الاحتلال ومستوطنوه نفذوا 1197 اعتداء خلال الشهر الماضي في الضفة … رام الله: المطلوب إجراءات دولية قادرة على وقف التصعيد وإحياء عملية السلام
| وكالات
طالبت الخارجية الفلسطينية أمس الثلاثاء المجتمع الدولي والدول الفاعلة والمؤثرة فيه بوقف سياسة الكيل بمكيالين والخروج عن النمطية التقليدية في التعامل مع انتهاكات وجرائم الاحتلال، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لوقف هذا التصعيد والانخراط في عملية سياسية تفاوضية حقيقية مع الجانب الفلسطيني تفضي لإنهاء الاحتلال.
وحسب وكالة «وفا» أكدت الخارجية في بيان لها أمس، أن استمرار انتهاكات وجرائم دولة الاحتلال دليل قاطع على غياب شريك السلام الإسرائيلي وإصرار إسرائيلي رسمي على تكريس الاحتلال وتعميق فصول نظام الفصل العنصري «الابرتهايد» في فلسطين المحتلة.
وأضافت: إنه رغم المطالبات والدعوات الدولية لدولة الاحتلال بوقف التصعيد الحاصل في انتهاكاتها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل ارتكاب المزيد منها، سواء عبر ممارسات جيش الاحتلال وقوانينه وأوامره العسكرية التعسفية وإجراءاته وعقوباته الجماعية، أو من خلال التصعيد الحاصل في اعتداءات المستوطنين وعناصرهم الإرهابية المسلحة، أو ما يتصل بالاستيلاء وتجريف وسرقة المزيد من الأرض وتخصيصها لصالح الاستيطان كما حصل في قريوت جنوب نابلس، وشرق يطا.
وأضافت الخارجية الفلسطينية: إن أشكال انتهاكات وجرائم الاحتلال وميليشيات المستوطنين تتعدد وتتصاعد بشكل ملحوظ لتشمل جميع مناحي حياة المواطنين الفلسطينيين، وتسيطر يومياً على المشهد في ساحة الصراع، وإجبار المزيد من المواطنين على هدم منازلهم بأيديهم كما يحصل في مدينة القدس ومحيطها، واقتلاع وتحطيم المزيد من أشجار الزيتون كما حصل في ترقوميا غرب الخليل، واعتداءات وعربدات ميليشيا المستوطنين على الطرق الرئيسة والأراضي في عموم المناطق المصنفة «ج»، وهجماتهم المتكررة على المركبات، كما حصل مؤخراً في الطيبة وبورين، إضافة لعمليات تهويد القدس ومحاولة فرض السيادة الإسرائيلية على مقدساتنا.
وحملت كيان الاحتلال وحكومته وأذرعه المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج تصعيده الراهن للأوضاع في ساحة الصراع، وتعتبره سياسة إسرائيلية رسمية تهدف لاستكمال الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وتقويض أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض.
في غضون ذلك كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه نفذوا 1197 اعتداء خلال الشهر الماضي بين اقتحام وتجريف أراض واقتلاع أشجار واستيلاء على الممتلكات أو هدمها في الضفة الغربية.
وذكرت وكالة «وفا» أن الهيئة أوضحت في تقريرها الشهري أن الاعتداءات تركزت في مدينة الخليل بـ224 عملية اعتداء تليها نابلس بـ220 ثم رام الله بـ201 اعتداء والبقية في مناطق متفرقة من الضفة.
وقال رئيس الهيئة مؤيد شعبان: إن سلطات الاحتلال أصدرت 12 إخطاراً تراوحت بين إخطارات بالهدم أو وقف البناء أو إخلاء منشآت فلسطينية، أغلبها في مدينتي قلقيلية وطوباس، وهدمت 43 منزلاً ومنشأة تجارية وزراعية في الخليل والقدس ورام الله.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال استولت على 616 دونماً من أراضي الفلسطينيين في قرى الساوية واللبن وقريوت في نابلس، وأعلنت 11 مخططاً استيطانياً جديداً في مناطق متفرقة بالضفة.
ولفت إلى أن عدد الاعتداءات التي نفذها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال وصلت إلى 254، معظمها في نابلس، مبيناً أنهم قطعوا 1548 شجرة زيتون في الخليل ونابلس وطوباس.
في غضون ذلك قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين: إن 3 فتية تعرضوا لاعتداءات وحشية وضرب وإهانة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي لحظة اعتقالهم وخلال استجوابهم داخل أقبية التحقيق.
وبينت الهيئة في تقريرها أمس أن من بين تلك الإفادات التي نقلها تقرير الهيئة عن لسان هؤلاء القاصرين، شهادة الشبل أحمد خشان (16 عاماً)، الذي جرى اعتقاله بعد مداهمة جيش الاحتلال منزله في قرية بير الباشا جنوب جنين، وتفجير باب منزله، وانهال حينها جنود الاحتلال عليه بالضرب العنيف دون رحمة، ثم أطلقوا كلباً بوليسياً نحوه قام بعضّه من رجله مسبباً له جرحاً عميقاً، واقتادوه فيما بعد للجيب العسكري وهناك استمروا بالاعتداء عليه وتعمدوا ضرب رأسه بالجيب عدة مرات وشد شعره، ومن ثم نُقل إلى مستوطنة «دوتان» وهناك قام الجنود بمضايقته وركله طوال احتجازه كما أقدموا على رشه بالماء البارد.
كما تعرض الفتى كرم عبيد (17 عاماً) من القدس المحتلة للضرب على يد محققي الاحتلال ورجال الشرطة خلال استجوابه بمركز توقيف «المسكوبية»، وتعمد المحققون ضربه بعنف وشد شعره لإجباره على الاعتراف بالتهم الموجهة ضده، حُقق معه لساعات طويلة، ثم نُقل إلى سجن «أوفيك» هذا السجن المخصص لاحتجاز الأسرى الجنائيين الإسرائيليين وليس الأسرى الفلسطينيين، ومكث فيه عدة أيام وبعدها نُقل إلى سجن «الدامون».
كما اشتكى الطفل معاد عويوي (14 عاماً) من بلدة العيسوية من سوء معاملة السجانين بمركز توقيف «المسكوبية»، موضحاً بأنه خلال احتجازه فيه قام عدد من السجانين في إحدى الليالي باقتحام الغرفة التي يقبع بها وقاموا بجر جميع الفتية والقاصرين وسحبهم من فراشهم واقتادوهم لإحدى الغرف وانهالوا عليهم بالضرب المبرح والركل واللكمات، علماً أنه أصغر الأسرى القاصرين المحتجزين داخل سجون الاحتلال ويقبع حالياً بمعتقل «الدامون».