المناورات الأميركية مع «الجنوبية» تشعل المنطقة.. وموسكو دعت جميع الأطراف إلى التزام الهدوء … الكوريتان تتبادلان إطلاق صواريخ تعبر حدودهما البحرية لأول مرة منذ حرب 1950
| وكالات
تبادلت الكوريتان الديمقراطية، والجنوبية، أمس الأربعاء إطلاق صواريخ عبرت الحدود البحرية بين البلدين للمرة الأولى منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 – 1953.
وأعلن الجيش الكوري الجنوبي مساء أمس إطلاق كوريا الديمقراطية 6 صواريخ إضافية باتجاه البحرين الشرقي والأصفر، بعد وابل من 10 صواريخ على الأقل من مختلف الأنواع أطلقتها صباح أمس.
وجاءت الصواريخ الجديدة بعد ساعات من إطلاق كوريا الديمقراطية ما لا يقل عن 10 صواريخ في وقت سابق أمس، بما في ذلك صاروخ باليستي قصير المدى اجتاز خط الحدود الشمالي الذي يشكل الحدود البحرية بين البلدين.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الجنوبية «يونهاب» أن الجيش الكوري الجنوبي رصد إطلاق الجارة الشمالية أكثر من 100 قذيفة مدفعية باتجاه المنطقة العازلة الشرقية، التي تم تحديدها بموجب اتفاق عسكري بين الكوريتين وقع في 19 أيلول 2018 للحد من التوترات الحدودية.
وأوضح الجيش الكوري الجنوبي أن 3 صواريخ أطلقتها كوريا الديمقراطية، باتجاه الجزء الجنوبي من كوريا الجنوبية، وأن أحدها سقط في البحر على بعد 57 كيلومتراً من مدينة سوكشو و26 كيلومتراً جنوب خط الحدود بين الكوريتين في البحر.
وقالت الوكالة إنها المرة الأولى التي يسقط فها صاروخ قريب جداً من المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية.
وصرحت هيئة أركان جيش كوريا الجنوبية بأن هذا العمل هو الأول من نوعه منذ تقسيم شبه الجزيرة الكورية، واعتبرته «أمراً نادراً جداً، ولا يمكن قبوله»، ولم تقدم معلومات حول جميع أنواع الصواريخ.
وفي المقابل، أطلقت كوريا الجنوبية ثلاثة صواريخ أرض جو، قال مسؤولون إنها سقطت على بعد مماثل خلف خط الحدود البحرية مع كوريا الديمقراطية، وأعلنت هيئة الأركان المشتركة في بيان، أن الطائرات الحربية الكورية الجنوبية من طراز F15K و F16K، أطلقت ثلاثة صواريخ دقيقة جو أرض من نوع SLAM-ER، قائلة إن: «رد جيشنا يؤكد عزمنا على الرد بحزم على أي استفزازات (من قبل كوريا الديمقراطية) ويظهر أننا قادرون على ضرب عدونا بدقة».
في غضون ذلك نقل موقع قناة «فرانس 24» عن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول قوله، أمس الأربعاء: «إن إطلاق صاروخ بالستي كوري شمالي عبر الحدود البحرية المتنازع عليها وسقوطه بالقرب من المياه الإقليمية لبلاده يعد «عملياً غزواً للأراضي».
وأشار يون في بيان صادر عن مكتبه إلى أن استفزازات كوريا الديمقراطية هي عمليا غزو للأراضي من خلال صاروخ عبر خط الحد الشمالي للمرة الأولى منذ تقسيم شبه الجزيرة.
والثلاثاء أكدت كوريا الديمقراطية أن الولايات المتحدة تعمل على مفاقمة الوضع في شبه الجزيرة الكورية وجعلت الوضع الأمني فيها أكثر خطورة، واتهمتها بالتحضير لحرب نووية ضدها، وقالت وزارة الخارجية الكورية الديمقراطية إن واشنطن ستدفع الثمن إذا تم استخدام القوة ضد بيونغ يانغ.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الديمقراطية، عن وزارة الخارجية قولها: «بسبب الأعمال العسكرية المتهورة المستمرة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، دخل الوضع في شبه الجزيرة الكورية مرة أخرى مرحلة رئيسية من المواجهة، وبسبب التدريبات العسكرية الواسعة النطاق التي قامت بها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي تكاد تجري يومياً في هذه السنة، تحولت شبه الجزيرة الكورية إلى نقطة ساخنة، حيث تعتبر التوترات العسكرية فيها هي الأعلى في العالم، وأصبح الوضع الأمني في المنطقة أكثر خطورة».
إلى ذلك دعا الكرملين أمس الأربعاء جميع الأطراف إلى التزام «الهدوء»، ونقلت وكالة «أ ف ب» عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قوله للصحفيين: «ينبغي على جميع أطراف هذا النزاع تجنب القيام بأي إجراء من شأنه تصعيد التوترات»، مشيراً إلى أن الوضع في شبه الجزيرة متوتر بالفعل، داعياً الجميع إلى التزام الهدوء.
وفي السياق قالت قيادة الجيش الأميركي للمحيطين الهندي والهادئ إن إطلاق بيونغ يانغ لصواريخ أمس، لا يشكل تهديداً مباشراً للقوات الأميركية في المنطقة أو لحلفاء الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بيان قيادة الجيش الأميركي قوله: «نحن على علم بإطلاق كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية ونتشاور مع حلفائنا وشركائنا».
وأضافت إنه «بالرغم من أننا توصلنا إلى أن هذا الحادث لا يشكل تهديداً مباشراً لأفراد القوات الأميركية أو الإقليم أو حلفائنا، فإن إطلاق الصواريخ يسلط الضوء على السلوك المتهور من جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية».
من جانبه أعرب وزير الدفاع الياباني، ياسوكازو هامادا، عن احتجاج بلاده على إطلاق بيونغ يانغ الصواريخ.
وقال في تصريح صحفي: «تقوم كوريا الشمالية هذا العام بإطلاق صواريخ بكثافة غير مسبوقة، وهو ما يزيد التوترات من خلال القيام بأعمال استفزازية. وتشكل هذه الأعمال تهديداً لسلام وأمن بلدنا ومنطقتنا والمجتمع الدولي، وهي غير مقبولة تماماً».
وتأتي عمليات إطلاق الصواريخ بعد أن طالبت بيونغ يانغ أول من أمس، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بوقف تدريباتهما العسكرية الواسعة النطاق، قائلة «إنه لم يعد من الممكن التسامح مع مثل هذا التهور والاستفزاز».
وبدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واحدة من أكبر المناورات الجوية العسكرية المشتركة بينهما يوم الإثنين الماضي، وشنت مئات الطائرات الحربية من الجانبين هجمات وهمية على مدار 24 ساعة في اليوم.