في افتتاح بطولة غرب آسيا الكروية تحت 23 سنة … منتخبنا الأولمبي يخسر أمام البحرين ويواجه السعودية
| ناصر النجار
بدأ المنتخب الأولمبي مشواره في بطولة غرب آسيا مساء الخميس الماضي بالخسارة أمام البحرين بهدفين مقابل هدف واحد، وعلى ما يبدو أن مشاركته هذه لن تتعدى الدور الأول، فالمواجهة مع السعودية هي الأقوى وخصوصاً أن المنتخب السعودي يلعب على أرضه وبين جمهوره وهو المرشح الأول للفوز بهذه البطولة.
من جهة أخرى فإن المواجهة اليوم ستكون مغلقة تماماً بالنسبة لمنتخبنا لأنه لا يعرف أي شيء عن المنتخب السعودي، في حين أوراقنا مكشوفة تماماً لأصحاب الأرض وهذه نقطة ليست بمصلحة منتخبنا أبداً.
من الناحية النظرية فإن فرصة منتخبنا بالفوز تبدو صعبة جداً وتحتاج إلى الكثير من الجهد والتركيز، وعملياً فإن الفيصل سيكون على أرض الملعب وعلينا ألا نستبعد المفاجآت فآمالنا ما زالت قائمة بالتأهل إلى نصف النهائي كغيرنا من المنتخبات، وهذا الأمر على الورق وحساباته ليست صعبة، لكن تنفيذه أقرب للمستحيل، تأهلنا مضمون في حال فوزنا على السعودية وخسارة السعودية أمام البحرين أو تعادلهما فسنتأهل من بوابة المركز الثاني، هناك احتمال آخر هو أن نفوز على السعودية والسعودية تفوز على البحرين فتتساوى المنتخبات الثلاثة بالنقاط ولكل منها ثلاث نقاط، ويبقى فارق الأهداف هو الفيصل.
المباراة مع البحرين لا تحتاج الكثير من التحليل والتمحيص، فسبق أن تكلمنا عن الحالة الدفاعية المهزوزة التي يعاني منها المنتخب والدليل أنه لم يستطع الحفاظ على التعادل أكثر من دقيقة وهذا يقودنا إلى ضعف التركيز الذهني، وعلى ما يبدو أن كل منتخباتنا بحاجة إلى معالج نفسي ليداوي الكثير من الأخطاء غير المفهومة عند اللاعبين، وبما أن الجهاز الإداري والفني للمنتخب يرافقه 18 شخصاً فلا ضير إن زاد العدد إلى عشرين شخصاً.
لم نجد أحداً امتدح المنتخب على صعيد الأداء الجماعي أو الفردي، فالخسارة أمر طبيعي في عالم كرة القدم أما سوء الأداء فيرسم إشارات استفهام عديدة وقد يكون سببه الضغط أو الخوف أو أي شيء غير طبيعي داخل المنتخب وهذا بحاجة إلى تدقيق وبحث، وعلمت «الوطن» من مصادرها الخاصة أن الأمور التنظيمية كانت في حالة فوضى داخل معسكر المنتخب في دبي وجدة ولا ندري من المسؤول عن هذه الفوضى وهذا حسب مقربين سبب نوعاً من الإزعاج وعدم الراحة للاعبي المنتخب من كثرة الزوار وأبدى مدرب المنتخب امتعاضه من هذه الحالة غير الانضباطية.
بكل الأحوال فإن لاعبينا مطالبون بأن يقدموا أنفسهم في المباراة بشكل أفضل وأن يبذلوا جهدهم لتصحيح الأداء الذي لا يليق بهم لعل وعسى أن يفرحوا الجمهور المتيم بفوز يشفي العليل ويروي الظمأ.
ضمن التوقعات
الخسارة أمام البحرين ضمن التوقعات فغيرنا يسير بالاتجاه الصحيح ونحن عكس التيار ومن ينظر إلى التاريخ فعليه نسيان الماضي والتطلع إلى الحاضر بعين مبصرة تعرف أين موقعنا على الخريطة الكروية، لسنا أبطال غرب آسيا لنحزن على ما فات وعلى الخسارة مع البحرين، فالخسارة هي تحصيل حاصل لمجمل إخفاقات كرتنا على صعيد كل المنتخبات، وعلينا أن نقتنع أن كرتنا تمر بمرحلة من عدم التوازن على صعيد كل المنتخبات وعلينا الصبر حتى تضع قدمها على الطريق الصحيح.
إعادة بناء كرتنا تحتاج للكثير من الإعداد والتنظيم، وتحتاج إلى فكر نقي بعرف من أين يبدأ وما الخطوات التي يجب أن نمشي عليها، ومن الضروري الصبر في هذه الفترة ليس على المنتخب الأولمبي بل على كل المنتخبات الأخرى، ليس جديداً على أحد إن قلنا إن المنتخب الأولمبي لم يبلغ من العمر أكثر من شهر ولم يلعب أي مباراة دولية ودية، وكما علمنا فإن هذا المنتخب الوليد سيكون عماد كرتنا في المستقبل والمشاركة في هذه البطولة ليست إلا خطوة أولى في مشوار طويل.
اللاعبون الذين اختارهم المدرب هم من خيرة لاعبي الدوري الكروي ولا أظن أن هناك من هم أفضل منهم، ويمكن أن نقول إن تشكيلة المدرب أقرب للمثالية لكن لا ننكر وجود الكثير من الثغرات والأخطاء التي تحتاج إلى الكثير من العلاج.
بكل الأحوال فإن الحديث عن المنتخب الأولمبي يطول، ولن نكون جلادين، فنحن نعلم كل المشاكل التي تعترض المنتخب ونأمل لهذا المنتخب بغض النظر عن النتائج أن يستمر وأن يتابع القائمون على كرتنا ديمومة هذا المنتخب ودعمه وتوفير كل مستلزمات النجاح ليحمل لولاء الكرة السورية في السنوات القادمة.