عربي ودولي

بريطانيا أدارت ونسقت الهجوم على خطي أنابيب «السيل الشمالي» وعلى خليج سيفاستوبول … بوتين: العودة إلى صفقة الحبوب ممكنة بعد التحقيق في هجوم سيفاستوبول وضمانات أمنية من كييف

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء، أن عودة روسيا إلى صفقة الحبوب ممكنة بعد التحقيق في الهجوم على سيفاستوبول، وضمانات أمنية من كييف بعدم استخدام ممر الحبوب لأغراض عسكرية، فيما أكدت موسكو أن بريطانيا أدارت ونسقت الهجوم على خطي أنابيب «نورد ستريم»، وعلى خليج سيفاستوبول، مشيرة إلى أنه تم الانتهاء من التعبئة الجزئية، ولن تكون هناك مرحلة تالية من الاستدعاء للتعبئة في البلاد، ولا حاجة لمرسوم رئاسي خاص بذلك، وأنه تم إرسال 87 ألف عسكري فقط إلى جبهات القتال من أصل 300 ألف ممن تمت تعبئتهم.
وفي التفاصيل، نقلت قناة «روسيا اليوم» عن الخدمة الصحفية للكرملين، قولها إن بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، تبادلا خلال اتصال هاتفي، أمس وجهات النظر حول القضايا المتعلقة بالوضع الحالي لاتفاق الحبوب.
وقال بوتين: إن عودة روسيا إلى صفقة الحبوب ممكنة بعد التحقيق في الهجوم على سيفاستوبول، وضمانات أمنية من كييف بعدم استخدام ممر الحبوب لأغراض عسكرية.
وتطرق بوتين لأسباب قرار تعليق مشاركة موسكو في صفقة الحبوب، موضحاً: استخدمت كييف بدعم من الغرب، ممر الحبوب لمهاجمة سيفاستوبول والسفن التي تحرس الممر.
وأشار بوتين إلى عدم الوفاء بالجزء الثاني من صفقة الحبوب، بفتح تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، وأكد استعداد موسكو لتزويد إفريقيا بكميات كبيرة من الحبوب والأسمدة مجاناً، مشدداً على أن مهمة توفير الغذاء كأولوية للدول الأشد احتياجاً لم تكتمل بعد.
وفي السياق نقلت وكالة «سبوتنيك» عن مكتب رئاسة النظام التركي، أن أردوغان بحث خلال المحادثة مع بوتين، القضايا الإقليمية، وخاصة آخر التطورات في الأزمة الروسية الأوكرانية.
وحسب البيان، أكد أردوغان أن أنقرة ستستمر في اتخاذ المبادرات اللازمة لجميع الأطراف، لحل المشكلات المتعلقة بتنفيذ مذكرة إسطنبول بشأن توريد الحبوب.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن وزير الدفاع سيرغي شويغو بحث هاتفياً مع نظيره التركي خلوصي أكار، قرار الجانب الروسي تعليق مشاركته في اتفاق الحبوب.
وفي السياق ذكرت وكالة «الأناضول» أمس، أن تركيا كثفت العمل على اقتراح موسكو بإنشاء مركز لتوزيع الغاز الروسي في تركيا، وسيتم تحديد «خريطة الطريق» بحلول نهاية العام.
وأعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونمز في وقت سابق، أنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع روسيا بشأن إنشاء مركز للغاز في البلاد، حيث بدأ الجانب التركي بالقيام بدوره بهذا الصدد.
إلى ذلك أكد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، بأن استخدام الممر البحري الأمن لشن هجمات أوكرانية إرهابية ضد سفن أسطول البحر الأسود الروسي هو أمر غير مقبول.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن فولودين قوله أمس في منشور له على «تيلغرام» بأن «روسيا منحت الجانب الأوكراني فرصة لتصدير الحبوب التي كانت من المفترض أن تذهب إلى الدول الأكثر احتياجاً في إفريقيا وآسيا، فذهب 3 أو 4 بالمئة فقط إلى هذه الدول، في حين ذهبت معظم الكميات للدول الغنية في الاتحاد الأوروبي».
وأشار فولودين إلى أن أفعال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تجاوزت جميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها بمشاركة تركيا وهيئة الأمم المتحدة، ما يدل على الطبيعة الإرهابية لنظام كييف».
وأكد فولودين، أن استئناف صفقة الحبوب «مستحيل عندما يجري استخدام الممر الأمني لشن هجمات إرهابية».
من جانبه قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف أمس، إن الدول الغربية تدفع العالم إلى حرب عالمية، مشيراً إلى أن انتصار روسيا هو الضمان الوحيد ضد نشوب هذا النزاع.
