ثقافة وفن

إطلاق المعجم التاريخي للغة العربية … حاكم الشارقة يعلن الاستمرار في المشروع واعتبره الأكثر أهمية

| إسماعيل مروة – الشارقة

عانت اللغة العربية في العصر الحديث الكثير، ولعل أهم ما تنبه إليه اللغويون هو غياب الحركة المعجمية التي تتساوق مع التطور اللغوي والعصر الحديث والتي من الممكن أن تدفع اللغة إلى المزيد من المعاصرة للوصول إلى نقطة تجمع مابين التأصيل والتطور.

فغابت المعاجم التطورية والدلالية إلا في حالات فردية غير قادرة على تقديم الفائدة.

المعجم التاريخي

بدأت فكرة المعجم التاريخي للغة العربية عام 1932 مع إنشاء مجمع اللغة العربية في القاهرة، وتم تشكيل لجنة بإشراف المستشرق فيشر أوغست، وتوقف المشروع بسبب الحرب العالمية الثانية.

وفي عام 1972 وتحت إشراف اتحاد المجامع اللغوية وبرئاسة الدكتور طه حسين بدأت المباشرة بالمعجم التاريخي لكن طه حسين مات وتوقف العمل لأسباب عديدة.

الحقيقة تكمن في أن المشروع تعثر لأنه بحاجة لإمكانيات مادية ضخمة، لأن المشروع بحاجة للجان وعلماء وتفرغ وبحث ومكاتب ولعل أسهلها الطباعة، لذلك توقف المشروع أكثر من مرة.

دعم الشارقة للمعجم

عام 2006 وتحت مظلة اتحاد المجامع تعهد الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة وتكفل بالإنفاق على المشروع، وهذا التعهد يؤكد أن الأسباب الجوهرية مادية وهي وراء توقفه أكثر من مرة.

عام 2016 تم تأسيس مجمع اللغة العربية في الشارقة وأسندت إليه مهام المعجم التاريخي للغة العربية.

عام 2019 انطلق مشروع التحرير وضم أكثر من 300من الباحثين. وأنشئت المدونة الحاسوبية.

عام 2021 تم التوجيه بطباعة المنجز منه.

عام 2022 وفي كلمته في معرض الشارقة للكتاب أعلن حاكم الشارقة الاستمرار في المشروع وعدّه المشروع الأكثر أهمية.

ما هو المعجم؟

هو ديوان ألفاظ الأمة وقرطاس أشعارها وأخبارها وخزان تعابيرها وشرعة الأنساق اللغوية التي يستعملها أبناؤها وسجل تاريخها، إذ من خلال النظر في معجم أي أمة من الأمم في أي عصر من العصور يتبين للباحث الألفاظ التي كانت رائجة ذائعة على ألسنة أبنائها وكتابها وعلمائها ومعانيها ودلالاتها والعبارات التي ألف أهل هذا العصر أو ذاك استعمالها وتوظيفها في كلامهم اليومي وفي كتاباتهم الوظيفية وإبداعاتهم الأدبية وغيرها.

فالمعجم التاريخي للغة ليس ترفاً وإنما ضرورة لتطور اللغة وتطويرها.

وحول هذا المعجم دارت ندوة في الشارقة بمشاركة المعاجم العربية.

صدارة معرفية

أقيمت على هامش فعاليات الدورة 41 لمعرض الشارقة للكتاب ندوة بعنوان «صدارة معرفية عربية رائدة في الصناعة المعجمية» استعادت 18 قرناً لغوياً جمعها المعجم.

شارك في الجلسة د. مأمون وجيه المدير العلمي للمعجم التاريخي عضو مجمع القاهرة ود. خليل النحوي رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا ود. محمد السعودي أمين مجمع الأردن ود. أمحمد صافي المستغانمي أمين مجمع الشارقة، بحضور حشد من اللغويين والمهتمين في الصالة الثانية في إكسبو الشارقة.

وأشار النحوي إلى أن المشروع يمثل عودة العرب إلى صدارتهم العلمية في صناعة المعاجم.

وتحدث د. وجيه عن جمع المعجم جغرافياً ليشمل مختلف مناطق استعمال اللغة العربية.

بينما تحدث د. السعودي عن دوره في رفع رصيد اللغة العربية على الشبكة العنكبوتية، وأكد أنه أبرز ألفاظاً تعود إلى لغات موغلة في القدم كالفينيقية.

واتفق المنتدون والحاضرون على أهمية المعجم ودوره في تعزيز حضور اللغة العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن