مع توقف روزنامة الدوري بسبب معسكرات منتخبي الأولمبي والرجال حاز فريق جبلة صدارة الدوري السوري ولو مؤقتاً إلى حين عودة الدوري في الخامس والعشرين من هذا الشهر، وبلا شك فإن لوصول فريق جبلة إلى الصدارة بعد انتصاف مرحلة الذهاب عوامل ومسببات جعلته من أقوى فرق الدوري هذا الموسم ومن أهمها حصيلته التهديفية الكبيرة.
أربعة انتصارات من ست جولات
لعب جبلة حتى الآن ست مباريات، فاز في مباراتين منها داخل الديار وتعادل في واحدة، وأيضاً فاز خارج الديار مباراتين وتعادل في واحدة، محتفظاً بسجله في الجولات الست السابقة خالياً من الهزائم مثله مثل فرق المقدمة الأربعة وهم جبلة والوثبة والأهلي والجيش.
وقد يقول البعض إن من حسن حظ جبلة أنه واجه في الجولات السابقة الفريقين أصحاب الحلقة الأضعف في الدوري حتى الآن وهما المجد والجزيرة، ولكنه حقق فوزين مستحقين على الفرق متوسطة الأداء وهما الطليعة وحطين، كما حقق تعادلين مهمين مع كلٍ من ثاني الدوري (الوثبة) وثالثه (الأهلي)، وهي نتائج جيدة بالطبع جعلت جبلة في الصدارة برصيد 14 نقطةً متفوقاً على الوثبة بنقطة واحدة مع وجود مباراة مؤجلة للوثبة، بالإضافة لوجود مباراة مؤجلة أيضاً للجيش صاحب المركز الرابع والتي إن فاز فيها فقد يزاحم جبلة على مركزه علماً أن الفارق بين الفريقين هو 3 نقاط حالياً.
أقوى هجوم في الدوري
تمكن لاعبو جبلة من إحراز 14 هدفاً في ست جولات بمعدل 2.3 هدف في المباراة الواحدة، وبذلك تصدر الفريق باستحقاق قائمة أقوى هجوم في الدوري حتى الآن، وبالتأكيد يعود جزء من الفضل في ذلك لمهاجمه محمود البحر الذي تصدر لائحة الهدافين برصيد 7 أهداف (وهو نصف عدد الأهداف المسجلة من فريق جبلة هذا الموسم) متفوقاً على أقرب منافسيه علاء الدالي الذي يمتلك في رصيده 5 أهداف، ولتبيان إنجاز البحر الكبير حتى الآن بإحرازه للأهداف السبعة يجب التنويه أنه فريقين فط في الدوري أحرزا بكامل لاعبيهما أكثر من 7 أهداف هذا الموسم وهما جبلة (14هدفاً) والوثبة(11هدفاً)، على حين أحرز كل فريق من فرق الدوري المتبقية ما مجموعه 7 أهداف فقط على الأكثر في جميع مبارياتهم السابقة. ما يعني أن البحر ينافس بحصيلته التهديفية فرق بأكملها هذا العام، حيث سجل هدفاً على الأقل في الجولات الست الماضية، ووحدها مباراة أهلي حلب التي انتهت بالتعادل السلبي لم يستطع فيها البحر زيارة المرمى.
والإحصائية الماضية تدل أيضاً على أن فريق الوثبة فقط الذي أحرز 11 هدفاً هو من يجاري جبلة تهديفياً هذا الموسم بعيداً عن الفرق الأخرى، وقد سجل النصف الثاني من أهداف جبلة الأخرى كل من عبد القادر عدي هدفين، وهدفٌ لكلٍ من حمزة الكردي وسلطان سلطان وأحمد حديد وشعيب العلي وأحمد الأحمد، وهؤلاء اللاعبون يلعبون ضمن الخطوط الثلاثة للفريق ما يدل على تنوع الحلول التهديفية التي يمتلكها، مع تألق كل من لاعبي خط الوسط والدفاع، ولا مجال هنا لذكر الأسماء حيث أن عدد المتألقين هذا الموسم كبير، وحين نرى خفوت نجم لاعب في مباراة نجد تألق نجم آخر يسد مكانه، ومن ميزات جبلة هذا الموسم امتلاكه لخط بدلاء جيد وهذا ما افتقده في الأعوام السابقة، وبالطبع فإن للرؤية الفنية التي يقدمها المدرب علي بركات وقيادته الفعالة لغرفة الملابس مع جهازه الفني دور كبير في تألق الفريق ومن ورائهم إدارة النادي بقيادة المحفوض التي لا تبخل أبداً على الفريق وتهيئ أشد أنواع الاستقرار للكتيبة الجبلاوية.