ونقلت «سبوتنيك» عن مدفيديف قوله على «تيلغرام»: «إن النهج الغربي هو عدم السماح لروسيا بالانتصار، متسائلاً عما يعنيه هذا النهج في واقع الأمر، فلنتبع منطقاً بسيطاً؛ إذا لم تنتصر روسيا، إذن فأوكرانيا ستكون المنتصر، وهدف أوكرانيا هو ما أعلنه نظام كييف، استرجاع جميع المناطق التي كانت تابعة لها، أي انتزاعها من روسيا، وهذا يعد تهديداً لوجود الدولة وانهياراً لروسيا الحالية، ما يعني أنه سبب مباشر لتطبيق البند 19 من أساسيات السياسة الروسية في مجال الردع النووي.
في غضون ذلك علق المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف على مشاركة بريطانيا في الهجمات على أسطول البحر الأسود الروسي وأنابيب غاز «السيل الشمالي» من روسيا إلى ألمانيا عبر قاع بحر البلطيق.
ونقلت وكالة «تاس» عن بيسكوف قوله أمس: «لا يمكن ترك مشاركة بريطانيا في الهجمات على أسطول البحر الأسود لروسيا و«السيل الشمالي» على هذا النحو، ستفكر موسكو في الخطوات التالية».
ولفت إلى أن الأجهزة الروسية لديها بيانات تشير إلى أن قيادة وتنسيق الهجوم على خليج سيفاستوبول تم تنفيذهما من قبل مستشارين عسكريين بريطانيين، وقال: «هناك دليل على أن بريطانيا متورطة أيضاً في عملية تخريب، عملية إرهابية، على البنية التحتية للطاقة الحيوية، واللافت ليس الروسية، يجب أخذ ذلك بالاعتبار هنا أن الحديث يجري عن البنية التحتية للطاقة الدولية».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت موسكو ستتقدم بطلب إلى مجلس الأمن بشأن الهجوم على سيفاستوبول، أشار بيسكوف إلى أنه من الضروري جمع البيانات لهذا الغرض، وقال «هذه منطقة حساسة للغاية فيما يتعلق بمنهجية جمع مثل هذه المعلومات. سنفعل ما يجب القيام به في هذه الحالة».
من جهة ثانية أوضح بيسكوف أنه تم الانتهاء من التعبئة الجزئية، ولن تكون هناك مرحلة تالية من الاستدعاء للتعبئة في البلاد، ولا حاجة لمرسوم رئاسي خاص بذلك.
ولفت بيسكوف إلى أن «وزارة الدفاع أرسلت البرقيات ذات الصلة إلى مكاتب التسجيل والتجنيد العسكرية بشأن تعليق وعدم توزيع أي مذكرات استدعاء، وما إلى ذلك».
من جهته أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو أمس، أن 87 ألف عسكري فقط من أصل 300 ألف تمت تعبئتهم في إطار عملية التعبئة الجزئية الأخيرة، وتم إرسالهم إلى جبهات القتال.
وقال: إن نحو 3 آلاف مدرب عسكري من الذين اكتسبوا خبرة قتالية وشاركوا في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أشرفوا على التدريبات التي تلقاها الجنود في إطار التعبئة الجزئية.
وأضاف شويغو إن القوات الروسية «تستهدف بضربات عالية الدقة منشآت البنية التحتية العسكرية بشكل فعال، بالإضافة إلى استهداف المنشآت الأخرى، تمكنت من الحد من الإمكانات العسكرية للقوات الأوكرانية».
وأعلن شويغو، أن القوات المسلحة الروسية تقلل بشكل فعال من الإمكانات العسكرية لأوكرانيا من خلال ضرب البنية التحتية الحيوية للعدو.
ونقلت «سبوتنيك» عن شويغو قوله: «نستمر في ضرب منشآت البنية التحتية العسكرية بشكل فعال، فضلاً عن المنشآت التي تؤثر في الحد من الإمكانات العسكرية لأوكرانيا، يتم اتخاذ تدابير شاملة لمنع وفاة المواطنين الأوكرانيين».
وأشار إلى أن «نظام كييف يواصل القيام بأعمال إرهابية لتدمير السكان المدنيين وتدمير المرافق الاجتماعية».
وأوضح شويغو أن نحو 200 من المرتزقة الأجانب قتلوا خلال الأسبوعين الماضيين في منطقة العملية العسكرية الخاصة، مؤكداً على أنه تم تدمير أكثر من 74 دبابة و235 عربة مدرعة أخرى وقاذفتي صواريخ هيمارس و268 مركبة مزودة بمدافع رشاشة ثقيلة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن