رياضة

نهاية حزينة لكأس السوبر بكرة السلة.. الجيش الفريق المثالي والعربشة أفضل لاعب … الوحدة يتوج والأهلي ينسحب وفصول مسرحية الانسحاب تنكشف

| مهند الحسني

انتهت بطولة كأس السوبر لكرة السلة في نسختها الثانية لكن الحديث عنها لم ينته، بعدما أطلت أحداث الشغب برأسها عليها بقوة وعكرت أجواء اللقاء النهائي وحرمت الفريق الفائز من لذة الوقوف على منصات التتويج، الوحدة توج بالقب بعد انسحاب أهلي حلب من الربع الثالث من المباراة والنتيجة تشير إلى تقدم الوحدة بثماني نقاط إثر إصابة لاعب الأهلي عبد الوهاب الحموي على وجهه (بقداحة) مجهولة المصدر كانت بمنزلة الفتيل الذي أدى إلى اشتعال وتفاقم الأمور ومن ثم اتخاذ قرار الانسحاب الذي ترك الكثير من إشارات الاستغراب والاستهجان لدى عشاق اللعبة بشكل عام.

تتويج

توّج الوحدة بلقب البطولة في نسختها الثانية بعد انسحاب أهلي حلب بعد مباراة قوية من الفريقين خاصة من قبل الوحدة الذي لعب بأسلوب جماعي وتناغم وانسجام عاليين، بالمقابل الأهلي لم يكن صيداً سهلاً وتألق نجمه المحترف ستوبلن الذي سجل وحده 28 نقطة، وبدا الاعتماد على خدماته من لاعبي الفريق، وتعادل الفريقان في الربع الأول 18-18، وفي الثاني تكافأ الأداء ونجح الأهلي في توسيع الفارق إلى سبع نقاط وسط ارتباك بسيط بأداء الوحدة الذي استعاد عافيته وقلص الفارق ومن ثم التقدم مع بداية الربع الثالث نتيجة وضع حد لخدمات محترف الأهلي ستوبلن الذي قلّــت نسبة تسجيله، الأمر الذي سهّل للاعبي الوحدة التسجيل والتفوق، ومن خطأ على أحد لاعبي الوحدة قام لاعب الأهلي عبد الوهاب الحموي بتنفيذ رميتين حرتين وأثناء ذلك تلقى ضربة (بقداحة) أصابت وجهه الأمر الذي أدى إلى سقوطه أرضاً ولم تمض سوى ثوان قليلة حتى نهض اللاعب وكأن شيئاً لم يحدث وتمت دعوته لمحادثة مدرب الفريق وأثناء ذلك تم قذف عبوة مياه مجهولة المصدر أيضاً، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأمور واتخذ مدرب الفريق ومن خلفه مساعده القبلاوي ومشرف اللعبة فراس المصري قرار الانسحاب من المباراة ورغم تدخل رئيس اتحاد السلة طريف قوطرش لتهدئة الأمور وتطييب الأجواء وإعادة الفريق غير أن محاولاته باءت بالفشل وكذلك الحال مع رئيس تنفيذية العاصمة مهند طه الذي خرج من مشالح أهلي حلب يجر وراءه ذيول الخيبة ليقرر مراقب المباراة عبد الكريم الفاخوري حسب الأنظمة والقوانين خسارة الأهلي وتتويج فريق الوحدة.

استغراب ومسرحية

عندما شاهدنا اللاعب عبد الوهاب الحموي مرمياً على أرض الصالة تعاطفنا معه لأننا قولاً وفعلاً ضد أي إساءات أو خروج عن إطار الأخلاق الرياضية، لكننا عندما شاهدنا المشهد بإعادة الفيديو تبين لنا بأن القداحة التي تم ضربه بها وصلت لكتف اللاعب وليس إلى وجهه، ورمى اللاعب نفسه وهو بحسبانه أنه سيحصل على تعاطف الحكام وحصوله على خطأ أو رميتين أو ما شابه ذلك حسب ما تتضمن القوانين، لكنه لم يضع بحسبانه أن مسرحية الانسحاب كانت جاهزة من القائمين على الفريق، وإذا اعتبرنا أن القداحة ضربت وجهه فإن المسافة بين جمهور الوحدة واللاعب تزيد على عشرين متراً وهي مسافة قادرة على تخفيف قوة الصدمة، ما يعني أنها لن تشكل ندبة ولا يمكن أن تحتاج إلى ضماد كما فعل طبيب فريق الأهلي ثم إن اللاعب نفسه نهض بعد تلقيه الضربة ولم يكن هناك شيء واضح على وجهه من آثار الضربة.

والشيء الأكثر استغراباً أن هناك حالات مماثلة جرت فصولها في صالاتنا ولم تنسحب الفرق وهناك فرق تعرضت لظلم تحكيمي واضح في البطولة نفسها ولم تنسحب، ثم لماذا قرار الانسحاب والمباراة لم تنته، ولم يكن الفارق كبيراً وهناك متسع من الوقت وكان الأهلي قادراً على تقليص أي فارق مهما كان كبيراً، (لكنها ليست رمانة بل قلوب مليانة)، وفريق الأهلي الذي يضم لاعبين أجانب من مستوى عال، ومدرب أجنبي مضى على وجوده مدة زمنية كافية لبيان مدى قدرته على تطوير مستوى الفريق فردياً وجماعياً أثبت بأنه يفتقد ألف باء تطوير كرة السلة، ولم يستطع الفوز على فريق الوحدة في أي مباراة داخل أرضه وخارجها، وظهر في بعض الأوقات متفرجاً على مجريات تقدم فريقه أو تراجعه، وفي أوقات أخرى تفرغ للتحجج بالتحكيم، وتوجيه الاعتراضات، ونسي أن كرة السلة الحديثة باتت علماً قائماً بحد ذاته، وتتغير مقوماتها من شهر لآخر، ويعجز بعض المدربين عن اللحاق بقطار التطور.

أما اللاعبون المحليون فسبعة لاعبين من المنتخب الوطني يلعبون بين صفوف الأهلي، ورغم ذلك لم يتمكن من الفوز على فريق الوحدة.

سلة الأهلي طبخها لا مسلوق ولا مقلي

كثرت الأيادي وتضاربت الآراء وضاعت البوصلة وتكررت المطبات فاحترقت طبخة التحضير لكثرة المعدّين والمقدّمين.

فبعد الظفر بلقب بطولة الدوري لم يكن مستقبل الفريق واضحاً، وفشلت الإدارة في الحفاظ على ربانها الذي قرأ الاضطراب في مستقبل الفريق وخصوصاً تحفظ البعض على مطالبه بإقصاء بعض اللاعبين الذين أصبحوا عبئاً على الفريق.

وزاد الطين بلة عدم الاستقرار المالي الذي ضرب التحضيرات السابقة للمشاركة في كأس السوبر واستقدام مدرب جديد التحق بالفريق في الرمق الأخير من بطولة الأندية العربية ليتكرر المشهد مع الأجنبي الذي التحق قبل مباراة الوحدة ليظهر جلياً الخلل وضعف السيطرة على اللاعبين المتذمرين من تأخر قبض مستحقاتهم.

جمهور الأهلي ومحبوه نبهوا مراراً وتكراراً للخط المائل الذي يسير به الفريق، ونادوا بالتمسك بصانع الانتصار المدرب أبو شقرا، إلا أن هذه المناشدات كانت آخر هم الإدارة على ما يبدو، وغلبت الصداقات الشخصية المصلحة الجماعية، ولعل مطب الأهلي أمام الوحدة في كأس السوبر فرصة جدّية لإعادة تصحيح المسار وتدارك النواقص ومعالجة الأخطاء قبل فوات الأوان بعيداً عن مسرحيات الانسحاب التي لا تليق بناد كبير وعريق كالأهلي.

