قوات الناتو بالقرب من حدودنا تضاعفت.. وأولويتنا منع أي صدام نووي … موسكو: استئناف اتفاقية نقل الحبوب بعد ضمانات خطية من أوكرانيا

أعلنت روسيا أمس الأربعاء، استئناف العمل باتفاقية نقل الحبوب الأوكرانية عبر الممر الآمن في البحر الأسود، في حين أكدت الدفاع الروسية أن قوات الناتو بالقرب من حدود روسيا تضاعفت مرتين ونصف المرة منذ شباط متجاوزة 30 ألف شخص، في حين أحبطت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية تخريباً لمنشآت الطاقة في شبه جزيرة القرم.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أعلنت وزارة الدفاع الروسية عبر بيان استئناف روسيا العمل باتفاقية مبادرة نقل الحبوب، التي علقت قبل أيام مشاركتها فيها.
وقالت الوزارة في بيان لها أمس: «بعد تنفيذ أوكرانيا في 29 تشرين الأول، الهجوم الإرهابي ضد سفن أسطول البحر الأسود والسفن المدنية المشاركة في ضمان أمن ممر الحبوب، قمنا بتعليق ووقف تنفيذ اتفاقية نقل الحبوب وقد تم إخطار الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بموقف روسيا، وبفضل مشاركة الأمم المتحدة، وكذلك بمساعدة تركيا، تمكنا من الحصول على الضمانات الخطية اللازمة من أوكرانيا بشأن عدم استخدام الممر الإنساني والموانئ الأوكرانية، التي تم تحديدها من أجل تصدير المنتجات الزراعية، لإجراء عمليات عسكرية ضد روسيا، وعلى وجه الخصوص، أكد الجانب الأوكراني رسمياً أن الممر الإنساني البحري لن يستخدم إلا وفقاً لبنود مبادرة البحر الأسود، وترى موسكو أن الضمانات التي حصلت عليها في الوقت الحالي تبدو كافية وتستأنف تنفيذ الاتفاقية».
إلى ذلك قال رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات أمس: تم الاتفاق مع روسيا على مواصلة تصدير الحبوب عبر ممر البحر الأسود كما كان في السابق، موضحاً أن وزير دفاعه خلوصي أكار أجرى محادثات مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وتم الاتفاق على أن يتواصل تصدير الحبوب عبر ممر البحر الأسود كما كان في السابق.
وأضاف: «ممر الحبوب يعمل الآن بشكل جيد، ونقلنا موضوع تصدير الحبوب والأسمدة لمرحلة جديدة جيدة».
من جهة أخرى، قال أردوغان: «في الوقت الذي تستعد فيه أوروبا لمواجهة شتاء قارس في ظل نقص الطاقة، أعلمكم أننا لا نواجه في تركيا أي مشاكل في موضوع توفر الطاقة لدينا، مؤكداً أن تركيا أصبحت مركزاً دولياً للغاز، ومركزاً دولياً للطاقة، وعليه فإنه سيتم تصدير الطاقة إلى أوروبا من خلالنا وعبر تركيا».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن موسكو مقتنعة بأنه في ظل الوضع المضطرب الحالي، فإن الأولوية هي منع أي صدام عسكري للقوى النووية، ونقلت وكالة «تاس» عن الخارجية قولها في بيان: «إن روسيا، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي وإحدى القوى النووية، تتحمل وفقاً لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، مسؤولية خاصة في مسائل تعزيز الأمن الدولي والاستقرار الإستراتيجي».
ودعت موسكو الدول الخمس النووية إلى التخلي عن المحاولات الخطيرة لانتهاك المصالح الحيوية لبعضها بعضاً.
من جانب آخر قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن قوات الناتو بالقرب من حدود روسيا تضاعفت مرتين ونصف المرة منذ شباط متجاوزة 30 ألف شخص، وحسب وكالة «نوفوستي» رجح شويغو في تصريح أمس أن يعمل حلف شمال الأطلسي على زيادة قواته أكثر من ذلك خلال الفترة المقبلة، وأن الناتو يعمل على إنشاء نظام دفاع جماعي واسع النطاق بالقرب من حدود روسيا، مشيراً إلى أن الحلف يعتزم الانتقال من سياسة احتواء روسيا من خلال وجوده على الخطوط الأمامية، إلى إنشاء نظام شامل للدفاع الجماعي على الجناح الشرقي بالقرب من الحدود الروسية, وأضاف شويغو إن الناتو تبنى في نهاية حزيران الماضي، في قمة مدريد، مفهوماً استراتيجياً جديداً للكتلة العسكرية، حيث اعتبر موسكو المصدر الرئيسي للتهديدات الأمنية له.
وأشار إلى أن الحلف نقل تشكيلات مسلحة من دول ومناطق أخرى إلى دول في شرق ووسط أوروبا، وكذلك في دول البلطيق، إضافة إلى ذلك، يجري إنشاء وحدات تكتيكية جديدة متعددة الجنسيات في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا.
في غضون ذلك أحبطت عناصر هيئة الأمن الفدرالية الروسية «FSB» عملية تخريب كانت تعتزم القيام بها الأجهزة الأمنية الأوكرانية الخاصة في منشأة للطاقة بشبه جزيرة القرم.
ونقلت «روسيا اليوم» عن المركز قوله في بيان أمس «إن قوات الأمن أحبطت عملية تخريبية كانت الأجهزة الأمنية الأوكرانية الخاصة تعتزم القيام بها، وتم اعتقال المشتبه فيه، وهو مواطن أوكراني مواليد عام 1978، تم تجنيده من إدارة أمن الدولة بأوكرانيا».
وتمت مصادرة 3 عبوات ناسفة شديدة الانفجار، مع تعليمات بكيفية استخدامها، وكذلك مخطط لمواقع أبراج نقل الطاقة بإحدى مناطق القرم.
ميدانياً أكدت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات المدفعية الروسية قامت أمس بإسقاط طائرة مقاتلة من طراز «ميغ-29» تابعة للقوات الجوية الأوكرانية بالقرب من قرية «باسيكا» بمنطقة خاركوف.
كذلك فقد قصفت القوات المسلحة الروسية 73 وحدة مدفعية أوكرانية في مواقع إطلاق النار وتمركز الأفراد والمعدات العسكرية في 169 منطقة أوكرانية.