على طريق إعادة زخم الحياة إلى مخيم اليرموك.. «نور» تطلق 4 مشاريع فيه … سيف الدين: نقوم بمحاولات لتقديم كل الخدمات كريشاتي: إعادة الإعمار بحاجة لتشاركية
موفق محمد - تصوير طارق السعدوني
على طريق إعادة زخم الحياة إلى مخيم اليرموك بدمشق بعد تحريره من الإرهاب، تم أمس إطلاق أربعة مشاريع من «جمعية نور للإغاثة والتنمية»، أبرزها افتتاح «مركز نور للتنمية المجتمعية»، وذلك بالتعاون بين الجمعية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرعاية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومحافظة دمشق.
وتم الافتتاح بحضور محافظ دمشق طارق كريشاتي ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين والممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان حِميَر عبد المغني وقادة فصائل فلسطينية وحشد غفير من الأهالي.
وفي تصريح للصحفيين، أوضح كريشاتي أن افتتاح المركز ووجودنا هنا يأتي انطلاقاً من توجيهات الرئيس بشار الأسد بعودة جميع مهجري المخيم إليه وإعادة الإعمار والبنى التحتية، موضحاً أن المحافظة شكلت لجنة لإعادة البنى التحتية وتقديم الخدمات اللازمة للمنطقة.
واعتبر أن إعادة إعمار المخيم بحاجة إلى تشاركية بين مؤسسات الدولة (وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومحافظة دمشق ووزارة الإدارة المحلية) والجمعيات والمنظمات الدولية والإنسانية والمجتمع المدني والأهلي، وقال: «قطعنا مرحلة لا بأس بها بالتعاون مع المنظمات في عملية إعادة شبكتي الصرف الصحي والمياه».
وذكر كريشاتي أن طلبات الأهالي تركزت على إعادة عمل الأفران ووسائل النقل، موضحاً أن مسألة تشغيل فرن سيتم بحثها مع الوزير سيف الدين، أما وسائل النقل فستكون متوافرة اعتباراً من السبت القادم ولو بعدد قليل، والكهرباء فسيتم إعداد دارسة من أجل إعادة البنى التحتية لها.
واستعاد الجيش العربي السوري السيطرة على مخيم اليرموك في أيار 2018، وتمت إزالة الردم والركام من الطرقات بشكل غير نهائي وإصلاح جزئي لشبكتي الصرف الصحي والمياه في معظم أجزاء المنطقة على حين تفتقر إلى التيار الكهربائي ووسائل النقل العامة والأفران.
وعاد إلى المخيم الذي كان يقطنه قبل الحرب نحو 600 ألف نسمة ويعد مركزاً تجارياً ضخماً، مئات معدودة من الأهالي فقط بسبب عدم وجود خدمات أساسية، ويطالبون هم ومن مازالوا مهجرين بإعادة الخدمات.
وأشار كريشاتي إلى أن سورية بنيت على مدى 40 عاماً، وهناك مناطق تدمرت خلال أشهر، معتبراً أن الأخيرة «لا نستطيع بـ«لحشة حجر» إعادة بنائها، فهي بحاجة إلى فترات زمنية وتحليل الأولويات بحاجة إلى البدء ولكن الأكيد نحن مع البدء حسب الأولويات والإمكانات المتوافرة».
بدوره أكد سيف الدين أن الأهالي الذين كانوا في المخيم سيعودون إلى منازلهم، وإننا «نقوم بمحاولات لتقديم كل خدمات البنى التحتية من أجل عودة الأهالي».
الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أوضح أن من أبرز أهداف الصندوق دعم المرأة والفتيات، مشيراً إلى أن الصندوق له أكثر من 35 مركزاً متوزعاً في المحافظات السورية منهم 7 مراكز مع «جمعية نور للإغاثة والتنمية»، وأن افتتاح هذا المركز هدفه تقديم الدعم للنساء والفتيات في المخيم بشكل أساسي، والمناطق المحيطة به.
من جانبه، اعتبر الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة طلال ناجي، أن «وجود وزير الشؤون الاجتماعية والعمل ومحافظ دمشق في المخيم هو دليل على اهتمام الدولة السورية ورعايتها من أجل تمكين أهلنا من العودة».
وفي تصريح لـ«الوطن»، أشار رئيس مجلس إدارة «جمعية نور للتنمية المجتمعة»، محمد جلبوط، إلى أن الجمعية مرخصة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالقرار 1438 عام 2013، لافتاً إلى أنها في ذلك العام انطلقت من المخيم وهي تعود اليوم إليه بعدما أوقفت خدماتها عام 2015 بسبب اجتياح الإرهابيين له واحتلاله وتشريد أهله.
ولفت إلى أن الجمعية تعود إلى المخيم بأربعة مشاريع تم إطلاقها بالتعاون مع محافظة دمشق ووزارة الشؤون الاجتماعية وهي: «مركز نور للتنمية المجتمعية» الذي يعمل على تمكين المرأة من خلال تقديم خدمات إعادة التمكين بالأعمال المهنية التي تساعد المرأة في عملية الترميم والعودة إلى المخيم إضافة إلى بناء قدراتها في العديد من مجالات العمل.
وذكر أن المشروع الثاني هو مركز تعليمي للأطفال واليافعين واليافعات، والثالث هو مركز طبي يضم عيادات اختصاصية (داخلية – نسائية – أطفال) ويقدم أيضاً خدمة الإحالات إلى المشافي للعمليات الصغرى والولادات، إضافة إلى مشروع لمساعدة الأهالي في الحصول على وثائقهم واثبات ملكياتهم ويتضمن أتمتة الوثائق وأرشفتها وذلك بالتعاون مع دائرة خدمات مخيم اليرموك ومحافظة دمشق.
واعتبر جلبوط، أن حضور الوزير سيف الدين ومحافظ دمشق إلى المخيم وإطلاق مجموعة المشاريع يدل على التزام المسؤولين الحكوميين بتوجيهات الرئيس الأسد وإعطاء الأولوية القصوى لعملية إعادة الترميم وتسهيل عودة الأهالي.