ثمرات الجولة السابقة
من الفوائد التي جناها فريق جبلة في مباراة المجد الأخيرة التي لعبها في دمشق التألق الكبير لنجم خط الوسط عبد الإله الحفيان الذي حقق رقماً من الصعب بمكان الوصول إليه وهو 4 أسيست ضمن مباراة واحدة علماً أن المباراة قد انتهت لمصلحة جبلة بنتيجة 5/2، ما يعني عودة الثقة لهذا اللاعب الذي سبق أن حصد لقب أفضل صانع ألعاب في الدوري. ومن الفوائد المرجوة أيضاً العودة الميمونة للمهاجم الشاب سلطان سلطان الذي فسخ عقده الخارجي مع نادي سوران العراقي وعاد والتحق بالفريق قبل مباراة المجد وأحرز الهدف الخامس بعد دخوله بديلاً للبحر، ويعد وجود سلطان مهماً جداً للفريق في ظل إمكاناته المهارية والفنية الكبيرة مع غياب وجود رأس حربة آخر في الفريق باستثناء البحر.
تلبية نداء المنتخب
مع تألق لاعبي الفريق الجبلاوي وإحرازهم للصدارة فقد تم استدعاء عددٍ غير مسبوقٍ منهم قياساً بالعقد الأخير للمشاركة مع من منتخباتنا الوطنية، حيث استدعي المقداد أحمد وعمر نعنوع لمعسكر المنتخب الأولمبي، كما تم استدعاء كل من محمود البحر وعبد الإله الحفيان وحمزة الكردي وعبد القادر عدي لمعسكر المنتخب الأول تحت قيادة المدرب حسام السيد.
وكان قد شارك لاعبا الفريق الشابان محمود مهنا والمقداد أحمد مع منتخب الشباب في التصفيات الآسيوية الأخيرة وقدما مستوىً جيداً في البطولة.
مواجهات نارية
تبقى لجبلة خمس مبارياتٍ في مرحلة الذهاب سيلعبها بعد انتهاء فترة التوقف الحالية، وهي حقيقةً مواجهاتٌ صعبةٌ ستظهر جلياً مدى أحقية الفريق في الذهاب بعيداً والمنافسة على لقب الدوري هذا الموسم.
ويرى بعض المراقبين أن التوقف الحالي للدوري لا يصب في مصلحة النوارس الذين امتلكوا الزخم والروح العالية في المراحل السابقة، ما يعني أن الجهاز الفني مطالب بشدة في الحفاظ على معنويات اللاعبين بالإضافة للعمل على إصلاح مكامن الخلل في الفريق من أجل المنافسة بقوة على لقب اشتاقت له الجماهير وغاب عن خزائن النادي مدة 22 عاماً.
ويلاقي النوارس بعد انتهاء فترة التوقف المؤقتة فريق الفتوة صعب المراس والمدجج بالنجوم على أرضية استاد البعث في جبلة، واللقاء لن يكون سهلاً على الفريقين وبخاصة على الفتوة الجريح الذي خسر في الجولة الماضية من الجيش الزعيم، والذي سيلاقيه جبلة هو الآخر على استاد البعث في جبلة بالإضافة لفريق الوحدة الدمشقي ضمن الجولات الخمس المتبقية من مرحلة الذهاب، وعلى جبلة استغلال عاملي الأرض والجمهور في مواجهة هذه الفرق القوية والمدججة على أرضه. على حين سيلعب جبلة خارج أرضه مرتين فقط في الجولات المتبقية من مرحلة الذهاب إحداهما مع تشرين في ديربي اللاذقية الناري في مدينة اللاذقية، بالإضافة لمواجهة الكرامة في حمص. ما يعني أن مواجهات جبلة الخمس المتبقية من مرحلة الذهاب ستكون بمنزلة خمسة نهائيات للفريق في مهمة شديدة الصعوبة للحفاظ على الصدارة، ولكن الفريق قد أثبت حتى الآن علو كعبه وأنه على قدر المسؤولية الكبيرة وبحجم الثقة المعطاة له من جماهير جبلة العريضة وإدارة النادي.