بيان صحفي أهلاوي

أصدرت إدارة نادي الأهلي بياناً صحفياً عقب انسحاب فريقها من البطولة جاء فيه:

اللاعب عبد الوهاب الحموي ليس مجرد لاعب في نادي الاتحاد، بل هو ثروة وطنية يجب حمايتها والحفاظ عليها، وما فعله جمهور الوحدة تجاه هذا اللاعب هو تعد على مصلحة منتخب الوطن، وبالرغم من ذلك تم الاستمرار بالإساءة ورمي عبوات المياه باتجاه بنش نادي الاتحاد وأصابت إحداها المدرب الأرجنتيني بتراتشي واضطر نادي الاتحاد للانسحاب حفاظاً على سلامة لاعبيه وكوادره، ولكن بالرغم من ذلك استمر جمهور الوحدة بالهتافات المسيئة من دون أي رادع.

كل ما حصل هو نتيجة طبيعية لعدم وضع حد لتصرفات جمهور نادي الوحدة ليس تجاه نادي الاتحاد فقط، وإنما في كل مباراة لهذا النادي داخل دمشق وخارجها هناك إساءة للروح الرياضية قبل كل شيء.

تؤكد إدارة نادي الاتحاد على أنّ الرياضة حياة والروح الرياضية يجب أن تكون هي العليا وقبل أي اعتبارات، وقد حرمت تصرفات جماهير الوحدة غير المنضبطة كالعادة جماهيرنا العريضة الوفية والتي رافقت فريقها قاطعة مئات الكيلومترات من متابعة نهائي يفترض أن يكون مثالياً، كما حرمت المشاهدين على امتداد ساحة الوطن وخارجه من متعة الرياضة والرياضة فقط.

مطالبة

لن نكون جناة على سلة أهلي حلب ولا مداحين لسلة الوحدة لكننا نريد أن تطبق الأنظمة والقوانين على الجميع، ومن ساواك بنفسه ما ظلمك، لنعد بالذاكرة لعدة سنوات قليلة عندما قرر رئيس نادي الوحدة حينها أحمد قوطرش الانسحاب من المباراة نتيجة شغب في مباراته بحلب حينها قامت الدنيا ولم تقعد وعقدت الاجتماعات والمشورات وتم اتخاذ قرار هو الأسرع في رياضتنا بإقالته من منصبه، مع العلم أن بطولة السوبر باتت وحسب تصريحات رئيس اتحاد كرة السلة طريف قوطرش بطولة رسمية ومن ضمن أجندة الاتحاد والقوانين والأنظمة المتعارف عليها في المنظمة الرياضية تطبق عليها بحذافيرها، ونحن على موعد مع قرارات حازمة وصارمة بحق كل من تسبب في إلحاق الأذى بسلتنا الوطنية بغض النظر عن القميص الذي يرتديه أو النادي الذي يلعب له.

أفضل لاعب بالبطولة

ارتأت اللجنة المنظمة للبطولة بعد العودة للإحصائيات وإلى مشاهدة شريط مباريات الوحدة منح اللاعب مجد عربشة لقب أفضل لاعب في البطولة ومنحه مكافأة مالية قدرها مليونان ونصف مليون ليرة سورية.

الفريق المثالي

وتم منح فريق الجيش لقب الفريق المثالي في البطولة بعد الأداء الجيد والأخطاء القليلة التي ارتكبت من لاعبيه.

شكر خاص

لابد من توجيه الشكر لبعض الأشخاص الذين عملوا بصمت وكانوا جنوداً حقيقيين في إنجاح هذه البطولة يأتي في مقدمتهم الكابتن عامر الحلاق الذي أبدى تعاوناً كبيراً في نقل الأخبار عبر نقله مباريات البطولة عبر تطبيق سما، ولم يتوان عن تقديم أي معلومة لصحيفة «الوطن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن