة كلها صحيحة، وظهر الحكم قريباً في معظم القرارات المتخذة فكان مقنعاً، كما تعامل بدقة وحزم مع المخالفات التي اتسمت بالتهور، فأشهر ثلاثة إنذارات متلاحقة للفريق الألماني، وأتبعها برابع لبرشلونة لوقف هجوم واعد، وجميع هذه الإنذارات جاءت في الشوط الأول، حيث منحت الحكم قدرة أكبر لبسط سيطرته على مجريات اللقاء كاملة ووضعت الجميع عند مسؤولياتهم، فغابت الإنذارات في الشوط الثاني… وكان للحكام المساعدين دور مهم ودقيق في احتساب سبع حالات تسلل صحيحة خمس منها على الفريق الألماني، مع السماح باستمرار ثلاث هجمات دقيقة أسفرت عن ثلاثة أهداف صحيحة في المباراة، فيما تدخلت تقنية الفار مرة واحدة للمساعدة في إلغاء هدف للبايرن لصعوبة تحديد الفارق الطفيف بين المهاجم والمدافع، إلا أن الحالة الأبرز في المباراة كانت عند الدقيقة (44) إثر تمريرة جعلت مهاجم برشلونة (ليفاندوفسكي) يمتلك فرصة محققة للتسجيل تعرقل على إثرها، فاحتسب الحكم ركلة جزاء مقترنة بالإنذار، لكن سرعان ما تراجع عن قراره بعد تدخل تقنية الفار ومشاهدة التفاصيل التي أوضحت أن المهاجم تحرك باتجاه مسار المدافع ما أدى لحدوث العرقلة فتم إلغاء ركلة الجزاء، والتراجع عن الإنذار، واستئناف اللعب بإسقاط الكرة، في حزمة صحيحة من القرارات المتخذة، حيث أظهر الحكم ثقة وقناعة ومرونة بالتعامل مع القرارين المختلفين معبراً عن قوة شخصية وسرعة تكيفه مع الأحداث وتغيراتها، لقد كان الأداء مميزاً من كل من الحكم ومساعديه بسبب إسهامهم بنجاح التحكيم وعدالة القرارات، ورضا الجميع…!