عربي ودولي

تحذيرات من تهديد الاستقرار الأمني في لبنان … لا مؤشرات على تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس سيقفز إلى الواجهة

| بيروت- سماهر الخطيب

أكد النائب اللبناني السابق أنور جمعة لـ«الوطن»، أن لا مؤشرات في الأفق على تشكيل حكومة لبنانية، مقارنة بما قبل دخول مرحلة الشغور الرئاسي، فحينها كان الحل قاب قوسين كما كان يقال أما الآن فلا وجود لحل في الأفق، ففي السابق كان هناك شيء اسمه قبل الفراغ الرئاسي وكان هناك استعجال للأمور والاتصالات الساخنة وعلى نار حامية، أما الآن وحسب المعنيين فليس هناك شيء يستدعي الاستعجال على المستوى الحكومي لدرجة أنه بات موضوعاً على الرف كما يقال.

وقال جمعة: «إن جميع الاتصالات تصب في الاهتمام الرئاسي وإلى الآن لا وجود لبوادر إيجاد مساحة مشتركة بين الاقتراحات والمرشحين ولا وجود لتلك المساحة المشتركة التي تعطينا انطباعاً بأن الأمر أصبح قريباً أو أن يعطي أملاً ما بوجود طبخة على النار على أقل تقدير»، موضحاً أنه «ورغم ذلك التواصل والمتابعات موجودة وإن كانت بطيئة جداً وغير حماسية بانتظار إشارة ما ربما تكون من السموات العلا».

وحول الذكرى الـ33 لاتفاق الطائف قال جمعة: «نستغرب هذه الفوعة السعودية، أنه الآن أصبح هناك اهتمام غير عادي بالطائف»، موضحاً أن «اتفاق الطائف لم يمس به أحد ولكن انشغال بال الطرف السعودي لأن سويسرا حاولت أن تقوم بمبادرة لإخراج لبنان من عنق الزجاجة»، مستطرداً: «إن اتفاق الطائف لم يطبق كأن يعطى المريض دواء ولا يتم تناوله، ونحن لا نقول إن الاتفاق جيد أم لا، إنما لم يقترب أحد منه، وبموقفنا الرسمي نؤيده ونطالب بتطبيقه وليس لدينا شيء تحت الطاولة»، متابعاً: «أن يبادر أحد إلى إيجاد مخرج من هذا الجمود الذي نحن فيه على الأقل هذا أمر جيد واتفاق الطائف اتفاق جيد كما تقولون، إذاً لماذا لا يطبق وهذه الملاحظة جيدة ونؤيدها بأن يطبق بمفاعيله وبنوده وهذا الصراخ الزائد آت من فراغ فلم يحدث شيء يستدعي كل هذا الصراخ والجميع متفق على أنه يجب تطبيق اتفاق الطائف».

وأضاف: «الدعوة السعودية هي همروجة توحي بأن السعودية تقول إنها هي «أم الاتفاق» ونحن لا نريد أن يتم الاقتراب من هذا الاتفاق وليس لدينا غنى عنه»، مستطرداً: «إذاً طبقوه وإذا كان هناك شعور بأن الطائف هو الدواء فليكن، رغم أن ظروف إقراره كانت مخالفة للظروف الحالية حيث كانت هناك حرب أهلية ومعطى معين نحن لسنا بوارده وإذا افترضنا أن اتفاق الطائف صالح لزمن طويل ودائم، وهو ليس دائماً لأنه ليس دستوراً إنما يتم العمل به كأنه دستور، وبما أن الطائف بحساباتهم هو الدواء لهذا المريض فليكن وليتم إعطاؤه له».

بدورها اعتبرت مصادر لبنانية أن «إحياء ذكرى الطائف ولمّ شمل الطبقة السياسية بكل أطيافها، يعيد إحياء الدور السعودي ممثلاً بالسفير وليد البخاري»، مشيرة إلى أن موضوع انتخاب الرئيس سيقفز مجدداً إلى الواجهة، ومرجحة أنّ «سليمان فرنجية سيلعب دوره أمام المجتمع الداخلي والدولي».

ويستمرّ مجلس النواب اللبناني بعجزه عن انتخاب رئيس للجمهورية ويعود السبب حسب متابعين، إلى تشتت الكتل النيابية وصعوبة اتفاق 4 أو 5 كتل على مرشح، وسط زيادة المخاطر من حصول أحداث أمنية متنقلة في مناطق مختلفة في ظل تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية مع توافر مؤشرات أمنية مقلقة تمثلت باكتشاف الأجهزة الأمنية شبكات إرهابية تتحرّك على الحدود اللبنانية السورية وبعض الأفراد بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي.

وحذرت مصادر مطلعة لـ«الوطن» من «محاولة جهات داخلية وخارجية لإشعال الوضع الأمني اللبناني وتهديد الاستقرار الأمني، وتحقيق أهداف سياسية مبيّتة، وأن تستغل تلك الجهات الظروف الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى الفراغ السياسي والاشتباك الطائفي حول صلاحيات الحكومة المستقيلة في إدارة شؤون لبنان»، كما حذّرت المصادر من «محاولة بعض الجهات الإقليميّة لإدخال لبنان في توتر سياسي ببعد طائفي ومذهبي للتشويش على إنجاز ترسيم الحدود الذي تحقق بوحدة المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة والدولة»، مشيرة إلى أن «الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني سيكون لها دور كبير في حماية السلم الأهلي»، مشيرة إلى «تحذيرات قائد الجيش العماد جوزيف عون قبل أيام من محاولات ضرب الأمن، وتشديده على أن الجيش لن يسمح باستغلال حالة الفراغ لاستهداف الأمن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن